أمطار الأربعاء الماضي تكلف جدة ملياري ريال
قدرت مصادر مسؤولة في أمانة جدة حجم تكاليف الأضرار التي طالت مناطق شرق الخط السريع بأكثر من ملياري ريال تتوزع بين إصلاح وترميم البيوت والمحال التجارية وقيمة الممتلكات الخاصة في المحال التجارية وقيمة السيارات التالفة التي جرفتها السيول، بخلاف تكاليف الممتلكات العامة الحكومية وإصلاح الشوارع والطرقات والإنارة والأرصفة، وتبلغ مساحة المنطقة المتضررة أكثر من 400 كيلومتر مربع تقريبا يقطنها 650 ألف مواطن.
وشرعت أمانة جدة أمس في السعي لشفط بحيرات المياه المتجمعة في الشوارع والطرقات والمحال التجارية والأنفاق وتحت الجسور وإحصاء المحال التجارية المتضررة وكذلك إحصاء البيوت المتضررة.
وتتوزع مناطق الأضرار بين أحياء المحاميد – الحرازات – وديع عشيرة – كيلو 14 – كليو 18 – وادي قوس – وادي مريخ – الواحة – المنتزهات – النخيل – السالمية – السليمانية الشرقية.
وبدأت صورة الأضرار تظهر في المناطق المنكوبة إذ كشفت جولة "الاقتصادية" أن أكثر الأضرار طالت البيوت الواقعة على منحدرات الجبال، إضافة إلى البيوت الواقعة عند أطراف الأودية ومجاري السيول.
وكانت أشد المناطق تضررا المنازل التي شيدت في باطن السيول، حيث إن نسبة منها أصبحت معدومة بالكامل.
وغمرت السيول بالكامل سلسلة من المحال التجارية والتي تتوزع نشاطاتها بين المطاعم ومراكز التجزئة ومحال الأدوات المكتبية ومحال الجزارة ومحال الأدوات الكهربائية والاتصالات والعديد من المحال التجارية.
ووفقا لمتضررين وأصحاب محال التجارية الذين التقت بهم "الاقتصادية" في حي قويزة، فإنه من الصعوبة بمكان الوصول إلى تقدير نهائي الأضرار التي لحقت بكافة المحال التجارية، إذ إن عملية الحصر تحتاج إلى وقت طويل حتى يتم الانتهاء منها.
ورصدت الجهات المشاركة في عمليات رفع الأنقاض، أضرارا لحقت بالمدارس والمستشفيات والمساجد في المناطق المتضررة من السيول, قد تؤخر إعادة تشغيلها خلال الفترة المقبلة حتى الانتهاء من عمليات الترميم وإصلاح الأضرار التي لحقت بها.
وستتعطل العديد من دوائر الخدمات العامة في تلك المناطق, ما يستدعي زيادة ساعات العمل والمعدات في تلك المواقع, وتسريع افتتاح تلك الخدمات لسكان تلك الأحياء.
وتحدث مواطنون عن آثار تلك الأضرار التي لحقت بالمساجد والمستشفيات وعدم تمكنهم من الاستفادة من مراكز تلك الخدمات بعد الضرر الذي لحق بها.
وسجلت كاميرا "الاقتصادية" عددا من مواقع الخدمات العامة التي تعطلت بسبب السيول وأدت إلى إغلاق تلك المراكز حتى الانتهاء من عمليات الترميم والإصلاح، كما تسبب إغلاق بعض تلك المراكز إلى افتقار سكان تلك الأحياء إلى بعض الخدمات الأساسية والتي يأتي في مقدمتها الخدمات الصحية, التي تعطلت في الأحياء المتضررة نتيجة إغلاق المستشفيات والمستوصفات والصيدليات في تلك المناطق بعد الأضرار الأخيرة التي لحقت بها.
وذكر مواطنون افتقارهم إلى الخدمات الصحية وصعوبة التحرك في تلك المناطق وتلبية احتياجاتهم الضرورية والتي تتعلق بتوفير الخدمات الصحية اللازمة لذويهم, خاصة بعد تعرض العديد منهم لإصابات وكدمات في سيول الأربعاء الماضي.
وشهدت المستشفيات والمستوصفات المجاورة لتلك المناطق كثافة في أعداد المراجعين وطالبي العلاج, نظرا للإصابات المتعددة التي لحقت بسكان المناطق المتضررة من السيول وتعرضهم لكسور وكدمات استدعت الحاجة إلى الخدمات الطبية اللازمة للعلاج.
وتعطلت المدارس في المناطق المتضررة مما تطلب تدخل الجهات التعليمية وتأجيل الدراسة في المدارس المتضررة حتى الانتهاء من عمليات الصيانة اللازمة لاستقبال الطلاب والطالبات والاستعداد لاستكمال الفصل الدراسي.
وتعمل الجهات التعليمية والحكومية المشاركة إلى إعادة تأهيل المدارس المتضررة بأقصى سرعة حتى لا يؤثر تأخير دراسة الطلاب عن الجدول المحدد للانتهاء من المناهج المحددة، وستتولى إدارة التعليم متابعة تأهيل بعض المدارس التي تضررت، وكذلك متابعة تأهيل الطرقات المؤدية إلى المدارس.
في الشأن نفسه كشفت أمانة جدة أنها تنفذ حاليا مشروع درء أخطار السيول، منها مشروع إنشاء مجرى خرساني جديد لتصريف مياه الأمطار والسيول شرق مجمع منشآت حي الأمير فواز، ويهدف المجرى إلى التحكم في مياه الفيضانات شرق حي خزام، ويجري العمل حالياً على تركيب خطوط أنابيب رئيسية وفرعية لتصريف مياه الأمطار والسيول، ويغطي هذا المشروع طريق الملك فهد وشارع المكرونة وشارع الأمير ماجد وتقاطع طريق المدينة مع شارع قريش وشارع الجامعة وحي الخالدية وامتداد شارع حراء وبعض الشوارع الفرعية في المنطقة، كما تم تنفيذ مشروع تصريف مياه الأمطار والمياه السطحية، ويتضمن تركيب خطوط أنابيب رئيسية وفرعية لتصريف مياه الأمطار والسيول، ويغطي المشروع شارع صاري وشارع الإمام مالك وشارع دلة وشارع فلسطين وشارع أم القرى وشارع المكرونة وبعض الشوارع الفرعية في المنطقة، ويجري العمل حاليا في تنفيذ مشروع تصريف المياه السطحية لأحياء السامر والأجواد والمنار وبترومين وغليل ونفق الأمير ماجد وحي الجامعة والفيحاء والسالمية الشرقي وبرمان الشعبي، كما يتم تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع إنشاء شبكات تصريف مياه الأمطار لتركيب خطوط أنابيب لتصريف مياه الأمطار والسيول في شارع الإذاعة والتلفزيون وحي الروابي.