باحث جغرافي يحذر من فيضان «سد بطحان» وضرره على المسجد النبوي
حذرت اللجنة التي تجولت في أودية منطقة المدينة المنورة المكونة من أربع جهات حكومية، من وجود تعديات من مزارع على مجاري الأودية، وكذلك نصب أعمدة كهرباء في الأودية وردم نفايات فيها، ما قلص مساحة الأودية، وضيقها وغير مسارها إلى مسارات غير مناسبة، وتم على إثر ذلك مخاطبة الجهات المعنية للقيام باللازم حيال ما صدر من قرار اللجنة، وفقا لمصدر مسؤول في الدفاع المدني في المدينة المنورة. وكان الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس اللجنة الرئيسية للدفاع المدني في منطقة المدينة المنورة، رأس أمس الأول اجتماع لجنة الدفاع المدني الرئيسية بحضور أعضاء اللجنة كافة، وتمت خلال الاجتماع مناقشة بنود جدول الأعمال المدرجة التي تركزت حول خطط واستعدادات جميع الجهات الحكومية المعنية بتنفيذ تدابير وإجراءات الدفاع المدني، والتنسيق فيما بينها في حالات الطوارئ ولا سيما مع دخول فصل الشتاء وتوقع هطول الأمطار وجريان الأودية والسيول واتخاذ جميع الإجراءات الاحتياطية لضمان سلامة المواطنين والمنشآت. كما تم خلال الاجتماع مناقشة ما تم إنفاذه من التوصيات المهمة خلال الاجتماعات السابقة للجنة .
من جهة أخرى، حذر الدكتور خالد عتيق الصيدلاني عضو هيئة التدريس في جامعة طيبة في أحد أبحاثه الجغرافية من الأخطار التي ستصيب المسجد النبوي الشريف في حال فيضان وادي بطحان في المدينة المنورة، موضحا أن الأخطار ستطال المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي، وقال الصيدلاني إن الفيضان سيكون مساره عبر مداخل المواقف المشيدة تحت ساحات المسجد، مشيرا إلى أن الأضرار التي يمكن إحداثها ستكون في الدور السفلي « القبو» المخصص للأعمال الكهربائية والميكانيكية، وكذلك نفق تكييف المسجد النبوي، ومواقف السيارات الخاصة بالمصلين، إضافة إلى نفق الخدمات المخصص لمرافق الكهرباء والمياه والهاتف لمباني المنطقة المركزية.
وطالب الصيدلاني بإعادة تصميم طريق الأمير عبد المحسن «النازل» ليكون على شكل مسار مناسب تسلكه مياه الفيضان دون إعاقة له، كونه المجرى المتبقي لوادي بطحان، وتمديد نفق المناخة باتجاه طريق أبي بكر الصديق حتى طريق الأمير عبدالمجيد، وهي النقطة التي يلتقي فيها مع المسار الطبيعي لوادي بطحان باتجاه منطقة العيون «مجمع الأسيال» ليتم تصريف مياه الفيضان ودرء وتخفيف أخطاره عن المسجد النبوي والمنطقة المركزية في المدينة المنورة، إضافة إلى الاهتمام بمشاريع قنوات تحويل الأودية فهي تسير عكس اتجاه الميل، ما قد يعني عدم قيامها بتصريف المياه في الاتجاه المطلوب، وبالتالي زيادة خطورة الفيضان على المنطقة المركزية. واختتمت التوصية بتحويل السد الترابي في أعلى الوادي إلى سد أسمنتي لضمان عدم انهياره واندفاع المياه بقوة إلى المجرى الرئيسي للوادي داخل المدينة المنورة. وكان الصيدلاني عرض بحثه عن سد وادي بطحان في ورقة عمل تحت عنوان « السلوك المتوقع لفيضان وادي بطحان وأخطاره على المنطقة المركزية في المدينة المنورة» خلال مشاركته في الندوة الدولية عن الكوارث في جامعة طيبة في فترة سابقة.
إلى ذلك، أثار مبنى مستشفى الحناكية جدلاً واسعا في أوساط أهالي المحافظة المجاورة للمدينة المنورة، وذلك إثر تصاعد الانتقادات للمستشفى، بعد تشييده دون تصريح من الدفاع المدني في موقع تجتمع به مياه الأمطار ومحاذ لمجرى سيل.