أزمة «ديجا فو»

 ديجا فو (déjà vu) هو مصطلح «عالمي» فرنسي الأصل يعني «شوهد فعلا» ويفسره الفرنسيون بأنه يستخدم للدلالة على تلك المواقف التي تحدث لنا أحيانا، فتجعلك تعتقد أنك عشت هذا الحدث مسبقا، وتفسير هذه الحالة علميا هو «محبط» على الأقل بالنسبة لي! فسبب الحالة يعود لتأخر تدفق الدم إلى أحد الفصين الصدغيين في المخ عن الآخر، ويأتي سبب الإحباط من أن الإنسان يستمتع بالشعور بأنه مرهف وشفاف وذو قدرات غيبية وليس مجرد شخص لا تعمل دورته المخية جيدا، هو أكبر من هذا!.
أنا أعاني حالة عنيفة من ظاهرة «ديجا فو»، لكن المشكلة هي أنني عشت هذا فعلاً وجربته وتعذبت به ألف مرة .. حتى أنني أقترح مصطلحًا جديدًا هو «ديجا فيسو déjà vécu أي عِيشَ بالفعل».فمثلا حاله التخبط الرياضي المسيطرة الآن اشعر وكأني عشتها من قبل عشرات المرات, بل سمعت التفسيرات والتصرفات الغريبة والقرارات والاختراعات العجيبة, اللامبالاة نفسها والشعور بأن كل من يتكلم في المصلحة العامة مدان بأنه خائن وعميل ومن يعمل لمصلحة سلطته ونفوذه فهو وطني من الطراز الأول وبالطبع (محدش فاهم حاجه).
لن أقول لكم إنني أصبت بحالة (ديجا فيسو) أخيرا، وشاهدت المنتخب السعودي يلعب المباراة النهائية لكأس العالم 2030 المقامة في العراق، لأنه لا أحد سيصدقني ولكنني أصبت بحالة أقل «حدة» وشاهدت الوسط الرياضي تسوده المثالية .. فلا استفزازات ولا إسقاطات ولا تغييب للحقائق, بل تجاوزت ذلك بمشاهدتي مباراة كروية مثيرة في الدوري السعودي دون أن أرى (الطلة البهية) لرئيس ناد قبل وأثناء وبعد المباراة, وكأن المشاهد جاء ليتابع مباراة بين إدارات الأندية! ولأن المخرج يركز على ما يحدث في المستطيل الأخضر ويترك رئيس النادي (يأخذ راحته) في المدرج.  
هذه الحالة جعلتني أرى الأحياء التي أبرزت «الثنيان، نور، والعويران» تحتوي على ملاعب وصالات مغلقة تتبناها رعاية الشباب بالتعاون مع الجهات الأخرى ذات الصلة.
وجعلتني أعتقد أنني رأيت أعضاء و«رؤساء» اللجان في الاتحاد السعودي هم من الشباب السعودي «الطموح» ذوي المستوى التعليمي العالي ولا تنقصهم الخبرة الميدانية ومنهم «الحمالي، الجابر، والشنيف»، وكذلك خبرات وكوادر محاسبية ومالية ولجان متابعة ومحاسبة ومكافحة الفساد الإداري.
وأرى المشاريع الرياضية التي اعتمدت في ميزانية عام (1428/1429) كمدينة نجران الرياضية، والأندية المبسطة في كل من (الدوادمي، بالجرشي، حفر الباطن، القريات، والوجه) ترى النور. وتم تطبيق نظام الاتحاد الدولي لكرة القدم  في انتقال اللاعبين بعد إلغاء (المادة 18) من نظام الاحتراف, ولذات السبب شارك الدوخي أخيرا وبعد سنوات مع نادي النصر ليدافع عن شعار فريقه أمام منافسه الهلال بقيادة نواف العابد!!  كل ما ذكرته أعلاه هو نتاج طبيعي لـ «أزمة فكر» نعانيها وسنظل كذلك إلى أن نعترف بأننا حتى نصل إلى ما وصل إليه الآخرون يجب أن نذيب الفوارق ونشوهها.
وذلك يقودنا إلى معرفة الفرق بين مصطلحي «الكفاءة والفاعلية» في استخدام الوقت، لأن الكفاءة تعني القيام بالعمل بشكل صحيح بينما تعني الفاعلية أن تقوم بالعمل الصحيح بشكل صحيح». 
«فمهما كانت السرعة التي يقود بها الفرد سيارته متجهاً إلى الجنوب، فهو غير فاعل متى كانت وجهته الحقيقية نحو الشمال».

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي