«الأدوات التراثية».. إقبال المواطنين على شرائها يغري المستثمرين
يحن بعض المواطنين من كبار السن إلى الأشياء التي كانوا يستخدمونها في صغرهم وشبابهم، لذا يعمد بعضهم إلى محال بيع الأدوات التراثية المنتشرة في الرياض، بهدف اقتناء هذه الأدوات التي تذكرهم بعبق الماضي، بل إن البعض جعل ركنا من أركان منزله مليئا بهذه الأدوات التراثية، وخلال جولة ''لاقتصادية'' على العديد من الأسواق المتخصصة في العاصمة لبيع الأدوات التراثية التي بدأت تنتشر بشكل كبير رصدت إقبالا كبيرا من المواطنين على شراء التحف, مصطحبين أبناءهم للتعرف عليها عن قرب، وارتفاع أسعار هذه الأدوات بشكل مبالغ فيه.
هنا يقول خالد الدوسري صاحب أحد محال بيع أدوات التراث شرق الرياض:''شهدت السنوات الخمس الأخيرة عودة كبيرة من قبل المواطنين لشراء التحف والأدوات التراثية، رغبة منهم في تزيين منازلهم، خاصة أن التراث صار جزءا لا ينفصل من ديكور المنزل, وصارت القطع التراثية توجد في كل زاوية و ركن في المنزل حتى أن البعض يضعون في منازلهم ركناً خاصاً للتراث يجمعون فيه كل ما له علاقة بالتراث من قطع ترمز إلى تذكر الحياة البسيطة الماضية''.
وأضاف: جميع هذه الأسباب أغرت كثيرا من التجار إلى فتح محال خاصة لبيع التحف والأدوات التراثية، حيث كنا قبل فترة لا نرى إلا عددا قليلا من المحال, أما اليوم فقد زادت المحال بسبب إقبال الناس على شراء هذه الأدوات.
وعن أسعار هذه التحف والأدوات بين الدوسري أن الأسعار تختلف من سلعة إلى أخرى بحسب الحجم والقدم، حيث إنها كلما كانت قديمة زاد سعرها، مشيراً إلى أن هناك مصانع متخصصة في صناعة التحف وهي مشابهة للأدوات التراثية القديمة، وتراوح أسعارها بين 50 و300 ريال، مشيرا إلى أن الأدوات التي يقوم ببيعها هي الأباريق والسيوف والدلال وسفرة الطعام.
وكشف الدوسري عن نيته افتتاح أكثر من فرع في الرياض نظراً للطلب المتزايد من قبل المواطنين على شراء الأدوات التراثية، منوهاً بأن الاستثمار في التجارة أمر مربح للغاية، حيث إن الأدوات التراثية أصبحت من الأدوات التي لا يمكن الاستغناء عنها.ويروي صاحب المحل بعض المواقف التي تدل على إقبال الناس على شراء الأدوات التراثية وتعلقهم بها، منها أن أحد كبار السن ممن تجاوز عمره 60 سنة حضر مع أبنائه لشراء بعض الأدوات المعروضة, وحينما شاهد محتوى المحل وما يضمه من التراث بدأ يشرح لأبنائه وبعض الحضور عن أسماء هذه الأدوات وطريقة استخدامها في الماضي بطريقة تدل على عشق هذا المسن للحياة الماضية، حتى ذرفت عيناه من الدمع، هذا الموقف من الأشياء التي لا يمكن نسيانها، حيث اضطرني إلى كتابة أسماء هذه الأدوات التراثية على السلع المعروضة.
من جانبه، أشاد سعد الشهري أحد المواطنين, وجدناه في المحل بصحبة أبنائه الصغار، بفكرة انتشار محال بيع الأدوات التراثية والحرف في العاصمة، لأنه يرى أن للتراث المحلي نكهة جمالية وأبعادا نفسية لا يعرفها إلا من كان متفاعلاً معها، وأنه حضر للمحل رغبة في اقتناء بعض الأدوات التراثية لتزيين منزله الجديد، منوها بأن هذه القطع عادة تكون غير مستخدمة ولكن أهميتها تكمن في قيمتها التراثية, وأصبح وجودها في ركن خاص يعطي مزيداً من الخصوصية والتفرد, فصار الركن التراثي في المنزل شخصية مستقلة تربط الأبناء بماضيهم وتذكر الآباء بموروثهم وتعطي الزائر انطباعا جميلا عن موروثنا الجميل.
ويرى الشهري أن أسعار بيع هذه الأدوات التراثية والتحف مبالغ فيها، مطالباً أصحاب هذه المحال بالاقتناع بالأرباح المعقولة، لكيلا ينفر المواطنون من الشراء.