«بر» الرياض .. تشويه المكان يقلل من حضور الزوار
«بر» الرياض .. تشويه المكان يقلل من حضور الزوار
أسهمت الأجواء المعتدلة التي تشهدها العاصمة هذه الأيام في خروج الأسر إلى الأراضي القريبة من الأحياء السكنية رغبةً منهم في تغيير الروتين اليومي والبحث عن الترفيه، إلا أن المناظر التي يتركها هؤلاء المتنزهون خلفهم تضع أكثر من علامة استفهام، حيث يتم إلقاء النفايات والقاذورات التي تسهم في تلوث المكان وعدم مناسبته للتنزه مرة أخرى.
ورغم إطلاق حملة المليون متر مربع «بر بلا نفايات» في نسختها الثانية بداية هذا العام، في عديد من مواقع المتنزهات البرية والأودية والشعاب المحيطة بالرياض، واعتمادها حملة سنوية تقام كل عام متزامنة مع فصل الربيع، إلا أن التفاعل مع هذه الحملة لا يزال ضعيفاً ما أسهم في انتشار النفايات في الأماكن البرية.
يقول المواطن رائد الأحمري:» كثيراً ما أشاهد تلوث بعض الأماكن أثناء خروجي للتنزه مع العائلة».
وأضاف: مع الأسف تنقص المجتمع ثقافة «المحافظة على البيئة» فتجد عديدا منهم لا يأخذ أكياس النفايات, بل إن البعض الآخر لا يرى مبرراً لاصطحابها، لافتاً إلى مشاهدته بعض الأشخاص يقومون بحرق أوراق قديمة، وأنهم بفعلتهم هذه يقتلون البيئة دون أن يعلموا.
وأوضح الأحمري أن الأمر لا يقف عند هذا الحد بل رأى إحدى الأسر تقوم بترك مخلفاتها على الأرض دون أن تكلف نفسها بجمعها، مشيرا إلى أن المسألة لا تتعدى قلة الثقافة نحو المحافظة على البيئة، ولو كان رب الأسرة حريصاً لأصبح أفراد أسرته حرصاء، مشيراً إلى حرصه تعليم أبنائه ضرورة المحافظة على الأماكن وعدم ترك المخلفات فيها.
من جهته, أكد المواطن حسن الناشري ضرورة توعية المواطنين والمقيمين بطرق المحافظة على الأماكن الصحراوية، مضيفا: يجب على جميع وسائل الإعلام سواء المرئي أو المقروء تثقيف أفراد المجتمع بخطورة التلوث، مع إرشادهم بالطرق المثلى التي تساعدهم على المحافظة على البيئة، لافتاً إلى نجاح حملات إعلامية أخرى مثل حملات الكهرباء والماء نتج عنها تثقيف المجتمع بخطورة الإسراف في استعمال الماء والكهرباء.
وشدد الناشري على الدور الكبير التي تحمله المدارس تجاه هذا الموضوع بحكم أن الطلاب والطالبات من أفراد المجتمع، مستطرداً لو أن كل معلم ومعلمة اقتطع جزءاً من الحصة الدراسية للتحدث عن المحافظة على البيئة لوجدنا الأبناء يتسابقون قبل الآباء نحو المحافظة على الأماكن بعد التنزه.
يذكر أن أحد المواقع المهتمة بالبيئة نصح الذين ينوون القيام برحلات برية بالتخلص من جميع المغلفات والعلب التي تحوي الأطعمة في المنزل قبل بداية الرحلة، مع وضع الطعام الجاف في علب بلاستيكية، إضافة إلى تعبئة الأطعمة السائلة في قنان بلاستيكية يمكن إعادة استخدامها، لأن هذا الإجراء يقوم بتوفير كثير من القاذورات والفضلات المتمثلة في مواد التعبئة التي تستخدم لمرة واحدة فقط، مع ضرورة حمل جميع المواد البلاستيكية والمعدنية والزجاجية للعودة بها.
ونصح الموقع أيضاً بتأمين كيس نفايات ذي حجم كبير مناسب منذ بداية الرحلة، وجمع النفايات فيه ثم رميه في أقرب حاوية قمامة على الطريق.