الهزازي: العيد ليس له طعم بعيدا عن قرية المكندرات والأشجار العطرية لجبل الرميح
في كل جزء من أجزاء المملكة تجد نازحا من قرى الشريط الحدودي مع دولة اليمن بعد الاعتداء الذي قام به المتسللون المسلحون الذين حاولوا مرارا وتكرارا السيطرة على بعض المواقع السعودية لكنهم فشلوا فشلا ذريعا بعد الوقفة الكبيرة والشجاعة من الجيش السعودي.
مشاعر إنسانية ومواقف وذكريات كثيرة تسكن داخل عقول وأرواح النازحين.. أحاسيس متقاربة ومشاعر وطنية واحدة لكل النازحين.
«الاقتصادية» تفتح زاوية للنازحين للتعبير من خلالها عما يخالج أحاسيسهم ومشاعرهم.
بداية اليوميات كانت مع صغير أحمد حسن هزازي (51 عاما) وهو رجل أعمال من قرية المكندرات التي لا يفصل بينها وبين اليمن سوى قرية واحدة تبعد عن قريته قرابة الثلاثة كيلومترات.
يقول الهزازي إن قرية المكندرات تتبع مركز جلاح الذي بدوره يرتبط إداريا بمحافظة الحرث، ويوجد في القرية قرابة 50 منزلا امتدت إليها يد الخير والنماء من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين فظفرت بما ظفر به غيرها من مدن المملكة من خدمات مياه وصحة وتعليم في الوقت الذي أوقف الاعتداء استكمال تعبيد وسفلتة طريق القرية نظرا لوعورتها.
ويضيف الهزازي «إن كل سكان قريتنا تربطهم صلة قرابة ببعضهم بعضاً، حيث نتقاسم اللقمة ونفرح الفرح الآخرين ونحزن لحزنهم وكنا نعيش ألفة ومحبة وإيثارا كبيرا بعيدا عن المدينة وصخبها.
وقال إنه يزيد من جمال قريتنا تنوع تضاريسها فهي تشتمل على السهل والجبل والهضاب وإلى جوارها يأتي جبل الرميح الذي واصلت قواتنا إحباط عدد من عمليات التسلل التي حاول بها المتسللون الوصول إليه نظرا لموقعه الاستراتيجي الذي يطل على بقية القرى والجبال الأخرى، كما يتميز بوجود الأشجار العطرية مثل البشام والحشائش والأحراش والسلام والحرجة وغيرها و يكسوه الغطاء النباتي الكثيف إلى جانب الكهوف والمغارات.
وأبان أن جبل الرميح يتميز أيضا بمناظره الخلابة وشلالاته المنهمرة خلال هطول الأمطار، ومنه يجري وادي القصب وجزء من وادي اللحي.
ويأخذ الهزازي نفسا عميقا ليستجمع الحديث بعد أن ترقرقت في عينيه دموع الفراق لقريته وجبل الرميح ليقول إنه طالما سبرنا أغوار الجبل وتسلقته أقدامنا وأقدام مواشينا.
وعن مشاعره وهو يعيش بعيدا عن قريته ومسقط رأسه قال إن الأمل في الله كبير ثم في قيادتنا وقواتنا السعودية التي حققت نصرا وتقدما كبيرا واستطاعت أن تدك معاقل وحصون المتسللين وأتمنى أن نعود إلى القرية قريبا.
وعن قصة نزوحه قال كنت أنا وأسرتي آخر من خرج من قرية المكندرات، وكانت مشاعر الحزن والألم تعتصر أفئدتنا حيث كنا كلما خطونا خطوة نظرنا إلى منزلنا نظرة وداع على أمل العودة إليه، وأشار إلى أن الطيران السعودي كان خلال خروجه يمطر معاقل المتسللين بالقذائف.
ويتساءل هزازي كيف سنقضي العيد بعيدا عن قريتنا وعن أقاربنا وأصحابنا أبناء القرية الذين تفرقوا في أرجاء المملكة؟
وأضاف أن المتسللين شتتوا الأسر التي كانت تشكل أسرة واحدة وهي صور لن أنساها لحظة النزوح.وعاد هزازي ليؤكد أن للدعم والجهود والحب الذي حظي به وأسرته من حكومة خادم الحرمين الشريفين كأحد النازحين الذين أولتهم الدولة جل اهتمامها ورعايتها الأثر الكبير عليه وعلى أبنائه حيث خفف عنهم من وطأة المصاب ومرارة الفراق للأحبة والأصحاب ولقرية المكندرات التي تكتحل بها عيناه قبل أن تغمض جفناه ويستيقظ على صورتها وشعابها وترابها.