المدارس الأهلية.. إعلانات براقة ومضمون غير مرض

المدارس الأهلية.. إعلانات براقة ومضمون غير مرض

المدارس الأهلية.. إعلانات براقة ومضمون غير مرض

بدأت المدارس الأهلية في مختلف مناطق الرياض توجيه الدعوات لأولياء الأمور لتسجيل أبنائهم من خلال المنشورات واللوحات الإعلانية التي ملأت شوارع الرياض، وغطت كثيرا من أعمدة الإنارة القريبة من الإشارات المرورية مستغلين فرصة توقف المركبات ليتأملوا في هذه الإعلانات، حيث تحرص كل المدارس على عرض كل ما لديها من برامج ومناشط تربوية، الأمر الذي أثارت تلك الإعلانات تساؤلات كثيرة لدى أولياء الأمور حول مصداقيتها ومدى تطبيقها وفائدتها التي تعود على الطالب، ومتابعة الوزارة لها.
حول هذا الموضوع أشار وكيل إحدى المدارس الثانوية غرب الرياض فضل عدم ذكر اسمه إلى أن ما تقدمه المدارس من إعلانات وعروض ليس صحيحا تماما، فما يعلن عنه يقدم ولكن غياب المقاييس لدى وزارة التربية والتعليم يجعل الأمر فيه كثير من الفوضى، وقال ''عندما تعلن إحدى المدارس برامج لتطوير الذكاء للطلاب فإنها تكتفي بتقديم محاضرة في الشهر، أما في مجال التعليم الإلكتروني، فإن المدرسة تعمل على تجهيز فصل واحد يزوره الطلاب مرة كل أسبوع، ما يجعل المدرسة تخرج من النقد أو عدم المصداقية، مبينا أن هناك قضية أهم من ذلك لا ينتبه إليها أولياء الأمور وهي المستوى الذي يكون عليه المعلمون وهم الأهم، فمجرد وضع إعلان عن تدريس اللغة الإنجليزية للمرحلة الابتدائية حتى يتسابق أولياء الأمور لتلك المدرسة دون البحث في كيفية تدريس تلك المادة ومستوى تأهيل المعلمين.
من جانبه، أشار يزيد الراجح أحد أولياء الأمور إلى أن ما يعلن عنه لا يطبق تماما، وليس هناك متابعة من الوزارة لما يعلن حول البرامج التي تقدمها بعض المدارس، وذكر الراجح أن هذه الشعارات التي ترفعها المدارس تحتاج إلى تقييم واستمارات تعد من قبل الوزارة وتعبأ من قبل أولياء الأمور حول ما يقدم في المدرسة وعند الاكتفاء برأي مدير المدرسة أو الزيارات الميدانية التي يقوم بها المشرفون.
في حين أكد الدكتور خالد بن سعد السحيم مدير عام التعليم الأهلي والأجنبي في وزارة التربية والتعليم أن ما تقدمه المدارس الأهلية من برامج خارج المنهج الدراسي لا يتطلب موافقة الوزارة، مشيرا إلى أن هناك متابعة دقيقة لما تقدمه المدارس من خلال الزيارات الميدانية التي يقوم بها المشرفون التربويون في جميع التخصصات الدراسية، إضافة إلى وجود مشرف مقيم ''مدير المدرسة'' وهو عين الوزارة وإدارة التربية والتعليم التي ترصد وتعالج أي ملاحظات ويقود عملية التطوير في المدرسة لما يتمتع به من خبرات اكتسبها من المواقع التي شغلها قبل تكليفه بإدارة المدرسة الأهلية.وأوضح مدير عام التعليم الأهلي والأجنبي أن تلك البرامج هي برامج تسهم في بناء شخصية الطالب بشكل متكامل في جوانبها الاجتماعية والدينية والإنسانية والرياضية، وأضاف ''نحن لا نفترض سوء الظن في المدارس الأهلية''، مشددا على أن ولي الأمر هو صاحب القرار في اختيار الأنسب لأبنائه، وهو في موقف القوة لأن أمامه خيارات متعددة من مدارس أهلية ومدارس حكومية، وبإمكانه نقله إلى أي مدرسة أخرى في حال عدم مناسبة ما يقدم لما يتوقعه من تلك المدرسة.
وأبان الدكتور السحيم أن الوزارة لا تتدخل في العلاقة بين ولي الأمر والمدرسة الأهلية إلا في حالة وجود شكوى من ولي أمر طالب حول أي شيء يتعلق بما يقدم في تلك المدارس، وأضاف ''نسبة التعليم الأهلي لا تتجاوز 10 في المائة، فيما تبلغ نسبة التعليم الحكومي 90 في المائة''، مشيرا إلى أن المدارس الأهلية تصنف إلى أربعة مستويات ويتم ذلك من خلال فرق تقييم المدارس الأهلية بناء على معايير شاملة ومحددة تشمل محاور المبنى والتجهيزات والمعلمين والطلاب والإشراف والتطوير التربوي وغيرها، وكل محور يوجد عدد من العناصر لقياسه.
وزاد الدكتور السحيم ''الإعانة المالية السنوية التي تقدم للمدرسة الأهلية مرتبطة بهذا التقييم''، منوها إلى أن اللجان تبلغ مالك المدرسة بأبرز الملاحظات على مدرسته ليتسنى له معالجتها كما يتم متابعة التنفيذ أولا فأول.

الأكثر قراءة