المطبخ الصيني: التطوير الدائم سبب الشهرة الواسعة

المطبخ الصيني: التطوير الدائم سبب الشهرة الواسعة

تعد مهنة الطهي من الفنون الراقية والتي عرفها الإنسان منذ مئات العصور، حتى أصبح مع مرور الزمن ثقافة من ثقافات الدول، فعلى الرغم أنه فن له أصوله وقواعده, إلا أنه يختلف من بلد إلى آخر، فعادات الطهي في بلاد الصين تختلف كلياً عن العادات في أمريكا وأوروبا أو أستراليا.
فثقافة الطهي الصينية انتشرت بشكل واسع سواء كان ذلك في البلدان العربية أو حتى في الدول الأوروبية، حيث ظهرت المطاعم الصينية في بداية الأمر في المدن الكبيرة وأماكن الجذب السياحي فقط، ثم تطورت لتحل مكان المطاعم المحلية ذات النكهة المميزة، فقد بدأت مجرد موضة لتصبح متعهدا لتقديم الطعام الصيني للزبائن بمختلف ثقافاتهم، فعدد المطاعم الصينية في الرياض يفوق أو يساوي مجموع المطاعم ذات الاسم العالمي, وبشكل عام لا يمكن أن يمر وقت دون الاستفادة من الواردات من المنتجات الصينية, فخلال فترة طويلة من الإنتاج والممارسة نجد أن الأمة الصينية قدمت إسهاما كبيرا للعالم على جوانب استكشاف الموارد الغذائية، والعلاج الغذائي، والتصميم والجماليات للثقافة الصينية من ناحية المطاعم والغذاء، ويعيش غالبية الشعب الصيني على الحبوب والخضار، إضافة إلى كميات صغيرة من اللحوم, هذه العادة التي شكلتها ثقافة الأكل وامتدت لتكون نمطا للإنتاج الذي يتركز عليه.
وعلاوة على ذلك اهتمامهم بطريقة طهي الطعام بطريقة مغايرة عن باقي البلدان الأخرى، واختراع عدد من الروائح والنكهات والألوان ، الأمر الذي يعزز من تجربة تناول الطعام الصيني، فخلال هذه السنوات الأربع من التنمية ظهرت ملامح المطبخ الصيني في فترات مختلفة ومناطق مختلفة بصفة عامة، وبشكل عام فإن المطبخ الصيني يقسم على ثمانية أقسام, وكل قسم يغاير تماماً الآخر بحسب المنطقة, بدءاً بالمطبخ الكانتوني، إلى انهوى، وفوجيان، هونان ،جيانغسو، شاندونغ، تشجيانغ، سيتشوان، أما بالنظر إلى موائد الصينيين فهي تتمثل فيما يقدمه المضيف لضيفه مستخدماً ملقاطا خشبيا خاصا بالطعام, وهذا الملقاط دلالة واسعة لإظهار الكرم وعلامة من علامات التأدب الخاصة بالأكل، والمحظورات على موائدهم عديدة، منها عدم وضع الملقاط عمودياَ أمام الطبق لأن ذلك في ثقافة الصين تصرف غير مهذب بحق المضيف، سبب هذا هو أنه عندما يموت الشخص في الصين يتضمن ضريحه سلطانية من الرمل أو الأرز فيها ملقاطا طعام عموديان, ومن ثم فإن وضع ملقاطي الطعام في سلطانية الأرز على هذا الشكل تبدو كأنها مثل الضريح وتعادل تمني الموت للشخص على طاولة الطعام، كما وأن النقر على الصحن مخالف لثقافة الصين في الموائد, لأنه في عرف الصينيين الشحاذون هم من ينقرون الطعام، وكذا حينما يتأخر النادل في المطعم في تقديم الطلب فإن الزبون يطرق بالصحن، وبشكل عام فإذا كنت في بيت شخص ما فإن من الإهانة للمضيف أو الطباخ أن تنقر على السلطانية، إضافة إلى أن الثقافة الصينية تحتوي على تصرفات قد تكون غريبة نوعا ما على العرب كالحذر من قلب السمكة أو تخليصها من الشوك بنفسك، لأن العرف الصيني، وإن كان خرافيا نوعا ما، إلا أنهم يؤمنون بأن فصل الهيكل العظمي للسمكة عن لحمها مهمة المضيف أو النادل في المطعم، ويظنون أن ذلك يجلب سوء الحظ ويسبب انقلاب مركب في البحر، ومن آداب المطاعم الصينية فمن الممنوع كسر العيدان بعد الأكل لأن ذلك في عرفهم رمزاً للموت، أما عن صناعة عيدان المطاعم سواء في الصين واليابان وهي عادةً تعرف حسب حجمها وطريقة صناعتها لأي بلد تنتمي, فالعيدان المصنوعة في الصين عادة ما تكون طويلة ودقيقة الرأس وهي إما مصنوعة من الخشب أو الخيزران أو البلاستيك حيث تعتبر من الصناعات الحديثة، وفي اليابان عادة ما تتم صناعتها من الأخشاب ويتم طليها بأنواع خاصة من الملونات التي لا تسبب أي نوع من التسمم عند استعمالها في الطعام. وفي وقت تصنع هذه العيدان بشكل خاص من الأخشاب، فإنها عادة ما تصنع من الذهب والعاج أو من الفضة الخالصة عند كبار وعليه القوم.
ذكر محمد سلطان المشرف في أحد المطاعم الصينية ، أنه ليس على الزبون سوى تصفح «المنيو» والذي يتميز بوضع صورة لكل طبق نظراً لغرابة الأكلات الصينية وصعوبة نطقها, وكتابة المنيو باللغتين العربية والانكليزية, مع اعتمادنا على طريقة الترميز, أما عن الطريقة التي تحضر بها الأطباق, فهي تعد بسرعة فائقة أمام الزبون فالأكل الصيني يتميز بسرعة تحضيره وتقديمه في وقت قصير، مع مراعاة الديكورات المناسبة لكل طبق، ويضيف أن الأكل الصيني في الغالب لابد أن يقوم به طهاة متخصصون, بحيث يستقدمون من مختلف مناطق آسيا عامة والصين خاصة كون كل منطقة تمتاز بأطباقها المختلفة.

الأكثر قراءة