الطاقة النووية
تشكل الطاقة النووية 20 في المائة من الطاقة المولدة في العالم، حيث تجهز الطاقة المتولدة في المحطات الكهرونووية في الوقت الحاضر ما يقرب من 35 في المائة من احتياجات دول الاتحاد الأوروبي في فرنسا وحدها تصل تلك النسبة إلى 77 في المائة وفي الولايات المتحدة نحو 15 في المائة من الكهرباء يولد بالطاقة النووية أما حول العالم فهناك أكثر من 400 محطة للطاقة النووية، وأكثر من 100 في الولايات المتحدة.
وكان أول مفاعل نووي قد أقيم عام 1944 في هانفورد في أمريكا لإنتاج مواد الأسلحة النووية وكان وقوده اليورانيوم الطبيعي، أما أول محطة توليد نووية في العالم فنفذت عام 1954 وكانت في الاتحاد السوفياتي بطاقة 5 ميجا واط.
الإشعاع النووي إن لم يكن قاتلا فهو يتسبب في عاهات وتشوهات وإعاقات تصعب معالجتها، وتعتمد درجة الخطورة الناتجة من هذه الإشعاعات على عدة عوامل منها كمية الطاقة الناتجة منها وزمن التعرض, كما أن له آثارا وراثية على الأجيال المتعاقبة ويظهر ذلك بوضوح في مفاعل تشرنوبل أكبر كارثة نووية شهدها العالم، حيث وقع الانفجار في المفاعل إثر خلل في أحد المولدات التوربينية في المحطة وأدى إلى حدوث اضطراب في إمدادات الطاقة في جمهورية أوكرانيا، كما أدى إلى إغلاق المصانع وتعطل المزارع وبلغت الخسائر المادية أكثر من ثلاثة مليارات دولار وقد لقي 36 شخصا مصرعهم وأصيب أكثر من ألفي شخص ..كما أن حجم الجرعة المؤثرة يختلف حسب نوعية الكائنات فهناك حشرات تموت عندما تمتص أجسامها طاقة نووية تصل فقط 20 جراي (وحدة) 1 جراي = جول لكل كيلو جرام من الجسم المعرض للإشعاع النووي Gray J/kg =، والحشرات لا تموت إلا عندما تصل الجرعة إلى نحو 3000 جراي (ضعف الجرعة السابقة 150 مرة) على الرغم من معارضات كثيرة للطاقة النووية، فالعالم ينظر إلى الطاقة النووية للتقليل من الاعتماد على النفط والفحم والغاز لإنتاج الطاقة الكهربائية.
يرى د. علاء التميمي (دكتوراة هندسة إنشائية) في مستقبل الطاقة النووية أن بعض الناس يعتقد أن الطاقة النووية موجودة لتبقى وعلينا التعلم على كيفية معايشتها، آخرون يقولون إن علينا التخلص منها أسلحة ومفاعلات لتجنب أضرارها كل منطق له مؤيدوه ومعارضوه ويبقى على كل واحد منا أن يقرر ما هو العمل ويفكر كمواطن أرضي وليس كمواطن ينتمي لدولة معينة، حيث إن الأضرار تتجاوز الأوطان.
عدد القراءات: 220
* "هذه المادة منتقاة من "الاقتصادية الإلكترونية" تم نشرها اليوم في النسخة الورقية"