مجلس «الاقتصادية الإلكترونية»: اتهامات متبادلة بين الذكور والإناث حول أسباب الطلاق
طرحت ''الاقتصادية الإلكترونية'' في مجلسها موضوعا استقبلته عبر البريد الإلكتروني من عبد العزيز الفقيري حول زيادة حالات الطلاق لأسباب تافهة، وقال الفقيري في القضية التي طرحها عبر مجلس الاقتصادية الإلكترونية ''الزواج وسيلة لحفظ النسل وتحقيق السكنى فهل يعقل أن ينفرط هذا العقد وتنحل هذه العروة من جراء أمور أدنى من أن توصف بالأسباب أو أن يترتب عليها شيء ما''!.
مجلس ''الاقتصادية الإلكترونية'' لم يناقش الطلاق بأسبابه العامة والذي شرعه الله حلاً حين يصبح الزواج عقدة!، ولكن أن يحصل أبغض الحلال هذا لأن أحد طرفي العلاقة الزوجية يشجع فريقا لا يشجعه الآخر أو بسبب مسلسل أو فاتورة هاتف أو نوعية الطبخ، بل ولأسباب يستحيي حتى طرفا العلاقة من ذكرها، فهذا تجن على ''الميثاق العظيم'' وتقليل من قيمة ''شطر الدين''.
من المسؤول؟.. القراء ذهبوا في هذا كل مذهب، اتهامات للزوج وأخرى للزوجة وأخرى لوسائل الإعلام والمسلسلات، وحتى المعلمون في مدارسهم لم يسلموا! لكن الأغلبية لم تستطع أن تخلي مسؤولية الزوج عن قرار كهذا فهو صاحب الأمر، فكيف تلام المرأة على شيء لا تتخذه هي وإن كانت وطأت له بأفعالها وهيأت الزوج له. وهي الحالة التي وصفها أحد الأزواج بمرحلة الضغط المتواصل الذي يتفاقم منتظرا الانفجار.
بعض آراء القراء كانت أعلى وأظهر صوتا، ومال معها المعلقون مؤيدين، لما تضمنت من تلخيص للمشكلة بل وحتى وضع الحلول لها، منها ما طرحه - عوض العنزي - الذي بيّن أن الطلاق هو النتيجة الحتمية لعدم التوافق بين الزوجين يصادفه قلة حيلة لدى أحدهما لاحتواء حالة عدم التوافق تلك، ومن ثم يكون الطلاق وضعا لا مفر عنه، وبابا لا بد للخروج منه، أيا كان السبب.
وعلى صعيد الحلول، فالقارئ - مواطن سعودي - تصور نفسه في محل صاحب القرار، وقال لو كان لي من الأمر شيء لأجبرت كل المقبلين على الزواج بتلقي دورة في الحياة الزوجية والحقوق المترتبة لكل طرف على الآخر، وربطت عقد القرآن باجتياز تلك الدورة.
أبو إبراهيم كان واضحا وسجل رأيه على هيئة نقاط وبدا واثقا بأنه يملك الحل، وحمّل المرأة المسؤولية ضمنيا، وإن كان قد بادر لنفي هذا منذ البداية فقال: المسؤولية مشتركة! ولكن على الرجل أن يحسن اختيار شريكة حياته، ثم إن الزوجة مطالبة بمراعاة زوجها على كل حال، ولا أنسى أن أوصي الأمهات أن يوجهن بناتهن للكيفية التي تقاد بها الحياة الزوجية الناجحة. وعرج بعد هذا ليحول وسائل الإعلام مسؤولية تدمير أخلاقيات الشباب!
القارئ ''فهد'' على خطاه، قال: المرأة الرزينة العاقلة أصبحت أعز من الزئبق الأحمر، فزوجات المستقبل، خريجات لمسلسلات هادمة، وبرامج تلفزيون الواقع الذي أضاع واقعهن ونقلهن لوهم الأحلام، فالمرأة بعد هذا لا تحمل لا شخصية ولا فكرا ولا رسالة حياة، ومن الممكن أن تندرج ولأبسط شيء نحو الطلاق وطلبه.
سعيد حزار بعد هذه الهجمة أنصف النساء فقال: أعتقد أن أكثر النساء في بيئتنا المحكومة بأعراف وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان، ينتقلن من واقع ظالم إلى آخر أشد ظلما بعد الزواج. فنحن كمجتمع نعد المرأة لتلبي كل ما يطلبه منها المجتمع، لكننا في الوقت نفسه لا نعد الرجل ليكون كرجل، ويتحمل المسؤولية، وضرب مثالا وصفه بالواضح فقال: تدرس الطفلة (المرأة لاحقا) منذ نعومة أظافرها وبدءا من الصفوف الابتدائية مواد إجبارية مثل التدبير المنزلي والتفصيل والخياطة، وهي مواد تقرر مصير الطالبة في النجاح والرسوب عند نهاية العام. أما الطفل (الذكر) فلا يحظى بأي تعليم ليكون زوجا صالحا أو رجلا ناجحا، وأضاف: أعتقد أنه حان الوقت لتعليم الفرد كيف يصبح فعالاً.
القارئ ''ضيف'' كان وسطا بين هذا فقال: الحياة عامة وبكل تفاصيلها قائمة على معرفة الحقوق والواجبات وليس الحقوق فقط، في الزواج مثلا كلا الطرفين يريد حقوقه ولا يعرف واجباته ويطالب بها بقوة وجرأة بينما هو من أكبر المقصرين تجاه الطرف الآخر. لهذا لا غرابة أن يحدث كل هذا.
القراء أيضا حملوا مسؤولية وقوع مثل هذه الأفعال لسوء الأساس التربوي الذي حرم الزوج والزوجة من تقدير المسؤوليات بقدرها، ناهيك عن ضعف الوازع الديني فلا أرضية يستند عليها في تقويم صحيح الأعمال من سقيمها، وعلى هذا المنوال ومثله اختتم القراء المجلس على أمل ألا يكون أحد أبطال مسلسل تلفزيوني شهير تسبب بحادثة طلاق بين زوجين وسارعت وسائل الإعلام لنشر سوء ما اقترفا على الملأ، تمنوا ألا يكون هو أو غيره من سفاسف الأمور سيفا مهندا للفصل في إحدى أوثق العرى التي ترابط بها البشر دوما.
* "هذه المادة منتقاة من "الاقتصادية الإلكترونية" تم نشرها اليوم في النسخة الورقية"