أهو انسحاب تكتيكي؟

أهو انسحاب تكتيكي؟

كان المقاتلون الملتحون ينقبون بابتهاج بين أنقاض القاعدة الأمريكية المهجورة في Kamdesh، في جبال نورستان شرق أفغانستان. فقد تم هجر القلعة المحصنة. وعرضت طالبان الأسلحة التي تركها الأمريكيون، بما في ذلك أحزمة الذخيرة لقاذفات القنابل والألغام من نوع Claymore. وأعلن أحد القادة: ''لقد هزمنا القوات الأمريكية، بمساعدة الله''. وكانت هذه المشاهد جزءا من فيديو لطالبان أرسلته هذا الأسبوع لقناة الجزيرة التلفزيونية. وإذا تم تنفيذ الخطط التي تنظر بها الناتو بالانسحاب من المناطق النائية، لن يكون هناك المزيد من الانتصارات الدعائية لطالبان والتي تتفاخر بها.
وقتل ثمانية جنود أمريكيين والعديد من أفراد قوات الأمن الأفغانية في Kamdesh الشهر الماضي في معركة يائسة لمنع المئات من مقاتلي طالبان من اجتياح موقعين من تلك المواقع. ولكن في غضون أيام من صد الهجوم، ترك الأمريكيون المواقع المكشوفة على أية حال. وقال القادة العسكريون إنهم كانوا يعتزمون منذ وقت طويل الانسحاب بموجب خطط جديدة بهجر المناطق النائية والتركيز على المراكز السكانية الرئيسية. إلا أن الانسحاب دليل على الضغوط التي تشعر بها القوات الغربية. وفي حرب التصورات، لا يمكن إنكار أنها منحت طالبان انتصارا دعائيا. وترك الأراضي التي تم الاستيلاء عليها مثير للجدل لأنه بالإضافة إلى الدفعة القوية التي يمنحها هذا لطالبان، قد يعني أيضا التخلي عن الأفغان المحليين الودودين. إلا أن القادة العسكريين يقولون إن عمليات إعادة الانتشار هذه ستستمر على الأرجح، بغض النظر تقريبا عما إذا قرر الرئيس باراك أوباما إرسال 40.000 جندي إضافي الذين طلبهم الجنرال ستانلي ماكريستال، قائد قوات الناتو في أفغانستان (في الأسبوع الماضي، كتب السفير الأمريكي إلى الدولة إلى الرئيس لمعارضة هذا الطلب). وتشمل المواقع تحت الدراسة تلك التي يتم الاحتفاظ بها بتكلفة عالية من قبل البريطانيين في شمال هلمند والمناطق التي تم الاستيلاء عليها من قبل القوات البحرية الأمريكية في عمق جنوب المحافظة هذا العام. والهدف هو تعزيز أنفسهم حول منطقتين مكتظتين بالسكان، هما وسط هلمند وقندهار، والطريق الرئيسية بينهما. إن مفهوم حماية المدن والطرق الرئيسية ليس جديدا. فقد بدأ الروس باستخدام هذه الاستراتيجية في حربهم المشؤومة في أفغانستان في الأعوام 1979-89. وبالنسبة للأمريكيين، فإن المبدأ المتبع هو منطق مكافحة التمرد، الذي يقول إن على القوات الغربية ''حماية السكان'' لعزل المتمردين. إلا أن هذا المبدأ يصر أيضا على أنه يجب الحفاظ بحزم على المناطق التي يتم تطهيرها من المتمردين، بحيث لا يواجه أولئك الذين يتعاونون مع القوات الغربية والحكومة الأفغانية الانتقام.
وقد كان من الصعب فعل ذلك لأن القوات منهكة. وهناك أيضا مشكلة الحدود ووقف تدفق المقاتلين والأسلحة من الملاذات الآمنة في باكستان. ويقول العقيد Ashirzad، أحد كبار ضباط الشرطة في نورستان: ''كان المتمردون في السابق يضطرون لتسلق الجبل للمجيء إلى نورستان. ولكنهم يقودون سياراتهم الآن باستخدام الطريق الرئيسية''. والأماكن مثل قلعة موسى شمال هلمند أماكن طوطمية. وقد أمنتها القوات البريطانية حين وصلت عام 2006، ولكنها انسحبت بعد معارك شرسة بعد عقد صفقة مع زعماء العشائر المحليين أثارت غضب الأمريكيين في ذلك الوقت. واستولت طالبان على المدينة، واستعادتها القوات البريطانية والأمريكية عام 2007، بمساعدة أحد قادة طالبان الذي غير ولاءه وأصبح لاحقا حاكم المقاطعة. ويقول مصدر بريطاني كبير إنه قد يتم تقليل المحيط حول المدينة. إلا أن التخلي عن قلعة موسى مرة أخرى سيكون ''هزيمة''

الأكثر قراءة