ليست مجرد مباراة كرة قدم

ليست مجرد مباراة كرة قدم

ليست مجرد مباراة كرة قدم

قد تكون كرة القدم ''اللعبة الجميلة''- على أرض الملعب. ولكن في مباراة في القاهرة في وقت سابق من هذا الشهر، أسعد الفريق المصري، الذي يسعى للتأهل لنهائيات كأس العالم التي ستقام في جنوب إفريقيا العام المقبل، الأمة حين سجل هدفا في الثواني الأخيرة ضد منافسه القديم، الجزائر، محققا الانتصار 2 -0 الذي يحتاج إليه للوصول إلى المباراة الفاصلة في العاصمة السودانية، الخرطوم، في الـ 18 من تشرين الثاني (نوفمبر). ولسوء حظ مصر، تغلب الجزائريون على مصر بواقع 1 -0 في تلك المباراة، مما أبعدها عن الحدث الأكثر شعبية في العالم. وخارج أرض الملعب، وفي عديد من الدول، كانت نتائج هزيمة مصر قبيحة.
وقد غذت الروح القومية والتقارير الصحافية الطائشة والسياسيون المزاج الملتهب. وكانت النتيجة أحد أعنف المصادمات في تاريخ كرة القدم منذ اندلاع حرب حقيقية بعد مباراة بين هندوراس والسلفادور، التي بدأت من خلال المشاجرات بين المشجعين وانتهت بنزاع دام أربعة أيام أدى إلى مقتل ثلاثة آلاف شخص.
ولم تشر التقارير حتى الآن إلى مقتل أي شخص في الشجار بين مصر والجزائر، مع أن التقارير الإخبارية الجزائرية غير المدعومة بالأدلة تقول إن الغوغاء في القاهرة قتلوا 11 جزائريا، وتتهم الصحف المصرية الجزائريين بمهاجمة المصريين في الخرطوم بالسيوف. وما هو مؤكد هو أن عشرات الأشخاص أصيبوا في أعمال الشغب في السودان ومصر والجزائر. واستدعت مصر سفيرها إلى الجزائر، التي فرضت سلطاتها، ربما كإجراء انتقامي، مشروع قانون ضرائب مفاجئ بقيمة 600 مليون دولار على شبكة هواتف محمولة مملوكة لمصريين. وبدلا من تهدئة المزاج العام، زاد القادة في كلا البلدين الحماس الوطني لدعم شعبيتهم المتراجعة. وبعد المباراة الفاصلة في السودان، رشق بعض الجزائريين المصريين المكتئبين بالحجارة. وشجبت الصحافة الصفراء في القاهرة هذا ووصفته بأنه معارك ضارية وعنيفة اندلعت بالقرب من السفارة الجزائرية، وانضم ابنا الرئيس المصري حسني مبارك إلى الشجار. وتحدث الابن الأكبر، علاء، على شاشة التلفزيون عن الإرهاب الجزائري، في حين أخبر جمال مبارك، الذي يعتقد كثيرون أنه يجري إعداده لخلافة والده، الجزائر أنها ''ستعاني عواقب غضب مصر''

الأكثر قراءة