أغلقنا 140 مصبا ووضعنا 6 لوحات تحذيرية

أغلقنا 140 مصبا ووضعنا 6 لوحات تحذيرية

رئيس تحرير جريدة ''الاقتصادية''

اسمحوا لنا بداية أن نشكر لكم تفاعلكم مع ما تقوم به أمانة محافظة جدة، وإذ نقدر لكم شخصيا ولجريدتكم الغراء ما تقومون به نحو أداء رسالتكم الإعلامية والاجتماعية, الذي يعكس حسا عاليا بالمشاركة في القيام بمسؤولياتنا جميعا تجاه مدينة جدة التي نعتز بانتمائنا إليها وإلى وطننا الغالي: فاسمحوا لنا أن نبدي بعض الملاحظات على ما نشر في جريدتكم في العدد رقم 5833 بتاريخ 11 شوال 1430هـ، بقلم الكاتب الكبير عبد الله باجبير، تحت عنوان: ''هل يتوزع دم فاطمة بين القبائل؟''.
في البداية أشار الكاتب إلى عدة نقاط ومنها أن كل جهة من بلدية جدة والشركات التي تقوم بإنشاء شبكات الصرف الصحي، وحرس الحدود، تلقي التهمة على الأخرى, وهو ما يتنافى تماما مع الحقيقة فيما يتعلق بأمانة محافظة جدة.
وذكر أن البلدية سارعت بغسل يديها من الموضوع بأحاديثها أن المياه التي جرفت فاطمة لم تكن من مياه الصرف الصحي، ولكن من مياه جوفية ناتجة عن عمليات حفر تقوم بها عدة شركات لإنشاء شبكة الصرف الصحي لمدينة جدة.
وهنا لا بد من التأكيد على أن أمانة محافظة جدة أصدرت بيانا بشأن غرق المواطنة فاطمة علي الصعب في منطقة شاطئ النورس؛ أوضحت من خلاله عدة حقائق مهمة:
أولا: أمرت أمانة محافظة جدة بالإيقاف المؤقت لصب مياه الصرف الصحي المعالجة، حين طلبت منها جهات البحث والإنقاذ هذا الإيقاف، ونشرت الصحف التصريحات التي تؤكد ذلك وهي تصريحات رسمية صادرة عن تلك الجهات.
ثانيا: إن الأمانة لا تضخ ولن تسمح بضخ أي مياه صرف صحي خام أو معالجة حتى لو كانت معالجة ثلاثية في شاطئ النورس أو في غيره من شواطئ محافظة جدة، ولا يتم السماح بضخ مياه إلا بالشروط والمواصفات المنصوص عليها من جانب الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة من خلال شبكات التصريف التابعة للشركة الوطنية للمياه أو للأمانة.
ثالثا: أغلقت أمانة محافظة جدة نحو 140 مصبا مخالفا على البحر مباشرة, وقد بلغ طول أحدها أكثر من كيلو متر حيث كان يتصل بهذا المصب عشرات المصبات الفرعية المخالفة.
رابعا: نتيجة للجهود المتواصلة للأمانة واستخدامها أحدث الأساليب العلمية في تقنيات الرصد, فقد رصدت أكثر من 600 مصب على البحر، حيث يجري حاليا تصنيفها ووضع خطة عمل للتعامل معها ومتابعتها باستمرار لضمان عدم تكرار مخالفتها، علما بأن عددا كبيرا منها عبارة عن مصبات غير عاملة، وأثناء الزيارة الميدانية لأعضاء اللجنة المشكلة من أمانة محافظة جدة للوقوف على الوضع الحالي للمصبات، قامت برصد أي أنبوب يصب في البحر بغض النظر عن ماهيته، ووجدت أن عددا كبيرا من هذه لمصبات عبارة عن تصريف للمياه الناتجة عن أجهزة التكييف ودورات المياه الملحقة بالمساجد، ما يعني أن العدد الذي تم رصده لا يعبر عن عدد المنشآت، كما وجد أن بعض المنشآت لديه أكثر من 25 مصبا للمكيفات لنفس المنشأة الواحدة أو لتصريف مياه الأمطار .
خامسا: المياه التي تصب في شاطئ النورس هي مياه جوفية ناتجة عن مواقع حفر شبكة الصرف الصحي لمقاولين تابعين للشركة الوطنية للمياه، التي بدأت منذ نحو ستة أعوام بمشروع متكامل للصرف الصحي لتغطية كامل مدينة جدة بشبكة لصرف المجاري، لأن الشبكة الحالية تقتصر على خدمة 18 في المائة فقط من المدينة، وقد ذكرت الشركة أنه في غضون السنوات الثلاث المقبلة ستتم تغطية أكثر من 80 في المائة من أحياء المدينة بشبكة الصرف الصحي.
سادسا: ينتج عن عمليات الحفر الجارية حاليا في أنحاء المدينة كافة وتنفذها عدة شركات متعاقدة مع الشركة الوطنية للمياه ما لا يقل عن 140 ألف متر مكعب يوميا من المياه الجوفية يجب التخلص منها في الحال وذلك منعا لغرق المدينة وتحويلها إلى طفوحات يكثر معها انتشار الكثير من الأمراض والبعوض والأوبئة، إذ لا يمكن الاستفادة من هذه المياه الجوفية العادمة نظرا لملوحتها الشديدة وكمية الرواسب والعوالق الموجودة فيها من الرمال والأتربة والطمي والصخور الرملية وفتات الشعاب المرجانية وغيرها، ومن ضمن الحلول التي أوجدتها الأمانة للتخلص من هذه المياه الجوفية، السماح لمقاولي شركات الحفر باستخدام شبكات تصريف مياه السيول والأمطار التابعة للأمانة لتصريف المياه الجوفية الناتجة عن عمليات الحفر, وذلك شريطة أن يلتزم المقاولون بعمل فلترة لمياه الحفر قبل تصريفها على شبكات الأمانة ومعالجتها لتصبح مطابقة لمواصفات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة للصرف على المسطحات المائية (البحر).
سابعا: تصل المياه الجوفية الناتجة عن عمليات الحفر عبر شبكة تصريف السيول والأمطار إلى محطة رفع الزهراء التابعة للأمانة التي يتم تصريفها من خلال مجريين (صندوقية خرسانية) بطول ثلاثة كيلومترات وعلى عمق متر من سطح البحر وبقوة اندفاع الميل الطبيعي، ومنذ إنشاء محطة رفع الزهراء والمصب الملحق بها في عام 1415هـ لم تقع حادثة واحدة بسبب المحطة ولا بسبب المصب الواقع أمام ميدان النورس.
ثامنا: قبل بدء مشروع تنفيذ شبكة الصرف الصحي كانت محطة الزهراء تتلقى يوميا ما لا يزيد على سبعة آلاف متر مكعب من المياه الجوفية تصلها من شمال جدة – من شارع صاري إلى الصالة الملكية، وكان يتم تصريف هذه الكمية المحدودة من المياه عبر المصب الواقع أمام ميدان النورس، أما الآن وفي ضوء مشاريع شركة المياه الوطنية لإنشاء شبكة الصرف الصحي لمدينة جدة فقد وصلت كمية المياه الجوفية التي تصب هناك إلى ما بين 150 و200 ألف متر مكعب يوميا تلقى كلها في البحر.
تاسعا: حتى لا تتكرر تلك المأساة مرة أخرى فقد اقترحت أمانة محافظة جدة تشكيل لجنة مشتركة تضم في عضويتها كافة الجهات ذات العلاقة (الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، حرس الحدود، خفر السواحل، شركة المياه الوطنية) لدراسة الوضع العام للمصبات على طول الساحل، واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الاحترازية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مرة أخرى.
عاشرا: استشعارا من الأمانة لخطورة الوضع في شاطئ النورس منذ نحو عام 1428هـ، وبالتنسيق مع حرس الحدود، تم وضع ست لوحات تحذيرية رسمية بمقاسات متر ونصف المتر × متر ونصف المتر عليها شعار أمانة محافظة جدة وشعار حرس الحدود لتغطي كامل المنطقة الخطرة أمام شاطئ النورس، وجنوبا أمام بحيرة النورس، وما بعد الإدارة العامة لحرس الحدود للتحذير من السباحة والصيد في هذه المناطق نظرا لخطورتها من عدة نواح منها: سلامة مياه البحر، وكثرة الدوامات فيها علاوة على أعماقها غير المتدرجة.
ختاما، فإننا نأمل – تعميما للفائدة – ولنشر هذه الحقائق التي ندرك حرصكم وجريدتكم الغراء عليها، أن تجدوا الفرصة والطريقة المناسبة لعرض هذه الملاحظات: مع ترحيبنا وتأكيدنا على استعدادنا لتلقي أية ملاحظات حول أداء أمانة محافظة جدة.

محمد بن علي اليامي
مدير عام العلاقات العامة والإعلام في أمانة محافظة جدة

الأكثر قراءة