من المدينة إلى بيشة.. المتنزهات البرية مهملة

من المدينة إلى بيشة.. المتنزهات البرية مهملة
من المدينة إلى بيشة.. المتنزهات البرية مهملة

تستكمل «الاقتصادية» نشرها أحوال المتنزهات البرية في مناطق المملكة كافة، التي تئن من ضعف الخدمات المشجعة لجذب الزوار والمتنزهين إليها، من خلال التحقيق الذي بدأت تقليب صفحاته الأسبوع الماضي، حيث تناولنا في الحلقة الأولى عرضا شاملا لأبرز المتنزهات في المملكة تاريخيا وخدميا وجغرافيا، إضافة إلى الفرص الاستثمارية الممكن استغلالها هناك، فيما تطرقنا في الحلقة الثانية متنزهي الطرفية في بريدة والغضا في عنيزة، وكيف يمكن للاستثمار تطوير الموقع وجعله وجهة أولى للمتنزهين من خلال تجربة القصيم.
اليوم تستعرض «الاقتصادية» عبر الحلقة الثالثة من تحقيق المتنزهات الوطنية «البرية»، لمناقشة أحوال تلك المواقع الطبيعية التي تعاني قلة الاهتمام، عددا من المتنزهات البرية في كل من بيشة والمدينة المنورة.
وتتطرق «الاقتصادية» إلى أوضاع المتنزهات هناك وما تعانيه من غياب للفرص الاستثمارية الحقيقية وضعف في الخدمات المقدمة فيها .. ففي بيشة استبشر الأهالي هناك بوضع حجر الأساس للمتنزه قبل نحو ثلاث سنوات، إلا أنهم صدموا فيما بعد لعدم تطوير الموقع وعدم توفير خدمات مناسبة، ما جعله مجرد أشجار برية ومنصة توثق تاريخ افتتاحه فقط، والحال نفسه يسري على المتنزهات الأخرى في المحافظة.
أما الحال في المدينة المنورة فربما لا يختلف كثيرا عن متنزهات بيشة، حيث يعاني متنزه البيضاء البري نقص الخدمات وقلة الاهتمام، إضافة إلى غياب استغلال الفرص الاستثمارية هناك، ما يسهم في تغيير الوجهة من قبل سكان طيبة الطيبة والبحث عن أماكن أخرى تفوقها.. إلى التفاصيل:

استبشر أهالي بيشة عندما وضع الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير حجر الأساس لمشروع المتنزه الوطني في المحافظة منتصف 2008، وذلك لما يمثله لهم الموقع الذي يبعد نحو 20 كيلو مترا، كمتنفس طبيعي لهم، إلا أن ذلك التفاؤل بدا في الخفوت نتيجة الإهمال الذي يشهد المتنزه، فمنذ وضع حجر الأساس له إلى وقتنا الحالي لم يحظ بأي دعم أو تطوير، فالموقع الذي تقدر مساحته بنحو 40 كيلو مترا مربعا ينقصه الكثير من الخدمات، حيث لا يوجد في المتنزه سوى لوحة كبيرة تحمل اسم المتنزه وتاريخ تدشينه، إضافة إلى قليل من اللوحات الإرشادية من قبل وزارة الزارعة الجهة المسؤولة عنه.

#2#

نقص الخدمات

«الاقتصادية» زارت المتنزه الواقع على طريق بيشة – خميس مشيط، والتقت عددا من المتنزهين الذين فضفضوا عما بداخله حول هذا الموضوع، حيث قال عبد العزيز السلولي أحد الزوار، إن المتنزهات في بيشة كثيرة جدا، وذلك لما تتمتع به المحافظة بعوامل بيئية جمة، حيث المناخ والطبيعة التي تحتوي على الجبل والسهل، ولكن ما ينقص تلك المتنزهات من الكثير من الأشياء الضرورية كالطرق واللوحات الإرشادية والخدمات الضرورية مثل دورات المياه والجلسات المخصصة للعائلات وغيرها.

طرحه للاستثمار

إلى ذلك، طالب أحد زوار المتنزهات هناك سعيد الشهراني، الجهات المسؤولة عن متنزه بيشة الوطني بسرعة تنفيذه والعمل على تطويره وتوفير الخدمات داخله، لما يمثله الموقع في نفوس أهالي المحافظة، حيث يعد حلما يأملون تحقيقه، فموقعه الاستراتيجي والجميل، إضافة إلى قربه من المحافظة يجعلهم ينشدون تطويره، أو طرحه للاستثمار فتلك المميزات تجعله مطلبا للمستثمرين.
مساحات مهدرة

من جهته، قال المواطن سياف المعاوي إن هذه المساحة التي خصصت لتكون متنفسا لأهالي بيشة والتي توفر خصوصية وراحة وسعة لعدد لا يستهان به من المتنزهين سيحرمون منها وذلك عدم التخطيط السليم للمنتزهات البرية أو وضع خرائط إرشادية أسوة بالمنتزهات والروضات الأخرى في مناطق المملكة، ناهيك عن عدم الاهتمام بالمنتزهات البرية وتعبيد بعض الطرق المؤدية إليها أو وضع لوحات إرشادية، علماً أن أغلب الزوار والمتنزهين ينقصهم الكثير من الخدمات في تلك المواقع والتي أصبحت مع الزحف العمراني بالقرب من المحافظة، فهل نشهد تطويرا لتلك المنتزهات التي طالما انتظرناها وبشكل منظم ومتطور، أم أنها ستبقى مهدرة لا يستفاد منها.

«الزراعة» تؤكد تطويرها

«الاقتصادية» استوضحت من المهندس سالم القرني مدير الزراعة في بيشة، عن سبب تأخير تطوير متنزه بيشة الوطني، حيث قال «إن سبب التأخير ليس من وزارة الزراعة، بل إن وزارة المالية طالبتنا بإيجاد صك شرعي يثبت تملك الأرض التي سيقام عليها منتزه بيشة الوطني، وقد عملنا اللازم حيال استخراج الصك وهو الآن في مراحله الأخيرة، وقد تم تسليم المنتزه لإحدى الشركات لعمل سياج كامل على المنتزه وهي الآن تعمل فيه».
وبين القرني أنه تم اعتماد العديد من المتنزهات في الميزانية الجديدة، ومن ضمنها منتزه بيشة الوطني، وسيكون المتنزه - بإذن الله - جاهزا خلال العام المقبل، حيث سيحفر له آبار وخزانات، وسيتم توفير جميع الخدمات حتى يكون جاهزا لاستقبال الزوار، أما من ناحية المنتزهات الأخرى فنحن الآن نعمل على حصر هذه المنتزهات وتحديد مساحاتها ومنها المحاميص جنوب المحافظة، والعبلاء غربها، والفيض جنوب غرب، ومن ثم عمل المسح المساحي النهائي ورفعها للوزارة لاعتمادها.

متنزهات مهملة

تمتع بيشة بتنوع التضاريس من المناطق الصحراوية والمناطق الجبلية فتعتبر المحافظة شبه صحراوية ولما يتمتع مناخها عن غيرها في المحافظات بالاعتدال سواء كان في الصيف أو الشتاء.. وتعتبر المنتزهات البرية المتنفس الوحيد الذي يعشقه الأهالي والزوار وذلك لقربها من المحافظة إلا أنها تفتقد للكثير من الخدمات والمقومات.. ومنها منتزه الصايرة على طريق الملك عبد الله والذي يبعد عن بيشة نحو ستة كيلو مترات شرقا، منتزه المحاميص ويبعد نحو 50 كيلو مترا جنوبا بالقرب من مركز صمخ، منتزه جبل لبن، منتزه البشش على وادي تبالة غربا وعلى بعد 23 كيلو مترا والذي لا يوجد فيه سوا مظلات فقط دون أي خدمة أخرى، ومع ذلك مازالت الخدمات الهاجس الوحيد الذي يشغل المتنزهين.

الأكثر قراءة