روسيا تخطو في اتجاه الصيرفة الإسلامية على أراضيها وتنشئ أول شركة استثمارية إسلامية

أعلن في روسيا أخيرا انتهاء الخطوات الأولى لإنشاء أول شركة استثمارية إسلامية. ومن المتوقع أن تباشر الشركة أعمالها قبل نهاية السنة الحالية، وقد جاء الإعلان عن هذا عقب توقيع كل من رستم مينيخانوف رئيس وزراء تتارستان وخالد محمد العبودي مدير المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص التابعة للبنك الإسلامي للتنمية, بروتوكول نوايا حول إنشاء الشركة, وذلك على هامش اللقاء الدولي للمال والأعمال الإسلامي الذي عقد في قازان عاصمة تتارستان أخيرا.
وصرح العبودي أن هذا المشروع يشكل الخطوات العملية الأولى للصيرفة الإسلامية في روسيا، وأضاف المسؤول في البنك الإسلامي للتنمية, أن نشاطات هذه الشركة الاستثمارية ستقتصر على تمويل المشاريع التي لا يحرمها الإسلام».
كما أشار إلى أن نشاط روسيا السياسي في العالمين العربي والإسلامي يساعد على تطوير علاقاتها الاقتصادية الدولية. وأكد العبودي أن «كثرة زيارات الشخصيات السياسية الروسية إلى بلدان الشرق الأوسط والخليج العربي وجنوب شرق آسيا توفر أرضية جيدة لتوثيق هذه العلاقات بصورة أكبر.
في هذا السياق, قال العبودي أيضاً إن مقر الشركة الاستثمارية الإسلامية سيكون في قازان، مشيرا إلى أنه سيشارك في عمل الشركة من الجانب الإسلامي أعضاء المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص التي تضم 46 دولة، ومن الجانب الروسي الشركات الحكومية والخاصة.
وأضاف أن الشركة الجديدة ستبدأ عملها ابتداء من أواخر عام 2009.
من جانبه، نوّه لينار يعقوبوف رئيس لجنة تنظيم المنتدى أن رأسمال الشركة الاستثمارية الاسمي لا يتجاوز خمسة ملايين دولار، مؤكدا أن تأسيس هذه الشركة هو خطوة أولى ومهمة في مجال تطوير التعاون بين العالم الإسلامي وروسيا. وبحسب رأى يعقوبوف, فإن رأسمال الشركة سيزداد سريعا لمشاركة الدول الغنية من منطقة الخليج العربي مثل: البحرين، الكويت، والسعودية.
وأشار يعقوبوف إلى أن نشاط الشركة الجديدة لن يقتصر على تتارستان فقط، بل يشمل مناطق عدة من العالم أيضا.
يذكر أن قازان تحتل مركز الصدارة في روسيا من حيث حجم الاستثمارات فيها بالنسبة إلى عدد السكان، إذ بلغ العام الماضي نحو ثلاثة مليارات دولار، حيث يبرز مجمع «قازان أورغ سينتز» للصناعات البتروكيماوية كمثال جدي على التطور الذي تشهده تتارستان، حيث ينتج نحو 170 صنفا ويصدر للخارج نحو 27 في المئة من إنتاجه، ويحتل المجمع مساحة 420 هكتارا ويعمل فيه نحو تسعة آلاف عامل.