هل هناك تحيز عرقي ضد السود؟
هل هناك تحيز عرقي ضد السود؟
على الرغم من أن النقاد سارعوا لإعلان أن انتخاب باراك أوباما يمثل نشوء أمريكا ''لمرحلة ما بعد العنصرية''، إلا أن الاقتصاد الكلي وفر معلومات تصحيحية. فخلال الركود العميق الأخير للاقتصاد الأمريكي، في أوائل الثمانينيات، ارتفعت بطالة السود إلى ضعفي مستوى بطالة البيض، حيث بلغت أكثر من 21 في المائة عام 1983. ووفقا لأحدث البيانات الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل، لم يغير الزمن الكثير. فمعدل البطالة الحالي بين الأمريكيين السود يبلغ نحو 16 في المائة، إلا أنه أقل من 10 في المائة بين البيض.
وتستمر الفجوة المتسعة بين السود والبيض عبر الخطوط الديموغرافية. فتأثير الركود الحالي في الرجال أضر كثيرا بالمهن التي يهيمن عليها الذكور. إلا أن الرجال البيض يواجهون معدل بطالة معتدل نسبيا يقل عن 10 في المائة مقارنة بنسبة تزيد على 18 في المائة بين الرجال السود. والبيانات كارثية بالنسبة للأسوأ حالا. فبين الرجال السود غير الحاصلين على دبلوم الثانوية، نصفهم تقريبا عاطل عن العمل. وتستند هذه المعدلات إلى عدد قوة العمل الذي يستثني الأشخاص المسجونين؛ ستبدو الأرقام أسوأ بكثير لو لم يكن عدد الأشخاص السود المسجونين أكبر بخمسة أضعاف من البيض.
وهناك الكثير من التفسيرات لمثل هذه الفجوة. فالولايات التي فيها أسواق عمل أضعف، مثل ساوث كارولينا وميتشيجان، فيها أيضا عدد أكبر من السكان السود من الولايات ذات معدل البطالة المنخفض مثل أيوا ومونتانا. وفي الغالب، فإن أحياء السود بعيدة جدا عن أمكنة تركز الوظائف، في الضواحي التي يسكنها البيض غالبا، لذا لا يمكن للأشخاص الذين لا يملكون سيارات الوصول إليها.
إضافة إلى ذلك، فإن السود في وضع غير موات حين يتعلق الأمر بالاعتماد على الأصدقاء والصلات العائلية لإيجاد وظائف؛ ليس هناك شبكة الشركات العائلية نفسها التي يملكها البيض واللاتينيون. وقد وجدت بعض الدراسات أن هذا العامل قد يفسر 70 في المائة من الاختلاف بين معدلات البطالة بين السود والبيض، وقد يفسر أيضا الاختلاف بين معدلات البطالة بين السود واللاتينيين. فبين الشباب مثلا، فإن معدل البطالة بين الأشخاص من أصل إسباني، الذي يبلغ نحو 20 في المائة، أقرب بكثير من معدل البطالة بين البيض (17 في المائة) من قربه من معدل البطالة بين السود (30 في المائة). ويلعب التمييز العنصري دورا في ذلك أيضا.
والواضح أن مشكلة البطالة في المجتمعات السوداء لن تنتهي مع انتهاء الركود. فمعدل التوظيف نسبة إلى السكان بين البالغين السود أكثر بقليل من 50 في المائة، وقريب من النسبة بين الشباب السود، البالغة 40 في المائة؛ ويبلغ المعدل بالنسبة للبالغين البيض 59 في المائة. كما أن العمال السود يظلون عاطلين عن العمل لفترة أطول بخمسة أسابيع، في المتوسط، من بقية السكان. ونحو 45 في المائة من السود العاطلين عن العمل كانوا عاطلين عن العمل لمدة 27 أسبوعا أو أكثر، مقارنة بنحو 36 في المائة فقط من البيض العاطلين عن العمل. وهذا يعني استمرار فقدان المهارات وطريق أطول وأصعب للعودة إلى قوة العمل