«الادخار والاستثمار بدراية».. المبادئ العامة لدعم السياسات الاقتصادية الخاصة

«الادخار والاستثمار بدراية».. المبادئ العامة لدعم السياسات الاقتصادية الخاصة

«الادخار والاستثمار بدراية».. المبادئ العامة لدعم السياسات الاقتصادية الخاصة
«الادخار والاستثمار بدراية».. المبادئ العامة لدعم السياسات الاقتصادية الخاصة

في كتاب اقتصادي رشيق بغلاف ذي طبيعة رقمية ديناميكية، يقدم محمد بن عبد الله القويز تطبيقات عملية لكثير مما يمكن قوله حول آليات الإدارة المالية والتحكم والتخطيط المتعلق بإدارة الدخل وتطوير موارده وتوفيره لأهداف بعيدة أو قريبة المدى.

«الادخار والاستثمار بدراية» هكذا جاء العنوان الرئيس يليه عنوان فرعي هو «دليل المستثمر المحنك في عالم أهوج» ليترك انطباعا مبدئيا حول فكرة المعرفة والحكمة التي يقدمها الكتاب كعنصر رئيسي للنجاح الشخصي في إدارة الاقتصاديات الخاصة مع توظيف مفردة»دراية» التي تقود أيضا لاسم شركة مالية مستقلة تقدم البدائل الاستثمارية للمستثمرين الأفراد، والقويز هو شريك ومؤسس في الشركة.

#2#

يمكن تصنيف هذا العمل ضمن ما هو اقتصادي تثقيفي فالمؤلف المهتم كذلك بالقراءة الحرة والتقنيات الحديثة والأبحاث المتنوعة أراد أن يجعل منهجيته مزيجا متناغما من ذلك كله والهدف دائما تقديم كتاب بلغة سهلة مفهومة تغلب عليها الحسابات العقلانية في تتبع التطور المادي لنماذج استثمارية مفترضة وأخرى رياضية تقوم على البعد الإحصائي والقياسي لاحتمالات الربح ونسبه المئوية مقارنة بالزمن، دون أن يخلو ذلك من تقديم أساسيات تعريفية مهمة عن مفاهيم الأسهم والصناديق الاستثمارية والتحليل المالي.

كان طرح الكتاب لمفردة «عالم أهوج» ليلفت النظر إلى مدى التأثير الذي يمثله الاضطراب والتغير المستمر في مناخات الاستثمار بدءا من قلة الخبرة بمتطلبات السوق وليس انتهاء بالاستماع لتحليلات مضللة في ظل واقع إعلامي ينحى أحيانا لتصوير مشاهد كارثية للواقع الاقتصادي يتضح عدم دقتها فيما بعد، وبوجود حالات من الخوف والجشع وموجات من فوضى التنظير وارتجالية التصرف التي تقود الرأي العام، وهو ما يعلق عليه مؤلف الكتاب بقوله «للأسف الشديد ، مع تزايد المعلومات اللحظية والتغطية الإعلامية لأسواق المال، أصبحت هذه النوبات من الجشع والخوف أكثر تأرجحا من أي وقت مضى، وذلك بسبب تعرض المستثمرين الجماعي لبعض وسائل الإعلام التي أصبحت في معظم الأحيان تؤجج عقلية القطيع مما يترك متسعا ضيقا لتنوع الآراء حيال السوق والاستثمار»، إذن فالدراية هنا يقدمها القويز كمعادل موضوعي يحفظ رباطة جاش المستثمر ويضع خياراته في السياق العلمي والمنطقي الأقل عرضة للخسارة، كما يشرح له مزايا وعيوب كثير مما يرى ويسمع من فرص وباقات ربحية، ويستعرض له أخطاء شائعة في الاستثمار قبل أن يضعه في الخطوات الأساسية له، بعد أن يمنحه ما يكفي من تكوين اقتصادي ومعرفي يكفل خوض تجربة كتلك من منطق القوة المعتمد على تحديد الأسلوب وفهم المعطيات والتعامل معها بذكاء.

الدليل انتهج وضوحا ملموسا في خطابه التحليلي الموجه لمختلف شرائح المستثمرين فمن مقارنة العرض والطلب بعلب البيبسي إلى ربط حالات المضاربة بقانون»اللي تكسب به العب به» كما جاء تقسيمه وفق أولويات تثقيفية محددة تستهدف أهم المصطلحات والعناصر الاستثمارية، وذلك على ستة فصول رئيسية هي : البداية، مفاهيم الاستثمار،الأسهم،تحليل الأسهم،الصناديق الاستثمارية، ومفاتيح النجاح.

وحول متطلبات وجود كتاب كهذا بين يدي القارئ في هذا الوقت تحديدا يعلق المؤلف «من المهم في هذا الوقت الذي تسيطر فيه غريزة الخوف، العودة إلى مبادئ الاستثمار ومفاهيمه الأساسية وذلك محاولة لفصل الغثاء عن السمن في عالم الاستثمار بعيدا عن الغرائز المتأرجحة، فأعلامه ينهزمون في عالم الاستثمار عندما يسمحون لإحدى الغريزتين أن تتغلب على الأخرى فيقبلون بالشراء غاليا من جراء الجشع ، ويقبلون بالبيع رخيصاً من جراء الخوف»
150 صفحة تقريبا من القطع المتوسط لا تمثل إضافة للمكتبة الاقتصادية فحسب بل تعد ورقة عمل تثقيفية فعالة لكل من يريد رسم سياسته الاستثمارية الخاصة ضمن معايير آمنة ومدركة لما حولها من تغير بالغ التأثير فيمن لم يدرك معطياته ويتصرف بحنكة مع احتمالاته.

الأكثر قراءة