د. السبيل: "الأنا" وراء غياب الجمعيات عن المشهد الثقافي.
أكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الدكتور عبد العزيز السبيل أن الجمعيات التي تأسست أخيرا مثل الجمعية السعودية للفنون التشكيلية التي تأسست منذ أكثر من عامين، و الجمعية السعودية للتصوير الضوئي التي تقترب من إكمال عامها الأول، لم تحقق الطموح الذي تؤمله الوزارة منها. علل الدكتور عبد العزيز السبيل ذلك بأسباب عديدة من أبرزها تغلب "الأنا" في مجالس إدارات الجمعيات على "النحن"، جاء ذلك عقب افتتاحه المعرض الفني الجماعي''القدس في عيون الفن التشكيلي''. وأضاف وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية قائلا: "على مستوى تجربتنا الثقافية ليست لدينا تجربة كبيرة فيما يتصل بالعمل الجماعي، فالفنانون وأستثني الكثير منهم، ودعنا نقول بعض الفنانين هم كبار لهم أعمالهم المتميزة لكنهم تعودوا في حياتهم أن يرتبطوا بفنهم أو بريشته أو كاميرات" وأشار الدكتور السبيل إلى أن العمل الجماعي يحتاج إلى خبرة و قبول الرأي الآخر و أن ننسى الذات ونندمج في إطار المجموعة. وأضاف قائلا: يحتاج الفنانون إلى شيء من المران والممارسة والتجربة مع بعضهم لكي نستطيع أن نتواصل مع بعض بشكل أفضل. وأكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية على أن الوزارة لم ترد أن تتدخل بشكل مباشر هذه الجمعيات وإنما أرادت من القائمين عليها أن يقوموا بهذا العمل بأنفسهم وبدعم من الوزارة. وأبان الدكتور السبيل بأن هناك من أعضاء الجمعيات من يفسر اللوائح حسب فهمهم ويتخذون إجراءات معينة اعتقادا منهم بأنها طريقة سليمة، وعلق على فكرة تدخل الوزارة ودعم الجمعيات بكادر إداري يخرج الجمعيات من أزمتها قائلا: الجمعيات انتخبت مجموعة من الفنانين لتتولى مهام إدارتها، ولها الصلاحية بأن توظف رسميا مجموعة ممن لهم الخبرة الإدارية لكي يقوموا بالعمل. وقال في ختام حديثه: أجزم بأنه وعبر زمن قصير سيتحقق نجاح يستحق التقدير. شارك في المعرض الذي تنظمه الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في مركز الأمير فيصل بن فهد للفنون في معهد العاصمة النموذجي في الرياض بمناسبة اختيار مدينة القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009م أكثر من 60 مشاركا ما بين فنان وطفل، و ضم عددا من الأعمال الفنية قدمها فنانون سعوديون والعرب المقيمون بلوحات مستلهمة من تاريخ القدس وحاضرها الصامد، كما يتضمن المعرض نماذج مختارة من رسوم الأطفال التي تم إنتاجها في ورشة عمل خاصة بهذه المناسبة بعنوان ''نرسم القدس أملا''. في جوانب المعرض ظهرت ملامح متشابهة في كثير من الأعمال المعروضة رغم تنوع ثقافات الفنانين، وتعدد مصادرهم الفنية، ومع ذلك يجد الزائر للمعرض سيطرت حالة الحزن على كثير من الأعمال حيث برزت معاني الألم والحزن وأضحت تتحدث لغة واحدة، وتحكي قصة نسجت التاريخ خيوطها، اعتمد كثير من المشاركين في لوحاتهم على آثار الدماء والدمار لتعبر عن واقع أليم تعيشه القدس، كما كانت الألوان الداكنة هي الألوان المسيطرة على اللوحات و جاءت لتقول كلمتها، وتعبر عن إحساس هؤلاء الفنانين، وتنقل مشاعرهم من خلال تلك الألوان والخطوط، مترجمين أفكارهم لنقلها للمتلقين بصورة مباشرة أحيانا وغير مباشرة أحيانا أخرى. وفي الجانب الآخر من المعرض حيث تختفي تلك الصورة المؤلمة، وتأتي لوحات ظهرت فيها أشعة الشمس مشرقة زاهية رسمتها أنامل الأطفال، معبرة عن الكثير من معاني التفاؤل والإحساس بالانتصار، فقد اختفت معاني الألم وسيطرت الألوان الفاتحة على تلك الرسوم، لتعطي معان بمستقبل مشرق لعاصمة الثقافة العربية.