رئيس الإسلامي للتنمية يأمل أن تكون باريس مركز الصناعة المالية الإسلامية في أوروبا

رئيس الإسلامي للتنمية يأمل أن تكون باريس مركز الصناعة المالية الإسلامية في أوروبا

عُقد في العاصمة الفرنسية باريس المنتدى الفرنسي الثالث للصناعة المالية الإسلامية والذي تميز بحضور كثيف فرنسيا وعربيا وإسلاميا ، فضلا عن وجود مجموعة من الطلاب المتخصصين في المالية الإسلامية في الجامعات والمعاهد الفرنسية ، كما كان من أبرز المشاركين الدكتور أحمد محمد علي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية إضافة إلى بعض كوادر البنك ، كما حضرت وفود من السعودية والبحرين وقطر والكويت ولبنان واليمن وتونس .

ومن أبرز القضايا التي ناقشها المنتدى الإجراءات التي اتخذت خلال عام 2009 لتطوير الصناعة المالية الإسلامية ، وما تم بشأن ترجمة معايير هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية إلى اللغة الفرنسية ، إلى جانب الإجراءات العملية الهادفة إلى تحويل باريس إلى موقع جذب للتمويل الإسلامي ، كما استعرض الملتقى الإنجازات التي تحققت في مجالات التأهيل والبحوث المالية الإسلامية وفقا للقرارات الصادرة عن الملتقيات السابقة .

وكان المؤتمر قد أوجد مساحة لتبادل الرغبات بين الجانب الفرنسي المصرفي والمؤسسات الفاعلة في هذا المجال بإدخال المالية الإسلامية وأدواتها إلى الساحة الفرنسية وإدخال العاصمة الفرنسية إلى حلبة السباق لتحظى بقسطها من الاستثمارات الإسلامية في ميادين تمويل البنى التحتية والتعاون مع الهيئات المحلية مثل البلديات والمجموعات الحضرية وتمويل المؤسسات الصغيرة والوسطى ، وقال الدكتور أحمد محمد علي إن البنك راغب في أن تكون باريس مقرا لإصدارات باليورو والمساهمة في الصكوك التي تصدرها فرنسا .

وفي هذا السياق ، أوضح هرفيه دو شاريت رئيس الغرفة التجارية الفرنسية العربية أن جمود النظام المصرفي الفرنسي ، والحمائية التي يمارسها وتحديدا تخوفه من وصول أدوات مالية إسلامية جديدة ومنافسين جدد ، ووجود مخاوف في المجتمع الفرنسي من التمويل الإسلامي أسباب تأخر من وصول المؤسسات المالية الإسلامية إلى فرنسا .

وفي كلمته التي ألقاها في المنتدى الثالث للصناعة المالية الإسلامية ، قال الدكتور أحمد محمد علي إن الإسلامي للتنمية يدعم جهود الحكومة الفرنسية لتوفير إمكانية إدخال المالية الإسلامية ، وأضاف أن خدمات المالية الإسلامية ليست محصورة بالمسلمين ، منوها بالجهود التي بدأت الحكومة الفرنسية ببذلها منذ عام 2008 لإيجاد الأرضية الملائمة لهذه الصناعة ، ورأى رئيس البنك الإسلامي للتنمية أن الدخول إلى فرنسا سيمكن المالية الإسلامية من الدخول إلى الدول الأفريقية الفرنكوفونية ، وأعرب عن أمله أن تكون باريس مركز هذه الصناعة في أوروبا .

كما تحدث في المؤتمر تييري دوسو المندوب عن وزيرة الاقتصاد الفرنسي كريستين لاغارد ، حيث أكد على قناعة فرنسا القوية بقدرتها على أن تكون ساحة رئيسية لتطوير المالية الإسلامية ، مضيفا أنه يمكن التوفيق بين القوانين الفرنسية وأحكام الشريعة في هذا القطاع ، وعرض دوسو بالتفصيل لما قامت به وزارة الاقتصاد والمال بتشجيع من الرئيس ساركوزي والوزيرة لاغارد بحيث تم التوصل إلى تعبئة الجهود التي بدأت نتائجها تظهر تباعا .

كما أُعلن في المؤتمر عن الانطلاق الرسمي للمعهد الفرنسي للتمويل الإسلامي ، وقال هرفيه دو شاريت إن غرضه تثقيفي وتربوي للمساهمة في تأهيل الكوادر الضرورية لممارسة هذه الصناعة المالية وتوفير الخبرات والوثائق والمعلومات ، ووقع الدكتور أحمد محمد علي اتفاقية تعاون مع رئيس المعهد من أجل العمل بالتنسيق مع السلطات الفرنسية لجعل باريس رافدا مهما في إطار تطوير التمويل الإسلامي في العالم ، وتقديم صورة إعلامية واضحة تعكس الجوانب المختلقة للتمويل الإسلامي في الأوساط الفرنسية ، وتمكين المهنيين الفرنسيين من التدريب والتأهيل في مجال آليات التمويل الإسلامي ، إلى جانب القيام بأنشطة مماثلة موجهة للشعوب الناطقة بالفرنسية.

ويشمل إطار التعاون بين المؤسستين وفقا لاتفاقية التعاون تبادل المعلومات والدراسات المتعلقة بالتمويل الإسلامي ، وتبادل الخبرات بينهما ، وتنظيم الندوات والحلقات الدراسية والدورات التدريبية .

الأكثر قراءة