«تحليل البيانات الاقتصادية».. البحث عن الحقائق المؤثرة الكامنة في الأرقام

في واقع اقتصادي متغير ومؤثر في مجالات حياتية عدة يصبح التأصيل العلمي والمعرفي جزءا مهما من عملية فهم المعطيات وتحليل المستجدات، وتصبح الكتب المتخصصة في هذا المجال خيارا أكثر فائدة باتجاه رفع مستوى الاحترافية في التعامل والنهوض بالمقدرة الفنية والمعرفية على الخروج بنتائج صادقة موضوعية تتحول إلى أرضية ثابتة لمختلف الخطط والاستراتيجيات.

#2#

«تحليل البيانات الاقتصادية» هو العنوان الذي يحيلنا إلى كتاب مهم للخبير العالمي جاري كوب قام بترجمته الدكتور فهد بن خلف البادي ليكون في متناول القارئ المتخصص والدارس المتعمق ويمثل إسهاما لافتا ينضم أخيرا إلى المكتبة الاقتصادية.

وبحسب رؤية المترجم فإن أهمية هذا الكتاب تنبع من الدور المحوري للبيانات الاقتصادية في وضع خطط التنمية ورسم السياسات الاقتصادية واتخاذ القرارات الاستثمارية على مستوى المؤسسات والأفراد، ومتابعة الأداء الاقتصادي بشكل عام، كما يرى أن من شأن عملية تحليل البيانات الاقتصادية أن تساعد على سبر مدلولاتها ومن ثم الحصول على مؤشرات تمكننا من توقع التغيرات المستقبلية في النشاط الاقتصادي.

البادي يشير إلى استخدام الكتاب أساليب وأدوات تحليل البيانات وطرحه أمثلة وبيانات حقيقية تساعد الباحثين على تحليل النتائج القياسية والمؤشرات التي يتم الحصول عليها، معتبرا أن هذا المجال يعاني نقصا حادا في المكتبة العربية على مستويي الترجمة والتأليف وهو ما دعاه إلى اختيار هذا الكتاب ليكون في متناول الطلاب والباحثين، حيث اعتمد فيه انتهاج أسلوب تطبيقي يساعد على اختبار الأمثلة وفهمها، كما استخدم لغة سهلة تفيد في إعداد التقارير والبحوث في مجالي الاقتصاد وإدارة الأعمال.

من جانبه يرى مؤلف الكتاب أن القدرة على معالجة البيانات تعد مهارة مهمة للغاية لكل الاقتصاديين سواء كانوا أكاديميين أو عاملين، فهي تمكنهم من الفصل بين النظريات المتداخلة، وتقديم توقعات متعلقة بأثر التغيرات في السياسات أو التوقع بما يمكن أن يحدث في المستقبل، حيث من الضروري البحث عن الحقائق، ويضيف «توجد في علم الاقتصاد حقائق كثيرة في شكل بيانات يمكننا تحليلها بطرق مختلفة لإلقاء الضوء على قضايا اقتصادية عديدة».

ويؤكد الدكتور جاري كوب أن الهدف من كتابه تقديم أساسيات تحليل البيانات بطريقة مبسطة غير رياضية وذلك من خلال تأكيد أهمية الرسوم البيانية والتفسير اللفظي (الكلامي) وتركز هذه الطريقة على الأدوات التي يستخدمها الاقتصادي في الحياة العملية، ويطور مهارات الكمبيوتر التي تعد ضرورة أساسية في أي من مجالات العمل التي يرغب طالب الاقتصاد الالتحاق بها.

الكتاب الذي تم تدريسه بنجاح لطلاب إدارة الأعمال حتى درجة الماجستير، صدر عن مركز البحوث في معهد الإدارة وجاء في أكثر من 450 صفحة.