«الفروة» رداء الشتاء.. بين الأصالة والمعاصرة يبقى الدفء!
استخدم أبناء المملكة «الفروة» منذ القدم كرداء تقليدي يقيهم برد الشتاء القارس لما تتميز به من وثارة الصوف الناعم الملمس، معتمدين على مصادرهم الطبيعية في صناعتها، وفق ما يتوافر لديهم من أدوات تصنيع بسيطة. وتعتبر «الفروة» من أهم ملابس الشتاء التي يحرص عليها أبناء المملكة، وعندما يشتد البرد يبادر أهل الجزيرة العربية إلى «الفروة» لارتباطها الوثيق بالظروف المناخية وتقلباتها، بعكس «المشلح» الذي يلبس في الظروف الجوية الحارة والربيعية والمعتدلة، لأنه الأجمل والأخف، لتكون العناية بالمشلح والحرص على اقتنائه كبيرين. وتصنع «الفروة» من صوف الأغنام وجلودها وبعضها من الأرانب والنعام، ويوضع عليها قماش يطلق عليه «القباب»، كما أن هناك عدة أنواع من الفراء، فمنها ما هو طويل يغطي جسم الإنسان كاملا، ومنها ما هو قصير مثل «الصدرية»، ومثلما تختلف أشكالها تختلف جودتها، وهذا بدوره يؤدي إلى اختلاف أسعارها.
#2#
وحديثا دخلت التقنية على خط صناعة «الفروة» لتصنع من المنتجات النفطية، التي تستورد عادة من الدول الآسيوية، لرخص ثمنها. وتعتبر «الفروة الطفيلية» من أجود أنواع الفراء وأغلاها سعرا، حيث تصنع من صوف وجلود صغار الأغنام، أو ما يسميه أهل البادية «الطفال» والتي عادة لا تتجاوز أعمارها الشهرين، كونها تتميز بالخفة ورقة الملمس، فصوفها ناعم يجلب الدفء، ومنها «صينية طفالية» وقيمتها تصل إلى ثلاثة آلاف ريال، وأيضا العراقية «الموصلية طفالية» تصل أحياناً إلى أكثر من خمسة آلاف ريال، إذا كانت من نوع مبروم وناعم. وهناك من الفراء التي تسمى «الدعم» والتي تصنع من جلد وصوف الأغنام الكبيرة، التي تجاوزت أعمارها ستة أشهر، والتي تتميز بطول شعر صوفها وثقلها، والتي لا تلقى إقبالاً كبيرا. وفي الآونة الأخيرة بدأت تدخل إلى السوق الفراء الصناعية، والتي يتم تصنيعها من المنتجات البترولية، والتي تتراوح أسعارها ما بين 80 و200 ريال، والتي يتم استيرادها من الخارج، وخاصة من دول شرق آسيا، فيما بدأت تطل موضة الفراء النسائية، التي بدأت تأخذ حيزاً من السوق السعودية والتي تصل أسعارها إلى نحو ثلاثة آلاف ريال. واشتهرت بلاد الشام بصناعة الفراء، حيث يتم صنعه بعد إحضار جلود الخراف ومن ثم غسلها ورشها بالملح، ومن ثم تركها لمدة زمنية معينة، ومن ثم غسلها مرة أخرى ورشها بمادة «الشبه» التي تعمل على قتل الجلد الحي، ومن ثم تنظيفها في ماكينات خاصة من إنتاج يدوي، وبعد ذلك يتم تحويل «الجلود» و»الجواعد» إلى الخياطة من أجل تصنيعها لتكون فراء ومفردها «فروة» والتي تكتسى بأقمشة مزركشة تعطيها لوناً وجمالأ يجلب لها الزبائن.