أيدان بيركيت.. وجد نفسه في موقف عصيب فتدخلت أبوظبي لإنقاذ «الفريسة»
أيدان بيركيت، الشخص المسؤول عن حَلِّ و تصنيف مشكلة أكوام ديون دبي العالمية، البالغة 26 مليار دولار، من الممكن أن يجد نفسه أمام مواجهة شاقة في سبيل إعادة هيكلة الشركة التي تقع في قلب الأزمة المالية في دبي.
بيركيت، البالغ من العمر 56 عاماً، هو العضو المنتدب لدائرة تمويل الشركات في ديلويت، وقد عين في الشهر الماضي بصورة طارئة ليعمل بصفته كبير المسؤولين عن إعادة هيكلة دبي العالمية. وليس لديه وقت يذكر لممارسة سحره، حيث إن الدائنين منذ الآن يحاصرون «فريستهم» دبي العالمية ونخيل مطالبين بدمها. ووجد بيركيت نفسه في موقف عصيب يوم الإثنين الماضي بعد أن فشلت محاولات «نخيل» في إقناع حملة صكوكها بإعادة هيكلتها، قبل أن تتدخل أبوظبي وتنقذ الموقف.
يذكر أن نخيل فوجئت بعد أن اكتشفت أن إحدى الشركات المتخصصة في إدارة صناديق التحوط قد أصبحت من كبار المالكين لعدد من صكوكها. فشركة كيو في تي فاينانشيال QVT، تتمتع بخبرة واسعة في كونها شركة نشطة في المواقف العصيبة، بما في ذلك قيادة لجان الدائنين. فهذه الشركة التي تبلغ قيمتها 8.5 مليار دولار، كان لها دور في عدد من حالات الإفلاس الصعبة خلال السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك حالة ريفكو إنك وشركة دانا هولدنج.
وواجهت مجموعة دبي وشركة ديلويت مجموعة عتيدة من حملة الصكوك تختزن في جعبتها ما يكفي لانتزاع حقوقها في أسوأ الظروف والمواقف. حيث تكشف التقارير الإخبارية المقبلة من الإعلام الأمريكي أن شركة كيو في تي فاينانشيال QVT هي التي كانت تتسلم زمام أمور حملة الصكوك المعارضين لإعادة الهيكلة. حيث نجحت في جمع مجموعة من صناديق التحوط وغيرها من شركات إدارة الأموال في نيويورك ولندن. وقد عينت المجموعة شركة أشيرت Ashurst اللندنية لتكون مستشارها القانوني. ومنذ أن أعلنت «نخيل» رغبتها في عقد اجتماع استثنائي يجمع بين الشركة الإماراتية وحملة صكوكها للبحث في طلب الشركة تأجيل تاريخ الاستحقاق لمدة ستة أشهر، قامت الشركة الأمريكية وعلى الفور بالرد على هذا الاقتراح بعد أن تمكنت في ظرف 48 ساعة من جمع أكثر من 25 في المائة من حملة الصكوك المعارضين لعملية إعادة الهيكلة. ووفقا لنشرة إصدار الصكوك، يتطلب عقد الاجتماع حضور وموافقة ما نسبته 75 في المائة من حاملي هذه الصكوك على عملية إعادة الهيكلة. أي أن الشركة الأمريكية نجحت في إيقاف مخطط شركة نخيل لإعادة هيكلة صكوكها وفقا للمحللين. في حين قال مصرفي بارز من المطلعين على الموقف إن حملة الصكوك الذين تمثلهم المجموعة الأمريكية QVT يصل إلى 33 في المائة، في الوقت ذاته حددت «مصادر» أخرى لـ «رويترز» هذا الرقم على أنه قريب من 40 في المائة.وكان بيركيت لمدة خمس سنوات في ديلويت على رأس فريق يتألف من 1200 موظف في قسم تمويل الشركات في بريطانيا. وبالتالي فإنه متمرس في عالم إعادة هيكلة الشركات، لكنه لا يتمتع بالقدر نفسه من الخبرة بتعقيدات التعامل والعمل في الخليج.
في الماضي عمل بيركيت في إعادة هيكلة مبالغ تزيد على 100 مليار دولار من السندات وحالات النجاح، بما فيها ذلك إحداث تغيير شامل في عدد من الشركات البريطانية مثل ماي ترافل MyTravel، وشركة مترونيت Metronet، شركة المقاولات العاملة مع محطة قطارات الأنفاق في لندن، ومجموعة الاتصالات إنيرجيز، التي انهارت في عام 2002.
يقول المصرفيون إن أكبر تحد يواجه بيركيت سيكون في إقناع حكومة دبي بالإنصات إليه. من غير الواضح ما إذا كانت ستُطلَق يده في إعادة هيكلة دبي العالمية دون تدخل من نخبة دبي.
نطاق مهمة بيركيت نطاق ضخم، تتضاءل إلى جانبه مشاريعه السابقة. يوجد على دبي العالمية ما يزيد على 60 مليار دولار من المطلوبات، كما أن موجوداتها تنتشر في أرجاء المعمورة.
يعتقد خبراء الصناعة أن معظم الوقت الذي سيمضيه بيركيت سيذهب إلى التوصل إلى اتفاقية مع دائني دبي العالمية، وأن خياراته محدودة بالنظر إلى أن موجودات المجموعة ثم شراؤها بالدين، وهو أمر من شأنه تعقيد عملية البيع المباشر لاستثمارات المجموعة.
الزمن وحده هو الذي سيكشف لنا ما إذا كانت دبي ستنصت إلى نصيحة بيركيت حول كيفية إصلاح «جوهرتهم» المكسورة.