مجلس «الاقتصادية الإلكترونية»: من يجور على الخادمات أكثر.. الرجال أم النساء؟
ناقش مجلس ''الاقتصادية الإلكترونية'' موضوعا تلقاه عبر البريد الإلكتروني من نوال المطلق ويتساءل الموضوع عما يمكن تسميته ظاهرة اضطهاد الخادمات من قبل أرباب الأسر؟ وحمل الموضوع تساؤلات مهمة حول معاملة رب الأسرة للخادمة؟ وهل هو سبب في هروبها عبر تأخير راتبها أو إساءة معاملتها؟ وهل يستغل الرجل ضعف الخادمة وكونها تحت رحمته ككفيل لها في التجبر وممارسة الاضطهاد الذي عادة ما يلتصق بربات البيوت؟
القراء تفاعلوا مع موضوع المجلس وسارع ''أبو أحمد'' لتبرئة نفسه وبني جنسه، ورد التهمة على المرأة فقال ''سؤال كهذا من المفترض أن يوجه للمرأة وليس للرجل لأنها هي من تتعامل مع الخادمة وليس الرجل، ثم وضع قاعدة عامة للحياة فقال واثقا: الرجل أكثر رأفة من المرأة في كل الأحوال!.
وهو ما لم يمر مرور الكرام حيث سارعت القارئة عصمت رافضة رؤيته، مبدية تعجبها من هذا التنظير الذي لا يستند إلا لأوهام في مخيلة صاحبه بحسب وصفها، فلا الشرع ولا العلم ولا حتى الواقع الإنساني المعاش يؤكد هذا!.
عصمت في معرض دفاعها عن المرأة قالت: الرجال ربما لا يضطهدون الخادمات لكنهم يفعلون الأفاعيل مع زوجاتهم وبناتهم وأبنائهم، بل وكل من يقع تحت رحمتهم، فاضطهادهم للخادمات تحصيل حاصل في النهاية.
خالد من الرياض أكد على ما سبق، معتبرا أن هذا دور ربة المنزل بتحديد علاقة الخادمة مع رب المنزل أو من ينتمون إليه، وقال كغيره مستغربا: ما السبب الذي من الممكن أن يربط الرجل باضطهاد الخادمة؟
القارئ المرزوق تناول الموضوع بعمومية أكبر فقال إن قضايا الخادمات جزء لا يتجزأ من العنف الأسري الذي يطول الزوجة والأبناء والذي غدا سلوكا ملحوظا على بعض أفراد المجتمع السعودي نتيجة إفرازات أسهمت العادات والتقاليد فيها، فمشكلة الخادمات ما هي إلا عود في حزمة العنف، وليس سرا ما يمارسه المراهقون والشباب من أسلوب خاطئ في التعامل مع العمالة في الشوارع والأماكن العامة''.
نوال المطلق صاحبة فكرة الموضوع شاركت في مناقشة فكرتها وعللت طرحها بما تسمعه بشكل مستمر ومن الكثير حول التجاوزات داخل البيوت تجاه الخادمات من رب الأسرة أو حتى بعض أفرادها الذكور.
واعتبر (خط أحمر) أنه نعم، إذا تعدت الخادمة خطوطها من الممكن أن يعاقبها الرجل..ما المانع''؟ وبغضب واضح من طرح صاحبة الفكرة علق القارئ الذي وصف نفسه بـ ''مشوار'' بتهكم واضح، فحرّف في شكل السؤال قائلا: ما مدى اضطهاد المرأة للسائق؟ هل هي السبب في هروبه ؟ أم التمادي في التجبر عليه واستضعافه واستغلال حاجته ؟.. وسؤاله التهكمي لا يخفي حقيقة استغرابه من ربط الرجال باضطهاد الخادمات.
القارئة عاصمية ابتعدت عن مضمون فكرة المجلس ولكنها تناولت مسألة وجود الخادمات في البيوت بين الحاجة والوجاهة.. فقالت: كثيرون لا يرون داعيا للخادمة ما لم تكن ربة البيت تعاني حالة خاصة طارئة كمرض أو ما شابه، فدخول الخادمة إلى البيت هو خروج للمرأة منه.
القارئة هاجرية وبمثالية كبيرة قالت: أيا كان الطرف الذي يضطهد الخادمة يجب أن يضع نصب عينيه أن قدرته على شخص مستضعف يجب ألا تعطيه الحق في ظلمه أو الإسراف في البعد عن إنسانية التعامل، مذكرة الكل بأن من دعته قدرته على ظلم الناس فلا ينسيّن قدرة الله عليه.
موضوع المجلس الذي تساءل عن ارتباط الرجال باضطهاد الخادمات شهد غيابا رجاليا -إلا من قلة- وكأن الرجال بتجاهلهم للنقاش يؤكدون أن ربطهم بهذا الموضوع غير مبني على أي أساس صحيح، فهم براء يرفضون حتى عرض أنفسهم لشبهة من هذا النوع.
* "هذه المادة منتقاة من "الاقتصادية الإلكترونية" تم نشرها اليوم في النسخة الورقية"