اللصوص يتفنون في سرقة المصلين أثناء خروجهم من المساجد
يعاني الكثير من المصلين في الجوامع الكبيرة، وخصوصا المساجد التي تقام فيها الصلاة على الجنائز من كثرة اللصوص الذين يستغلون كثرة الزحام والأعداد الكبيرة من المصلين من تعرض ممتلكاتهم الشخصية للسرقة أثناء انشغالهم في الصلاة على الجنائز والزحام الذي يصاحبه.
وقد انتشرت تلك الظاهرة في الآونة الأخيرة بين المصلين، وذلك بسبب الالتصاق بين المصلين أثناء خروجهم من المساجد في وقت واحد والتدافع عند البوابات، ما يسهل الأمر لدى صائدي المصلين، الأمر الذي ينتج عنه السرقة دون معرفة أو انتباه من المصلين أثناء خروجهم.
ويتفنن صائدو المصلين في السرقة، فتجد اللص يصطاد الأشخاص قبل إقدامهم على الخروج ومن ثم يقوم بمتابعتهم لحين قربهم من باب الخروج والذي يزداد في الزحام ويكون الشخص مشغولا باله بأن يكون أول الخارجين، وذلك بسبب تعجله باللحاق بالجنائز، أو الخروج من أجل الاستفادة من المعروضات التي تكون عادة في بسطات على أرصفة تلك الجوامع.
واستنكر الكثير من أئمة وخطباء تلك الجوامع من الأحداث التي وقعت من سرقة للمصلين أثناء خروجهم من قبل لصوص لايخافون الله، الأمر الذي دفعهم إلى التحذير منهم بوسائل مختلفة، مذكرينهم بالحيطة والحذر أثناء الخروج، وكذلك وضع الجوالات والمحفظة في جيوبهم العلوية أو الإمساك بها أثناء الخروج، وشددوا على حرمة من تسول له نفسه الإقدام على تلك الجريمة والتي يزداد تحريمها بسبب عظم المكان والزمان، إلا أن تلك الظاهره مازالت تغزو الكثير من تلك الجوامع دون رادع أو خوف.
في بعض المساجد الواقعة وسط العاصمة الرياض، التقطت عدسة "الاقتصادية" أحد الملصقات التي وضعت على مداخل ومخارج الجامع، والتي تؤكد أهمية الانتباه والحذر أثناء خروج المصلين وذلك بسبب كثرة السرقات وانتشارها أثناء خروج المصلين والتي دائما ما يكون التدافع والزحام وسيلة سهلة لاصيطاد ما يرغبونه من أموال وأجهزة جوالات.
وتحدث لـ"الاقتصادية" محمد العتيبي قائلا "دائما ما أسمع أثناء خروجنا من الصلاة وخصوصا بعد صلاة الجمعة أو الصلاة على الجنائز مقولة يرددها أغلب المصلين"احذروا من السرقات، وانتبهوا لجيوبكم فإن الزحام فرصة ذهبية للصوص"، مشيرا إلى أن تلك المقولة دائما ما أسمعها وأنفذ ما يقولها وذلك من خلال وضع يدي على جيبي لأحفظ ما بداخله من أموال وأجهزة جوال وكذلك أوراق مهمة، مؤكدا أنه لم يتعرض للسرقة وذلك بسبب تلك الطريقة التي يتبعها أثناء خروجه من المسجد.
ويضيف العتيبي "هناك الكثير من أصدقائي تعرضوا للسرقات أثناء خروجهم من بعض الجوامع المنتشرة في الرياض"، مؤكدا أن اللصوص ينتشرون في تلك المناطق بسبب التدافع وعدم معرفة الأشخاص بما يتم فعله أثناء الخروج.
#2#
فيما يؤكد ناصر القحطاني أن هؤلاء اللصوص لا يخافون الله، كونهم لم يحترموا حرمة المسجد وظروف المصلين، فكيف بشخص يسرق في هذا المكان والزمان، فالأشخاص مشغولون بجنائزهم ولا يعلمون ما يخبئه هؤلاء المجرمون من حيل وأهداف خبيثة، مؤكدا أنه من المفترض وضع حلول وآلية أثناء الخروج لمنع تلك التصرفات للقبض على الجناة.
ويشير القحطاني إلى أن مراقبة أبواب المساجد الكبيرة يصعب ولكن وضع كاميرات مراقبة بداخل وخارج المسجد مثل تلك الكاميرات الموضوعة في البنوك التجارية والصرافات الآلية ستحد من تلك السرقات وستجنب المصلين من حيل اللصوص، مشيرا إلى أن اللص أثناء مشاهدته تلك الكاميرات سيجد أمامه رادعا يمنعه من القيام بسطوته.