أحياء الرياض الشعبية.. شوارع صغيرة تجبر أهاليها على النزوح
أحياء الرياض الشعبية.. شوارع صغيرة تجبر أهاليها على النزوح
يضظر سكان الأحياء الشعبية في العاصمة للبحث طويلا لإيجاد مواقف لسياراتهم أثناء حضورهم لمنازلهم، بل ربما يصل بهم الأمر إلى أن يقفوا في مواقع بعيدة عن منازلهم ليتمكن من حصولهم على موقف بسبب ضيق الشوارع وعدم جود مواقع خالية من العمائر والتي تحد من تكدسات تلك السيارات، كما أن بعض سكان تلك الأحياء ــ والتي لم تنظم بالشكل النموذجي ــ سلك طريقة جديدة من خلال وضع لوحات أمام باب منزله أو شقته التي يسكن فيها مبينا فيها عدم الوقوف أمام الباب وربما يصل بهؤلاء السكان إلى تهديد من يقف أمام منازلهم بعبارات تصل إلى تفريغ الإطارات من الهواء وكذلك سحب تلك السيارة أو إلحاق الضرر بها.
في جولة قامت بها «الاقتصادية» على عدد من تلك الأحياء الشعبية التقت خلالها عدداً من السكان الذين تحدثوا بمرارة بسبب تلك الشوراع الضيقة والتي وصفها أغلب السكان بالممرات لصغرها وكثرة المباني والسكان.
في حي الشميسي وسط العاصمة التقطت عدسة»الاقتصادية» مناظر من معاناة ذلك الحي وما يعانيه سكانه من عشوائية المنازل والشوارع وضيقها والتي سببت مشكلات كثيرة ومتكررة بين سكان تلك الأزقة وجيرانهم، حيث إن الكثير من السكان يلجؤون إلى إيقاف سياراتهم بعيدا عن منازلهم لعدم وجود مكان بجوار مساكنهم، كما أن الوقوف في شارع ضيق لا يتجاوز عرضه خمسة أمتار من شأنه أن يعرض السيارة للضرر من المركبات التي قد تسير حينها.
وتحدث محمد السبيعي أحد سكان حي الشميسي قائلا: «أعاني كثيرا أثناء قدومي للمنزل وذلك بسبب عدم قدرتي على إيجاد مكان مخصص لمركبتي بجوار مسكني»، مشيرا إلى أن أغلب الشوارع ضيقة وتعد ممرات وليست شوارع فكيف لأصحاب المنازل أن يقفوا سياراتهم في تلك الطرقات خصوصا أن هناك الكثير من زوار ذلك الحي يرغب في المرور من تلك الطرقات، فإذا تم إيقاف مركبتين بجوار بعض فإنه سيتم إغلاق الشارع بشكل نهائي ويصعب الخروج من تلك الطرقات الضيقة.
ويضيف السبيعي «المعانات مستمرة ولانعلم ما الحلول لتلك الأحياء الشعبية والتي في الأونة الأخيرة قام سكانها من السعوديين بهجرها والانتقال للأحياء الجديدة والتي يتم تخطيطيها بشكل يجعل سكانها في راحة، مضيفا أن نسبة المباني والعمائر في تلك الأحياء الشعبية كبيرة ولا توجد أراض خالية إلا قليل جدا، وإذا وجدت فإن الكثير من السكان قد حولها لمواقف لمركباتهم.
في حي عتيقة، وسط العاصمة لم تكن المعاناة أقل حالا منها في الشميسي، بل إن الكثير من السكان اضطر إلى وضع الكثير من اللوحات والأوراق على مدخل مسكنه بتهديد من يقف أمام منزله باتخاذ إجراءات قاسية بحق المركبة المخالفة، ولعل أبرز ما كتب في تلك اللوحات التهديد بتفريغ الإطارات من هوائها وكذلك سحبها.
«الاقتصادية» التقت هناك محمد عاشور الذي وصف مواقف حي عتيقة بالمعدومة والتي يصعب على أصحاب السيارات القاطنين في الحي إيجاد مكان بجوار مسكنهم، حيث يضطر الكثير من السكان إلى إيقاف مركباتهم بجوار سوق عتيقة والذهاب سيرا على الأقدام إلى منازلهم بسبب عدم وجود مواقف.
ويشير عاشور إلى أنه يتمنى من أمانة الرياض إيجاد حلول مناسبة لسكان تلك الأحياء الشعبية من خلال إيجاد مواقف حتى لو وصل الأمر إلى دفع رسوم رمزية شهرية مقابل ذلك، مشيرا إلى أن تلك المواقف ستحل أزمة لسيارات السكان وكذلك حفظها من سلب محتوياتها أو سرقتها.