مخيخ نملة !

مخيخ نملة !

- مرحبا ''يا حلوات''

- أهلا ديما..

- أهلا، كيف الحال..؟ أين بقية البنات؟ ردت ميس: ذهبوا إلى رئيسة القسم ليناقشوها عن مواعيد الامتحانات... يا إلهي مرت تلك الأيام سريعاً كأنها ومضة برق..!؛حين جئت أستلم وثيقة التخرج مشيت بين أروقة الجامعة والذكرى تعصف بي .. في كل شبر لي معه حكاية، هنا رأيت غيداء أول مرة، هناك غرقت بالضحك مع داليا، هنا كلمتنا لمى عن خطيبها، وفي تلك الزاوية بكينا بعد الخروج من الامتحان ودعونا بالثبور على من صاغ الأسئلة؛ تذكرت جلساتنا الصباحية وحديث قضايانا، كلامنا الفارغ والمملوء بالمهم والتافه.. هكذا بدأتِ حديثها لي ونثرت الذكريات بعد أن كان الحديث يدور حول الدراسات العليا..!

الجامعة عالم مختلف عن أي مكان آخر الشغب فيها ليس كلعب الثانوية والمتوسطة.. لها طعم مميز.. لا يشبه أي مكان آخر، تلتقي الفئات المختلفة ببعضها من كل مكان المهاجرة من قريتها كي تكمل تعليمها، المعاقة جسديا ومتقدمة عني ومئات غيري فكريا.. وكثير من الأشكال المتباينة فيما بينها.. المثقفة، والمتدينة، واللعوب، والمشاغبة، واللامبالية، والمجتهدة، والتافهة ورغم أنه من المفترض أن لا نصنف الناس على حسب سلوكهم - بل حسب تقواهم -؛ لكن تلك الفئات موجودة فعلا ولا أحد يستطيع أن ينكرها حضورها.. حتى العقليات هنا مختلفة!! في المدرسة حينما تخطئ الطالبة بحق معلمتها؛ الأمر لن يتعدى إدارة المدرسة وفي حالات قليلة يخرج ويتم تخطي المسألة بصلح بين الطرفين؛ أما هنا إذا أخطأتي باحترامك لي أرد الصاع برسوب أول ثم ثان وثالث حتى تتقيئين المادة أمامي،

للأسف بعض الأستاذات الجامعيات تملك مخيخ نملة..! والأدهى من ذلك أن تلك الأدمغة ما زلت تحسب على الجامعات.. تعمل سلسلة من التناقضات اللامعقولة بداية من حالة من الفصام القراري التي لا يوجد لها مثيل في مكان آخر في العالم؛ مجموعة من القرارات الغريبة والمستفزة للطالبات ثم يأتي النقض لهذه القرارات بعد شهور من تطبيقها على المؤسسة التعليمية. وكل هذا لا يهم ويوضع العذر له بأن القرار يتم تجريبه أمام الشعار الذي ترفعه بعض الأستاذات الجامعيات (النقاش مرفوض) أسمع صوتاً من بعيد ينكر ما أقول، صحيح أنه هناك أستاذات جامعيات تفتح مجالا للحوار معها حول متطلبات المادة لكن، والحق يقال وإن أنكر البعض، الغالبية ترفض مبدأ فتح الحديث مع طالبتها لن أنسى ما حييت كلمة وصلت لمسمعي على حين غفلة من أستاذتي حين قالت لدكتورة من دولة عربية شقيقة استأذنتها مجموعة من الطالبات للمناقشة ''اتركيهم بس ..لا تعطيهم وجها'' والأمّر من ذلك، حينما تكون أستاذة جديدة على العمل في الكلية وفي بداية تدريسها تكون بمنتهى الطيبة وحسن التعامل، ولا تنتهي السنة إلا وقد تغيرت تماما وانقلبت لشخصية أخرى غير التي عُرفت بها.. بعدما تزودت بنصائح زميلاتها الأستاذات كي تفرد عضلاتها على التلميذات..!

أصبحت علاقة الأستاذة بطالبتها كعلاقة القط بالفأر ..لا مكان إطلاقاً لحس التفاهم بين الاثنتين ..فأسهل حل للقضاء على شغب يربك الأستاذة داخل القاعة هو طرد الطالبة، وإذا تسامحت سمحت لها بالجلوس مع تغيير مكانها لم نسمع ولم نر أستاذة تتعامل بغير هذين الأسلوبين ..إلا في حالة واحدة حينما تكون بلا هيبة تسمح بالبلبلة داخل المحاضرة دون أن تقضي على تلك الربكة بذكاء..!

ومضة: رفقاً يا حاملات رسالة العلم بطالبتكنّ

عدد القراءات: 2740

* هذه المادة منتقاة من الإقتصادية الإلكترونية تم نشرها اليوم في النسخة الورقية

الأكثر قراءة