دوارات العاصمة: «أفضلية السير لمن يسير بسرعة أكبر»!

ناقض قائدو المركبات سواء الصغيرة أو الكبيرة مقولة ''أفضلية السير لمن بداخل الدوار''، متجاهلين جميع القرارات والتعليمات التي تصدرها الإدارة العامة للمرور، وذلك بمخالفتهم أحقية السير والحركة المرورية أثناء سيرهم في دورات الرياض المنتشرة، ما جعل الكثير من فئات المجتمع يصف سالكي الدوار بأن القوة والعنجهية هي من تجعلك الأحق بالدوران دون غيرك.
وعانى الكثير من قائدي المركبات النظاميين من تلك الطريقة التي يتبعها معظم السائقين في مخالفتهم للأنظمة واللوائح والتي تمنع دخول المركبة أثناء وجود مركبة أخرى تسير في داخل الدوار، والتي أجبرت تلك الحركة غير النظامية إلى تجنب تلك الدوارات بسلوكهم طرقا أخرى لتفادي الازدحام والحوادث التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل، بل لم يكن لهم فيها أي سبب سوى أنهم تواجدوا في الدوار لحظة مرور أحد رواد القوة والعنجهية.
وزاد انتشار تلك الظاهرة المخيفة بشكل كبير في الآونة الأخيرة دون أن تجد رقابة مرورية صارمة، ما أدى إلى عرقلة الحركة والتسبب في التزاحم وعرقلة الطرق نتيجة كثافة المركبات الصغيرة والكبيرة بداخل الدوار، الأمر الذي يلغي أبرز أهداف تلك الدوارات وهي تنظيم وتسهيل الحركة المرورية.
وخلال رصد ميداني لعدد من دوارات العاصمة لاحظت ''الاقتصادية'' الكثير من الممارسات المخالفة من قبل قائدي المركبات، والتي أصبحت السمة السائدة لديهم، حيث إن مقدار جزمك وقدومك وسرعتك هي من تتحكم في سيرك داخل الدوارات، باعتبار أن قائدي المركبات الذين يلتزمون بالأنظمة المرورية سيلجأون لاختيار الحل النظامي الآخر وهو تهدئة السرعة وإفساح المجال لأولئك المخالفين هربا من الاصطدام والحوادث المرورية وتعطيل حركة السير المترتبة على ذلك، الأمر الذي يجبرهم على ارتكاب مخالفة كانوا هم في الأساس من التزم بها، بل إن المخالفين أصبحوا معتادين على مخالفتهم تلك، بدليل ارتكابها في أي دوار يصلون إليه حتى مع وجود دوريات المرور في الدوار نفسه، غير آبهين بحجم الخطر والضرر الذي يمكن أن يحدث لو أصر الطرف الآخر على إظهار قوته هو الآخر.
ماجد العسكر، وهو مواطن يجبره مقر عمله على المرور يوميا بعدد من الدوارات أوضح قلقه يوميا حيال سيارته بسبب أولئك الذين من الممكن أن يقتحموا طريقه في أي لحظة، مؤكدا أن تلك الظاهرة استفحلت وأصبحت علامة بارزة لقائدي مركبات العاصمة.وشدد العسكر على أهمية اتباع التعليمات المرورية التي تقضي بأهمية وأحقية السير لمن بداخل الدوار وليس أحقية السير لمن له القوة والشجاعة ويسير بسرعة أكبر من تلك التي بداخل الدوار، مشددا على أهمية تطبيق المخالفات بحق كل مخالف وعدم تركهم على هذا الحال لضبط الحركة المرورية وتجنب الخسائر البشرية والمادية.