الغضا والطرفية.. تجمعات موسمية بلا مستثمرين

الغضا والطرفية.. تجمعات موسمية بلا مستثمرين
الغضا والطرفية.. تجمعات موسمية بلا مستثمرين

تواصل «الاقتصادية» استعراض أحوال المتنزهات البرية في مناطق المملكة كافة والتي تعاني الكثير من نقص الخدمات، من خلال التحقيق الذي بدأت فتحه الأسبوع الماضي.. اليوم نستعرض أحوال المتنزهات البرية في منطقة القصيم، من خلال رصد بالحديث والعدسة، حيث تحظى منطقة القصيم بمواقع متنزهات برية مميزة وقريبة من المدن، كما أنه يوجد عدد كبير من المخيمين في الموسم الشتوي والذي يستمر على مدى أربعة أشهر في تلك المواقع.
وتعد متنزهات عريق الطرفية شرق بريدة ومتنزهات الغضا جنوب غرب عنيزة من أهم المواقع التي تحظى بتجهيزات مختلفة في مجال المتنزهات البرية. ويرى عديد من المتعاملين في هذا المجال أن تجربة الطرفية والغضا رغم أنها على النقيض من بعضها إلا أنه يمكن الاستفادة منها في خلاصة الاستثمار في تلك المواقع البرية خصوصا في المتخصصين في مجال الرحلات البرية والخيام.. فإلى التفاصيل:

ألفا مخيم تتوزع في منطقة القصيم في المتنزهات البرية، تحظى الطرفية بنصيب الأسد من التخييم بما يقارب ألف مخيم، كما أن المتنزه الأكثر تنظيما في الغضا يحظى بـ 250 مخيما، بينما تتوزع النسبة المتبقية في مواقع مختلفة من منطقة القصيم.

تجارب الغضا والطرفية
يعد موقع الغضا في عنيزة أحد التجارب المهمة في مجال الاستثمار في المواقع المتنزهات البرية، فتحويل الموقع وحماية أشجار الغضا المهددة بالانقراض نتيجة الاحتطاب الجائر أصبح أحد أشهر المواقع للتخييم والاستفادة من البيئة المحمية للموقع والتواجد فيها.
ويرى يوسف الوهيب أمين عام لجنة التنمية السياحية في محافظة عنيزة، أن التجربة تم تطبيقها منذ ثلاث سنوات على الموقع وهي جاهزة للمستثمرين الآن، فالتخييم في الغضا يتم وفق شروط معينة يجب الالتزام بها، فليس الهدف تجميع المخيمات بطريقة عشوائية، ولكن نحن أسسنا أرضية سهلة للمستثمرين بالتعاون مع المديرية العامة للزراعة فرع عنيزة، وقال الوهيب رغم المعارضة الكبيرة في البداية إلا أنها وجدت تجاوبا رائعا هذا العام.

فكرة الاستثمار
وتحدث الوهيب حول فكرة الاستثمار في الموقع بفرض رسوم على المستثمرين في تأجير المخيمات ووضعها لخدمات عامة في الموقع، بينما تفرض رسوم تأمينية لملاك المخيمات يتم إرجاعها لهم في حال الالتزام برفع المخلفات وعدم وجود أي مخالفات تجاه هذا المخيم.
وبين الوهيب أنه يتواجد في الغضا أكثر من 250 مخيما تقع على مساحات برية شاسعة من محمية الغضا والمنتزه البري الشهير، كما أن هناك قائمة بعدد من المخالفات من بينها الاحتطاب والإنشاء بالبناء وترك آثار تشوه المكان بعد إخلائه.
وأضاف الوهيب «نحن خلال هذا العام نكون قد أنهينا تجربة جاهزة لتواجد المستثمرين في المواقع البرية التابعة لوزارة الزراعة، وهذا يرجع للوزارة في إكمال ما تم تجهيزه من قبل لجنة التنمية السياحية في عنيزة».

جشع المستثمرين
على الجانب الآخر يرى حمد بن صالح السلمان رئيس اللجنة الاستثمارية في المجلس البلدي في أمانة منطقة القصيم أن متنزه القصيم الوطني متنفس حقيقي لأهل القصيم، وتم احتضان مخيمات كبيرة جدا، وهناك مناشط حول الموقع مثل ميدان الهجن الذي خلق تجمعا موسميا شتويا ويحقق عوائد اقتصادية كبيرة لبعض المستثمرين، وهناك ممارسات بيع بجميع أنواعها بداية من تأجير المخيمات وتأجير بعض الخدمات كالدبابات والخيول والهجن وكل ما يخص الاستثمارات الرملية وتشغيل الخدمات المساندة.
وقال السلمان الطرفية في وجهة نظري جاهزة للاستثمار خصوصا مع وجود الجدوى الاستثمارية وفق ضوابط يجب وضعها خصوصا مع تواجد أعداد كبيرة من المتنزهين والمخيمين في تلك المواقع، وهذه عادة ما يبحث عنها المستثمرين وهي وجود البيئة الجاهزة لضخ الأموال وتقديم الخدمات.
وقال السلمان إن كثيرا من المستثمرين جشعون وعندما يسلم لهم مثل هذه المواقع الضخمة يكون هناك جشع واستغلال في ظل تدني الخدمات، ولكن مع الرقابة يكون هناك حلول. وبين السلمان أن الموقع عشوائي وهناك ضرورة لوجود المستثمر.

75 مليون مترمكعب
وقال محمد اليحيى المشرف العام على المتنزه الوطني في القصيم التابع لوزارة الزراعة، إن عدد المخيمين كبير جدا، وهناك جهود تبذل نحو إزالة مخلفاتهم وإعطائهم مواقع خاصة بهم، فمساحة المتنزه أكثر من 75 مليون متر مربع، وتم تقسم الموقع إلى أربعة أقسام وهي تقع على طريق بريدة الأسياح السريع وتشهد كثافة كبيرة.
وكانت هناك ورقة تفاهم بين وزارة الزراعة والهيئة العامة للسياحة للآثار أن يطرح للاستثمار وهو عبارة عن منتجعات شتوية ولا تزال الفكرة موجودة وهناك تعهد ألا يضع أشياء ثابتة وتعهد بإزالة المخلفات الموجودة.

تخوف من الاستثمار
ويرى عبد الرحمن السنيدي مستثمر في مجال الرحلات البرية والخيام أن موسم التخييم، وكذلك المواقع الخاصة بالمتنزهات البرية غائبة تماما عن الاستثمار.
وقال السنيدي الاستثمار في الرحلات البرية يعد قطاعا جديدا وناشئا وهناك تخوف من المستثمرين رغم أن الرحالة وهواة الصحراء يضخون مبالغ كبيرة تعد أرضية جيدة لبناء استثمارات تحقق عوائد وأرباحا للمستثمرين.
ويضيف أن بداية هذا العام جاءت قوية خصوصا مع هطول الأمطار التي تزيد فيها المبيعات في محال الرحلات البرية بنسبة تصل إلى 300 في المائة على الأيام العادية، وفي هذا العام ومنذ بداية الموسم شهدنا هطول أمطار كبيرة، كما أننا نشهد في الوقت الحالي موسما ربيعيا مميزا على جميع أنحاء المملكة خصوصا في المواقع الشهيرة كالصمان وبعض أجزاء منطقة القصيم، وأضاف: «استعدت محال الرحلات بشكل كبير لهذه المواسم، خاصة بعد هبوط أسهمها في الفترة الماضية وتكدس بضائعها التي ذهبت كمية منها إلى المخازن»، مشيرا إلى أن الإقبال على الخيمة الصغيرة سهلة الحمل كان لافتا للنظر، حيث نفدت من السوق خلال ثلاثة أيام رغم توافر كمية منها في المخازن منذ العام الماضي.

#2#

الأمطار تنعش
وتوقع السنيدي الذي يمتلك مركزا متكاملا في مجال الرحلات البرية يعد الأكبر على مستوى الشرق الأوسط: أن تشهد سوق الرحلات البرية هذا العام انتعاشا غير مسبوق، وأن يصل في مجمله إلى أكثر من ثلاثة مليارات ريال بزيادة تصل إلى مليار، حيث إن معدل استهلاك مثل هذه الأدوات والصرف عليها سواء في الرحلات الصيفية أو الرحلات الشتوية يصل إلى ملياري ريال، متوقعا أن يسجل معدل نمو متزايد خلال فصل هذا الشتاء مع هطول أمطار الوسم وبوادر ربيع مزهر في المناطق الصحراوية والتي تجذب المتنزهين بشكل كبير، وأضاف «لدينا إجازات جيدة في استغلال الرحلات كما في إجازة حج هذا العام وإجازة منتصف العام الدراسي في شهر صفر، ما يعني وقوعها في موسم الربيع».

الأكثر قراءة