"مندوبات المبيعات": الوظائف الروتينية لا تعنينا .. شعارنا الإقناع أولا
كسرت جامعيات في الرياض حاجز الفرص المتاحة في الوظائف الروتينية، وتغلبت مجموعة أخرى على البطالة، وذلك بعد أن اقتحمن مهنة "مندوب مبيعات" حيث تعمل عدة فتيات لصالح شركات تجارية أو أكثر، فالمندوبة عملها يقتصر على الدعاية والإعلان أو التصريف لسلع معينة، حيث يعمد أصحاب المراكز الكبرى على اختيار مجموعة من الفتيات الجامعيات لتسويق منتج معين وبأجور مختلفة، يحكمها قدرة المندوبة على إقناع العميل وصبرها، و ذلك بترويج بضائع التجار بالمراكز التجارية أو البازارات، و من منازلهن عبر الهاتف، لتكون مهنة "مندوبة المبيعات" مجالا جديدا في سوق العمل.
عمل المندوبة يجد اليوم قبولا غير مسبوق، ليس لأنه الأفضل، لكنه يبقى وظيفة تحقق لمزاولتها الكسب المادي وجزء من الأحلام، وفي هذا الجانب تؤكد عدد من الفتيات التي التقتهن "الاقتصادية" أن الدافع لخوض مثل هذه التجربة هو انعدام الفرص الوظيفية رغم حصولهن على درجة البكالوريوس منذ سنوات، إضافة إلى رغبتهن في توفير دخل مادي جيد.
وعن النظرة الاجتماعية لمندوبة المبيعات يجمعن أنهن لا يكترثن لذلك، برغم وجود بعض نظرات الاستغراب على وجوه بعض الزبائن لكن المستقبل كفيل بإزالة هذه النظرة والاعتراف بوجودهن، ويذكرن أن المسألة لا تحتاج إلى شهادات ودرجات علمية، فقط كل ما يهم التاجر هو القدرة على الإقناع وبث روح الدعاية بالسلعة التي نروجها، حيث يتم الاتفاق بين المندوبة والتاجر على نوع البضاعة وسعرها ثم نقوم بترويجها له من خلال زيارة بعض المراكز والمولات و العودة بنهاية اليوم بمبلغ جيد بعد تصريف كل أو أغلب البضاعة.
إلى ذلك طالبت نورة محمد التي تعمل مندوبة مبيعات التجار بضرورة الاعتراف بقدرتهن على مزاولة المهنة وأنهن جديرات بسوق العمل، ثم تضيف أنهن أولى بالعمل من جنسيات عربية أخرى.
فيما تشير نجاة محمد جامعية إلى أن قلة الوظائف في السوق والتي غالباً لا تتناسب مع المؤهل، هي الحافز للبحث عن البدائل التي تتناسب مع السوق وتحقق مزيدا من الدخل المادي، لذا اتفقنا كمجموعة من الفتيات على أخذ دورات تدريبية في مجالات التسويق والعرض والطلب، واليوم امتهنا هذا العمل، ونتقاضى مبالغ مالية كل على حسب مجهوده، فأنا تصل يوميتي إلى 120 ريالا.
وأضافت: اليومية تحددها قدرة الفتاة على التصريف "تصريف البضاعة".
ريم الملا (22 سنة) تذكر أن عملها يقتصر على نقاط البيع التي تقيمها المراكز التجارية في المواسم ونهاية الأسبوع من خلال بيع السلع التجارية للتاجر بعد الاتفاق معه.
وعن الأجر أوضحت يختلف الأجر, فأحياناً أشترط يومية معنية وأحيانا يكون على حسب النسبة ومقدار التصريف.
وتشير إلى أنها سبق أن عملت في شركة من خلال الترويج للسلع عبر الهاتف حيث تقوم أغلب الشركات حينما يعلن عن فرص وظيفية، يتضح أن أغلبها تدريب على التسويق، ثم تذكر أن العمل يتم بغرف صغيرة مزودة بخطوط هاتفية، نمارس التسويق فيها عبر الهاتف والإنترنت، مشيرة إلى أن الشركات تفضل الفتاة على الرجل طمعاً في ترويج أكبر قدر من السلع.
آمال عبيد تصف هذه المهنة " بمهنة المغامرات والمفاجآت"، وتقول:"نشعر أحيانا بشفقة الزبائن كون هذه المهنة لم تحظ بقبول للفتاة السعودية إنما المعتاد أن تكون المندوبة أجنبية، حيث إنه في ظل انعدام الوظائف علينا إثبات العكس وإن البنت السعودية قادرة على النجاح بأي عمل ومهما كان".
من جانب آخر تؤكد منال على أن هذه المهنة لها دور في صقل شخصية الفتاة وإعطائها القوة والثقة كونها تتعامل مع مختلف الشرائح العمرية والثقافية.
يذكر أن المندوبات وعلى حد قولهم يتعرض كثير منهن أثناء ترويجهن للسلعة أو أي عمل دعائي إلى كثير من المضايقات سواء أكان ذلك بالنظرة الدونية أو التحرش الجنسي.