حرب الشوارع

حرب الشوارع

كثيرا ما تدور في مجتمعنا عبارة حرب الشوارع ولكن قد ننتظر بضع ثوان لكي ندرك معنى هذه الكلمة.. فربما تعني أن هنالك قتالا في شوارعنا بين أي من الأطراف. ولكن ليس هذا هو المقصود بعينه، فلا يمكننا التفكير فيه هكذا لأن هذه العبارة تقصد بالشخص.
(معركة للشخص مع ذاته) كيف يتم ذلك؟ يتم بأسلوب متخلف لطالما لم تدركه الشعوب العظمى اقتصاديا وماديا.. ألا وهو (التفحيط) من هواية مراهقة إلى إدمان الشباب وهو عبارة عن حركات يوديها السائق على سرعة 180 و200 كلم تسير سيارته وفجأة تبدأ في التراقص يمنة ويسرة لتذعن الإطارات لأوامر المقود ويصفق الحضور انبهارا ''عطها يا شنب احرق الروح قبل ما تروح''.

معززون يحمسون ومعاونون يراقبون وجماهير تتحول من متابعة للحدث إلى صانعة للحزن، الفرجة مجانية والموت كذلك مجاني، هي هواية الموت المحقق، كثيرة فيها العبرة ولكن قليل من يعتبر أفضل المفحطين هو أكثرهم يعرض نفسه للقتل، الخوف ممنوع، فالسؤال هنا: هل يمكننا أن نقف أمام هذه الحرب التي طالما شبعنا من نكباتها وأحزانها وفقدان الأهالي، إما لأبنائهم وإما آبائهم، فهل يمكن لنا أن نوقف وقفة صادقة وجازمة أمام هذه الأوجه من الفئات المتدنية عقلياً؟

إحصائيات مركز مرور جدة تؤكد أن المفحطين فئتان: الأولى أعمارهم ما بين 16 و18 سنة وهذه الفئة تنتهي ممارسة التفحيط لديهم بمجرد مرور هذه المرحلة العمرية لوجود وقت فراغ كبير لديهم، ولأنهم يشعرون بنقص في أنفسهم ويحالون إكماله بالتفحيط والفئة الأخرى أعمارهم تبدأ من 30 سنة وما فوق، وهذه الفئة تتخذ من التفحيط وسيله لغاية في أنفسهم مثل ترويج المخدرات والمسكرات بين المفحطين والشباب أو ممارسات أخلاقية منحرفة.
فنحن كل ما علينا مطالبته هو إيقاف العابثين لأعمارهم وأعمار غيرهم.

عدد القراءات: 1425

* "هذه المادة منتقاة من "الاقتصادية الإلكترونية" تم نشرها اليوم في النسخة الورقية"

الأكثر قراءة