ارتفاع منسوب المياه في بحيرة الصرف الصحي يهدد بكارثة جديدة

ارتفاع منسوب المياه في بحيرة الصرف الصحي يهدد بكارثة جديدة
ارتفاع منسوب المياه في بحيرة الصرف الصحي يهدد بكارثة جديدة

بات ارتفاع منسوب المياه في بحيرة الصرف الصحي في جدة عاملا منذرا بحدوث كارثة جديدة لا يمكن السيطرة عليها في وقت محدد، بسبب أنه أدى إلى بعض التصدعات في الحاجز الذي يفصلها عن التدفق إلى منازل السكان. كما أن هذا الارتفاع لم يتبق له سوى ثلاثة أمتار عن تجاوز الحاجز.
وفي هذا الصدد أكد أحمد الغامدي المتحدث باسم أمانة جدة أن وضع البحيرة تحت السيطرة رغم ارتفاع منسوب المياه فيها، مضيفا أنه يتم تحويل كميات المياه إلى الخمرة عن طريق شبكة النقل.
من جهة أخرى، حذر حسين القحطاني المتحدث الرسمي للأرصاد وحماية البيئة من ارتفاع منسوب المياه في بحيرة الصرف الصحي، وقال إن حدوث أي تدفق للمياه إلى المناطق السكانية سيشكل كارثة بيئية لا يمكن علاجها في وقت قصير نظرا لاحتواء المياه على ملوثات خطيرة تتعلق بصحة السكان على المديين القريب والبعيد.
وفي السياق ذاته، حذرت مصادر علمية في جدة من خطورة إصابة نحو 50 ألفا من سكان جدة يقطنون في أحياء شرق الخط السريع بأمراض بكتيريا السالمونيلا والواوية والحلزونية، بسبب المستنقعات التي نتجت عن بحيرة المسك "أكبر مرمى لتجميع الصرف الصحي".

#2#

ووفقا للدكتور محمد حبيب الاستشاري الزراعي، وعضو مركز أبحاث المياه في جامعة الملك عبد العزيز، فإن تفاعلات الصخور الجيرية مع كبريتيد الهيدروجين قد تسبب تصدعات في طبقة الأرض، مما يؤدي إلى تسربات ورشح المياه فوق طبقة الأرض حاملة فيروسات حمى الضنك إضافة إلى أنواع أخرى.
يشار إلى أن بحيرة المسك تستقبل يوميا حمولة أكثر من 1400 صهريج في مزيج من مياه المجاري والزيوت والمخلفات البترولية، وتقدر الكمية التي تحتويها البحيرة بأكثر من عشرة ملايين لتر من المياه الملوثة، التي تعد مصدرا حقيقيا للأمراض والأوبئة.
وقال الدكتور علي عشقي من كلية البحار في جامعة الملك عبد العزيز في جدة إن من أخطار بحيرة الصرف الصحي بسبب تزايد ارتفاع منسوب المياه الجوفية ومستوى المياه في البحيرة والسد الاحترازي ربما تحدث البحيرة الاصطناعية هزات أرضية محدودة بسبب تفاعل مياه الصرف الصحي بين الطبقات الصخرية أسفل البحيرة ما قد يتسبب في تغيير خواصها الفيزيائية والكيميائية.
ويرى عشقي أن بحيرة المسك هي السبب لمشكلة المياه الجوفية في مدينة جدة وتأثيرها يظهر جليا في مطار الملك عبد العزيز والمناطق والأحياء التي تقع شرق الخط السريع.
وبين أن الحل هو نقلها إلى شرق موقعها الحالي في مكان لا يقل بعدا عن 50 كيلو مترا عن المحافظة في منطقة منبسطة ارتفاعها لا يزيد على مستوى سطح البحر، مؤكدا أن تكلفة ذلك الحل تقل كثيرا عما تم إنفاقه في مكافحة حمى الضنك الذي تجاوز ألف مليون ريال.

الأكثر قراءة