إحكام القبضة على الحدود يشل حركة أسواق الدواب
تشهد بعض أسواق الدواب وأهمها سوق الحمير في منطقة جازان ازدهارا كبيرا في الوقت الحاضر، إلا أن سوق صبيا الشعبي التي تقام كل يوم ثلاثاء في بطن أحد الأودية وقفت شاهد عيان أمس على سوق شارفت على الاحتضار بعد أن تم إحكام القبضة على عمليات التهريب التي كانت تعتمد اعتمادا رئيسيا على الحمير في ظل وعورة الطريق وتعذر الدخول أو الخروج بالسيارات.
في الجزء الشرقي للسوق كانت تعرض الأبقار والجمال وفي جنوبها الأغنام والضأن وفي غربها بعض المنتجات الزراعية وإلى الشمال الشرقي كان يقف قطيع من الحمير وكان يوجد في المكان نفسه عدد من المتسوقين بينهم المراهقون والمسنون.
الجولة رصدت بعض المسنين المتواجدين في السوق، الذين سألناهم عما نشاهد من دواب وهل بقي لها مكانة في زمن تنوعت فيه أنواع السيارات والطيارات ليرد أحدهم وهو عمر طراشي بقوله إنه شيخ سوق الحمير ويعمل فيها منذ عشر سنوات وكان يدر دخلا وعائدا ماليا وفيرا، كما أنه يملك حظيرة لأنواع عدة منها تختلف أسعارها باختلاف نوعها وقوتها وسرعتها.
وقال إن اليمنيين كانوا الأكثر شراء لتلك الدابة التي يستخدمونها في تهريب الدقيق، مشيرا إلى أن أسعارها كانت تراوح بين 1500 ريال و2500 ريال إلا أنها سجلت تراجعا كبيرا بعد أن أحكمت الجهات المختصة القبضة على الشريط الحدودي وشلت عمليات التهريب التي كانت السبب الرئيس في وجود هذه الأسواق.
وأبان طراشي أن سوق الدواب خلت من الباعة وسجلت تراجعا كبيرا وراوحت أسعارها بين 200 - 500 ريال.
من جهته أكد أحمد درديحة الذي كان في السوق أنه قدم إلى السوق بقصد شراء دابة، مشيرا إلى أنه يستخدمها في التنقل من وإلى المزارع إلا أنه يتاجر بها عندما يجد مكسبا فانه لا يتردد في بيعها واستبدالها بغيرها وهكذا في محاولة لتنويع مصادر الدخل لديه.
ويحرص سماسرة السوق على مراقبتها والتقاط الصور بجوار تلك الدواب التي كانت في يوم من الأيام مصدر قلق وأداة خطر استخدمها المتسللون لتهريب الدقيق والأسلحة والقات والممنوعات إلى بلدهم.
ويؤكد أحد سكان الشريط الحدودي أن هناك حمارا تجاوز سعره عشرة آلاف ريال، وقال إنه يستطيع المراوغة بل ويحسن التسلل وقد ذاع صيته بين أهالي القرى الحدودية، الذين أكدوا أنه يجثم عندما يرى أو يشعر بخطر وسرعان ما يعاود التسلل.