مراكز الحمية .. الترفيه قبل التغذية والهدف جمع المال فقط
مراكز الحمية .. الترفيه قبل التغذية والهدف جمع المال فقط
يتركز انتشار ''مراكز الدايت'' في المملكة خاصة حيث الربح المادي الأكيد بدليل فشلها في دول أخرى لقلة الموارد المالية المكتسبة، حيث بدأت فكرة إنشاء مراكز الحمية والتغذية منذ عام 1991م في لبنان، حتى وصلت للرياض في عام 1996م من خلال أول مركز ينشأ في الرياض بعدد يبدأ من عشرة آلف مشترك تتبع برامجها الترفيه قبل التغذية، فمن الكلاسيكي إلى المميز وصولا إلى تولي المركز توصيل الأطباق بسعرات حرارية منخفضة والأخذ في الحسبان جانب الذوق في الطعام والجودة العالية، حيث تعتمد هذه المراكز على بث روح الدعاية بقاعدة أساسية مفادها ''وفِر على صحتك ببطاقة مسبقة الدفع تمكنك من توصيل وجباتك الغذائية ذات القيمة العالية والخصومات الخاصة''.
ووفقا لرأي الأطباء فإن مسألة إنقاص الوزن مسألة ثقافية وسلوك غذائي غير مرتبط بجدول محدد، فبالنظر بشكل عقلي فإنه لا يوجد قائمة غذاء معينة تذيب الشحوم وتنقص الوزن، لكن هناك مايسمى تحلل الشحوم وإنقاص الوزن وهو ما يرتبط أولا بوجود طاقة كافية، فالمسألة ببساطة تعتمد على معادلة ''إن مازاد يخزن بشكل دهون، وإذا نقص يتحلل جزء من الدهون المخزنة ''، وهذا الذي يؤدي إلى إنقاص الوزن لا الغذاء المصنع من قبل المراكز المتخصصة.
وبحسب الإحصائيات فإن مراكز الحمية تنتشر في الرياض منذ 13 عاما، والتي تضمن إيصال الوجبات للمشتركين من الإعداد إلى التقديم وفق اشتراك شهري تراوح تكلفته الغذائية في الشهر الواحد بين 2200 وثلاثة آلاف ريال، وتعتمد على حملاتها الدعائية من أجل حياة صحية خالية من المشكلات، فأكثر من 200 مليون شخص حول العالم يحاولون تخفيف أوزانهم أغلبهم من النساء الذين ينفقون الملايين سنويا من أجل شراء عبوة دايت غذائية أو الاشتراك في برنامج، بينما تبيع 90 في المائة من هذه المراكز لمشتركيها على الهواء.
فعلى سبيل المثال، طرح أحد أكبر مراكز الحمية في الرياض برنامج تغذية له القدرة على إنقاص الوزن بشكل دعائي لفت نظر شريحة كبيرة من المجتمع، حيث راعى المركز الترويج عبر محاضرات تقوم بطريقة صحيحة وتجارية.
''الاقتصادية'' التقت رباب مكي مديرة التغذية في مستشفى القوات المسلحة في الرياض حول فعالية مراكز الدايت، والتي أوضحت أن وجبات الدايت تعتمد على تقليل السعرات الحرارية إجمالاً في الوجبة، كأن يزاد البروتين وتقلل السعرات الحرارية فيه عن الوجبة العادية، مشيرة إلى أنه عند إخضاع شخص بدين لبرنامج معين على حسب حاجته اليومية كأن نقول يحتاج إلى 2500 سعرة حرارية، فمركز الدايت وعلى حسب التقييم والطول والوزن يقسم 2500 على ثلاث وجبات، فالفرق أن الألف سعرة حرارية'' حينما يبذل الشخص مجهودا ونظاما غذائيا معينا فإنه يحرقها داخل الجسم، وهذا فقط للمشتركين ذوي الأوزان الثقيلة.
ونوهت رباب إلى أن الانتكاسة بعد فترة الدايت هي من السلوك الخاطئ للفرد، وأن السبب فيها ليس من مراكز الدايت وإنما من الشخص نفسه من خلال عدم التزامه بالنظام الغذائي نفسه.
وعن المصداقية قالت ''لا يمكن الحكم على شيء بالمصداقية الكاملة، فساندويتش الشاورما العادية والتي تحتوي على 250 سعرة حرارية لا يمكن القول بأن شاورما الدايت تحتوي على 150 بشكل أكيد''، مؤكدة أن مراكز الدايت مختصة لطبقة معينة وليس باستطاعة أي شخص الاشتراك فيها لارتفاع اشتراكها الشهري، وعن أكثر شريحة تحتاج للدايت اعتبرت النساء والمراهقين هم الشريحة الأكبر.
نورة الصالح إحدى المشتركات في أحد مراكز الدايت المنتشرة في الرياض قالت إنها اشتركت في مركز الدايت بحثا عن الرجيم والقوام الممشوق باشتراك شهري يصل إلى ثلاثة آلاف ريال، حيث حددت إخصائية التغذية السعرات الحرارية اللازمة لها في كل وجبة على أن تصلها الوجبات في موعد محدد، وقالت ''فوجئت بعدم انتظام المواعيد، فإحضارهم الوجبات الثلاث لي يكون في الظهر تقريبا مما يضطرني إلى استعمال الميكروويف للتسخين والذي لا تخفى مضاره، كما أني وجدت إهمالا في متابعة الوزن وكذا زادت شراهتي للأكل، وكأن الأمر ماديا قبل أن يكون إنسانيا وبعدها لم أجدد الاشتراك.
أما ريم خالد فقالت إنه يمكن الاستغناء عن مراكز الدايت باتباع برنامج غذائي منظم، وسلوك صحي والاهتمام بالرياضة، دون اللجوء إلى مثل هذه المراكز والتي تشكل عبئا ماليا قد لا يستطيعه الأغلبية، وكذا يعود على الاتكالية''، وأضافت ''هي مجرد كماليات لغرض الظهور الاجتماعي''.