الإنترنت يحول الأصدقاء إلى مركز استشارات

هناك كثير من المعلومات والأسئلة في حياتنا التي لا يمكن الإجابة عنها من خلال جوجل (أو البحث في الإنترنت عموما)، ولذا فما نفعله هو الاتصال المباشر بزملائنا وأصدقائنا الذين لديهم خبرة ذات علاقة بموضوع السؤال الذي نبحث عن إجابة له. هذا بالضبط ما يعنيه مصطلح البحث الاجتماعي Social Search، وهي الخدمة الجديدة التي يحاول عدد من المواقع تقديمها على الإنترنت، مستفيداً من ثورة مواقع الشبكات الاجتماعية عموما.
أحد أشهر هذه المواقع هو موقع فارك vark.com، والذي يسمح للمسجلين فيه بإرسال أي سؤال، حيث يتم تلقائيا تحويله لأصدقائك وأصدقاء أصدقائك على موقع فيسبوك أو على موقع فارك نفسه بانتظار إجابة منهم عن السؤال. ليس ذلك فحسب، بل يقوم الموقع عبر عدة طرق باختيار الشخص أو الأشخاص الأكثر مناسبة لموضوع البحث، ومن هذه الطرق البحث في تطابق الكلمات في السؤال مع الكلمات في صفحة الشخص على موقع فيسبوك، واختيار الأشخاص الأكثر قربا من السائل (من خلال النظر في كثافة التواصل بينهم على الإنترنت)، والتركيز على الأشخاص المتصلين حاليا بالإنترنت لضمان سرعة الرد، وسجل الأصدقاء السابق في سرعة تجاوبهم مع سؤالك، وفي فاعلية إجابتهم عن سؤالك من خلال تقييمك لتلك الإجابات.
موقع فارك يدعي أن 87.7 في المائة من الذين تلقوا أسئلة قاموا بالرد عليها، وأن 75 في المائة من الناس الذين استخدموا للموقع للسؤال كانوا متفاعلين لما تلقوا بدورهم أسئلة من أصدقائهم، وأن 70.4 في المائة قيموا الإجابة التي تلقوها بـجيد أو أكثر، وأن أكثر من نصف الأسئلة تم الإجابة عنها خلال أقل من عشر دقائق. إذا صحت هذه الأرقام، فهذا يعني أن العالم لديه الآن نظام يحول هذه الحاجة الاجتماعية لمعرفة المعلومات من الآخرين إلى نظام قوي وفاعل يمكن الاعتماد عليه في حياتنا اليومية الشخصية والعملية.
هناك موقع آخر اسمه ماهالو Mahalo.com، الذي اخترع طريقة أخرى لتشجيع الناس على المشاركة في الإجابة، من خلال توزيع نسبة عالية من دخل إعلانات الموقع على الأشخاص الذين يشاركون في الإجابة عن الأسئلة، والأشخاص الذين يديرون صفحات نتائج البحث بشكل شخصي بناء على خبرتهم واهتمامهم، والأشخاص الذين يقومون بتحرير الإجابات وإضافة الصور والملتيمديا إلى الإجابات.
النقلة الحقيقية في مجال البحث الاجتماعي ستكون عندما يصبح هذا جزءا من المهام التي يمكن للموبايل أن يقوم بها، وهو ما يدرسه عدد من المواقع للبدء به، حيث يمكن للشخص بينما يمضي في يومه أن يرسل ويتلقى الأسئلة والأجوبة. هذا في الحقيقة حاصل حاليا بين مستخدمي جهاز البلاكبيري والذين يمكنهم بضغطة زر أن يرسلوا سؤالا لكل الأصدقاء عندهم على المسنجر بانتظار الإجابة.
بالنسبة لموقع فارك فأكثر الأسئلة تدور حول تقييم الآخرين للمنتجات التي يريدون شراءها، وحول المطاعم والخدمات المحلية في بلد ما، وحول السفر، وجميعها اهتمامات شخصية، ولكن المستقبل في مجال البحث الاجتماعي هو تكون شبكات الخبراء المتخصصين الذين يجيبون عن أسئلة في مجال ما، كأن يجيب أصدقاؤك وأصدقاء أصدقائك من الأطباء والصيادلة على سؤال طبي معين.
شخص ساخر كتب في تعليق على هذه الخدمات: أخيرا سيتحول أصدقائي إلى أشخاص نافعين في حياتي..!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي