الوعد الذي توفره الهند.. نمو مطرد للشركات
في اليوم الذي سبق موعد إطلاقها لشركتها الجديدة، اكتشفت مايا هاري أنها تتوقع أول طفل لها وقررت تأجيل الاطلاق، وبعد سنتين، في آب (أغسطس) 2008 تم تأسيس شركة Stylkist، لكن هذا جاء قبل أيام فقط من سقوط بنك ليمان براذرز، وبدء الانهيار المالي, وكان التأثير مباشرا وكبيرا.
وقرر اثنان من المستثمرين اللذين كانا هاري تتحدث معهما، أنهما غير مستعدين للإقدام على المجازفة، وقالا لها : «تحدثي معنا خلال ستة أشهر أو سنة».
وتوجب تأجيل المتجر البارز الذي كان يتوجب افتتاحه في كانون الأول (ديسمبر) المقبل إلى أن تحصل على تمويل أكثر وما أضاف الملح على الجرح، لم يكن هنالك أي زيادة موسمية في المبيعات ، وهنا تقول هاري :»مع أن الهند لم تكن في الأساس في حالة ركود اقتصادي، لم نشهد أي ذروة إزاء ديوالي (مهرجان الأضواء)».
الحرص يصبح أساساً
استجابة للتراجع الاقتصادي المفاجئ، مارست هاري التعقل والحذر، وقالت لإنسياد نوليج : «سرنا بحذر وكنا نرمي إلى الحصول على موارد إضافية ، مع التأكد من الإبقاء على التدفق النقدي إيجابيا، ومع أننا نرغب في السير بسرعة، فإننا نوقف تطور الشركة، ومثال ذلك أننا نبقي على حجم فريقنا عند ثلاثة، إلى أن يلتقط العمل أنفاسه».
وهاري متعقلة أيضا إزاء نشاطات التسويق التي تقتصر على نشاطات تسويقية هادفة جدا وتثبت وجودها، نحقق عائداً كبيرا للاستثمارات ، وهي تقول: «وهذا سيجعلنا في وضع جيد في حالة تشهد فيها السوق مزيدا من التراجع».
عائدات جيدة
توضح هاري أن الشركة تنمو بشكل جيد، فرغم ظروف السوق السيئة، فإن قاعدة المستهلكين والمبيعات وعدد شركاء شركة Stylkist كانت تنمو، ففي كانون الثاني (يناير) 2009، بعد خمسة أشهر من افتتاحها فإن التدفق النقدي كان إيجابيا، وشركة Stylkist الآن تسير وفق المخطط لافتتاحها المتجر البارز في الشهر المقبل.
إن المهندسة السابقة التي عملت في التسويق والمبيعات في الولايات المتحدة مع شركة سيسكو
وSchlimberger تتصف بمسحة خلاقة، فقد جمعت بين الفن والصور لتظل على صلة بمشاعرها، وبينما كانت في الولايات المتحدة، أسست «Pink Lotus» التي كانت تنظم معارض الفنانين من الهند وأجزاء أخرى من العالم في قاعات في سان فرانسيسكو، وكان هنالك أيضا مدونة على الإنترنت للناس ليتعرفوا على الشركة.
وفي غمرة كل هذا، قررت هاري وزوجها أن ينجزا ماجستير إدارة الأعمال، وسجلا في انسياد في فونتنبلو، وتخرجا في كانون الأول (ديسمبر) 2005.
وهاري، رائدة الأعمال دائما، وجدت أن هنالك حاجة متزايدة للديكور المعاصر في الهند، «وأردت أن أصنع نسخة هندية لتعامل «كريت وباريل» مع ديكور المباني وإضافات البيوت الصغيرة مثل فن الجدران ، والمزهريات والأطباق, ولأنها لم تعمل أبدا في الهند من قبل، ولم يكن لها أي شبكة هناك، قررت هاري أن تحصل على خبرة في الشركات قبل البدء بشركتها. وعملت مع جوجل ثم مع MSN في التسويق وتعلمت شيئا كثيرا عن إدارة شركة مثل كيفية التعامل مع الباعة المتجولين والزبائن».
وتقول هاري: «بعد أن قضيت ثلاث سنوات أعايش الفكرة قررت إطلاق الشركة مع شريكين». وكان ذلك حين اكتشفت أنها حامل.
موهبة اكتشاف الأشياء الثمينة
بعد القرار بتأخير إطلاق الشركة، قضت السنتين في البحث المكثف في السوق وقامت بالاتصال مع المزودين، وهي تقول: «في الوقت الذي فتحنا فيه الشركة في العام الماضي، تحركنا بخطى واثقة». ولم يتم إضاعة الفجوة.
وحين تراجع المستثمرون في وقت الأزمة المالية، بدأت تبحث عن مبالغ أصغر ، ووزعت التمويل المطلوب بين مستثمرين مختلفين ، وهذا جعلها تفكر مليا حول المستثمرين الذين تريد منهم أن يلتحقوا بالركب، هل هم مناسبون لشركتها الناشئة؟ وهل يمكن لهم أن يصنعوا لها قيمة؟
وتذكر هاري: «نحتاج إلى خبرات في المجالات التي لسنا على دراية بها مثل البيع بالتجزئة عبر الإنترنت وهدايا الشركات. ويمكن للجهة التي تملك خبرة في تصميم المنتجات أن ينصحونا حول الجانب الخلاق للعمل، والمستثمر الذي أقام شركة في المنتجات المعاصرة وباعها، يمكن أن يضيف قيمة لكيفية تأسيس شركة ومتى تؤسس».
قنوات الشركة
يوجد لشركة Stylkist مئات القنوات تقوم من خلالها بالعمل: التجارة الإلكترونية والبيع بالتجزئة وهدايا الشركات.
وتشير هاري إلى أن هنالك سوقا ناشئة في التجارة الإلكترونية، ومهما كانت هذه مهمة عسيرة للهند كشعب متشكك في شراء الأشياء عبر الإنترنت, فإن التساؤل فيما إذا كانوا سيحصلون على مشترياتهم أو يستعيدون أموالهم.
وجعلت هاري موقعها التسويقي.com Stylkist، موقعا رائعا وحديث الطراز قدر الإمكان، وكان زوار الموقع يتساءلون فيما إذا كانوا أمريكيين أو هنودا.
وهي تعتقد أن التجارة الإلكترونية ستكون التحدي البعيد المدى الذي يواجه الشركة وهي ستحتاج إلى تعزيزه بنشاطات البيع بالتجزئة وهدايا الشركات. وهي تقول: «إننا نلاحظ ميول الشراء باستمرار وأولويتنا في الوقت الحاضر هي البيع بالتجزئة حيث نبيع بشكل جيد في الأماكن التي لنا في المتاجر الكبيرة، وهذه هي الثمرة المباشرة التي نجنيها».
والأولوية الثانية هي التجارة الإلكترونية، وهي تقول: «لا نزال نتعلم حول استراتيجية التسعير. فالزبائن يبدؤون بشراء مواد صغيرة ليروا فيما إذا كان التسوق عبر الإنترنت ينجح، ونحن نقيم ببطء الزبائن المتكررين الذين يشترون مواد أكبر».
وبالنسبة لهدايا الشركات فإن الشركة تقيم شراكات مع الشركات الأخرى، وهي تقول: «في الوقت الحالي نحن سعداء بترك تلك الفسحة لها وإعطائها نسبة من الأرباح».
نظرة متفائلة
الشركة تبدو على المدى القريب واعدة لهاري بتوسع تدريجي للتجارة الإلكترونية والبيع بالتجزئة عبر الإنترنت، مع كون المتجر الرئيسي في مومباي هدفا رئيسيا.
وفي المديين المتوسط والبعيد، من المتوقع أن تتحسن الآفاق. ففي غضون ثلاث سنوات، تهدف الشركة إلى تشغيل عدة مرافق كبيرة الحجم وشحن سلع Stylkist خارج الهند عن طريق التجارة الإلكترونية.
وفي غضون خمس سنوات ، تقول هاري إن بإمكانهم أن يتطلعوا إلى إعطاء امتيازات، أو النمو عضويا أو التوسع عالميا، وسيعتمد القرار حول هذا الموضوع حول كيف تسير الأمور.
وتعلق هاري: «عليكم فقط أن تنظروا إلى Fab India متجر المباني والإضافات المنزلية، وخلال عشر سنوات لديهم 120 متجرا وتواصل النمو، فهذا هو الوعد الذي تمثله الهند- فاقتصادها كبير جدا يتيح للشركات أن تنمو».