اللوحات الإعلانية.. تشويه للشوارع حسب النظام
تفقد اللوحات الإعلانية على واجهات المحال التجارية في كثير من شوارع الرياض الشكل الجمالي وتعيد صياغته بشكل سيئ من خلال بعض التصرفات التي يقوم بها أصحاب تلك المحال التجارية، فالتناسق معدوم بين اللوحات على المبنى الواحد أو اللوحات في الشارع الواحد.
ورغم القواعد التنظيمية التي وضعتها وزارة الشؤون البلدية والقروية والتي تهدف من خلالها إلى تحسين المظهر العام للوحات الدعائية والإعلانية في الشوارع والميادين وعلى المباني، إلا أن أصحاب العديد من المحال ربما لم يستوعبوا تلك القوانين أو لم يحيطوا بها علما من الأساس، الأمر الذي أوجد حالة من العشوائية والتفاوت بين تلك اللوح، الأمر الذي أعطى صورة سيئة عن تلك الشوارع والمحال رغم الإمكانات والجهود المبذولة من قبل الجهات المسؤولة.
وأكد إبراهيم المغيرة المحاضر في قسم الإعلام في جامعة الملك سعود أهمية اللوحة للتعريف بالنشاط التجاري، وهي وسيلة إعلانية تعتمد على عدد من المواصفات لتبقى في الذاكرة، فمن أهم تلك المواصفات الحجم الكبير والذي يجعلها حاضرة في الذهن، ما يدفع ببعض أصحاب المحال إلى القيام بذلك، مشيرا إلى أن التقدم التقني في عالم الإعلان، وتطور التصميمات واستعمال الصور والألوان والخطوط وطريقة الحروف، جعل الحجم يعد واحدا من ضمن منظومة كبيرة في عالم الإعلان، ولم تعد هي الوحيدة، بل قد يتفوق التصميم على الحجم، ويكون مثيرا وجذابا للزبائن وتكون اللوحة أشبه بالقطعة الفنية التي ترسخ في الذاكرة، وعلق المحاضر في قسم الإعلام في جامعة الملك سعود على التباين في الأحجام بين المحال بأنها تشويه للمنظر العام، وتخلق حالة من النشاز في الشوارع، وقارن بين اللوحات التي تزين شارع التحلية التي تتميز بتوحيد للمقاس ما ساعد على إعطاء منظر جمالي للشارع وبين اللوحات المعلقة على كثير من الشوارع الأخرى التي تتفاوت فيها الأحجام والمقاسات وأحجام الخط بشكل عشوائي يتسبب في نفور الزبائن والمستهلكين منها.
من جهته، ذكر الفنان التشكيلي ناصر التركي بأن اللوحات التي يعتمد عليها أصحاب المحال التجارية في التعريف بمحالهم أو شركاتهم ما زالت تفتقد في كثير من الشوارع نظاما يضمن تناغمها، ويعطي راحة للعين، ويشبه التركي اللوحة بأنها عمل فني ومن الصعب وضع ضوابط للألوان ولكن تباين أحجام بعض اللوحات يؤثر في المشهد العام للشارع.
وعلق محمود عبدالحميد أحد العاملين في مجال الدعاية والإعلان إلى أن هناك عددا من الأسباب التي تجعل أصحاب المحال يكتفون بلوحات صغيرة على محالهم يعود إلى الاشتراطات، فالبعض يأخذ المحل وهو لا يريد أن يستخدمه أو لا يود أن يدفع تكاليف إضافية فيبحث أن الحد الأدنى من الاشتراطات لكيلا ترتفع فاتورة المصروفات المترتب عليها زيادة التكاليف، في حين أن بعض أصحاب النشاطات يبحثون عن اللوحة المتميزة بغض النظر عن السعر، واقترح عبد الحميد بأن يكون هناك حدا أدنى من الرسوم على اللوحات بغض النظر عن حجم اللوحة ويكون الاختلاف في مقدار بسيط في المساحة حتى لا تأتي لوحة ارتفاعها أكثر من ثلاثة أمتار بجانب لوحة لا يزيد ارتفاعها على المتر، كما أشار عبد الحميد إلى أهمية التأكد من المعلومات المكتوبة وأنها خالية من الأخطاء التي تشوه اللغة العربية.
ولم يكتف أصحاب تلك المحال بالمنظر الجمالي الذي تم تشويهه، بل تعداه إلى البحث عن أرخص الأسعار لدى محال الدعاية والإعلان المختصة في اللوحات، والتي غالبا ما يديرها عمالة أجنبية لا تفقه في اللغة العربية شيئا، وإنما تتعامل مع الحروف والكلمات باعتبارها رسوما فنية، الأمر الذي يجعلها تقع في أخطاء إملائية تكون محل تندر المستهلكين، وهو ما من شأنه أن يوجد حالة من النفور مهما كانت جودة بضاعة تلك المحال متعذرين بعدم اهتمام أصحابها بواجهتهم الرئيسة.