وسائل إعلام أجنبية: الاستهداف الفاشل يدل على استمرار خطر الإرهاب
تناولت الصحف الأجنبية والعربية ووكالات الأنباء حادثة الاغتيال الفاشل الذي تعرض له الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية بشكل واسع.
حيث قالت صحيفة الفايننشال تايمز تحت عنوان «أحد أفراد الأسرة المالكة السعودية ينجو من محاولة اغتيال»إن الهجوم الفاشل يعد أول محاولة لاغتيال عضو في الأسرة المالكة منذ أن بدأت القاعدة حملة لزعزعة استقرار المملكة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، مشيرة إلى أن المملكة التي تعد أكبر دولة مصدرة للنفط ، ومسقط رأس أسامة بن لادن، تصاعدت وتيرة الهجمات الإرهابية فيها بعد غزو العراق عام 2003، حيث بدأت في أيار (مايو) 2003 القاعدة في استهداف المنشآت النفطية والمدنية والمباني الحكومية، وقالت إن وزارة الداخلية تمكنت من إحباط نحو 160 هجمة إرهابية بنجاح تحت قيادة الأمير محمد ضد الجماعات المسلحة واعتقال الآلاف.
ونقلت الصحيفة تصريحا سابقا على لسان الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أن المملكة اعتقلت نحو تسعة آلاف شخص لأسباب أمنية منذ عام 2001، منهم 3106 كانوا لا يزالون محتجزين.
وأضافت الصحيفة نفسها تحت عنوان «جدة هجوم انتحاري يظهر تهديد دائم» أنه في حين أن تهديد الإرهاب في المملكة الغنية بالنفط قد انحسر في السنوات الأخيرة ، فإنه لا يزال واقعا مخيفا، وقال كريستوفر بوسيك ، الخبير في شؤون الجماعات المتشددة في واشنطن «هذا الهجوم يدل على التهديد المستمر للإرهاب في المملكة، ولو كان الهجوم أسفر عن مقتل أو جرح خطير للأمير محمد كان يمكن أن يكون أمرا كبيرا لزيادة الدعاية لتنظيم القاعدة».
في حين قالت صحيفة اللوموند الفرنسية إن الهجوم هو الأكبر من نوعه من جانب الفئة الضالة في المملكة منذ عام 2006، في الوقت الذي تقود فيه المملكة حملة شرسة على مقاتلي تنظيم القاعدة في البلاد والتي نجحت في قتل أو اعتقال معظم قادتها بعد سلسلة من الهجمات التي بدأت في عام 2003، الأمر الذي أجبر هذه الفئة إلى نقل عملياتها إلى اليمن، حيث عدم الاستقرار والفقر، ما مكنها من أن تترسخ.
أما وكالة الأنباء الإماراتية فأدانت على لسان عبد الرحمن العطية الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية محاولة الاغتيال التي تعرض لها الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي، وقالت الوكالة إن العطية جدد وقوف دول مجلس التعاون الخليجي متضامنة مع المملكة في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار باعتبار أن أمن المنطقة كل لا يتجزأ، وقال العطية «مثل هذه المحاولة الإرهابية الفاشلة لن تفلح في ضرب الأمن والطمأنينة والاستقرار الذي تنعم به المملكة في ظل قيادتها الحكيمة التي لم تأل جهدا في عمل كل ما من شأنه أن يحقق أسباب الرفاه والأمن والأمان للمواطنين والمقيمين على أراضيها»، مؤكدا أن ما تقوم به هذه الفئة المنبوذة في مجتمعات دول المجلس من أعمال إجرامية يدل - وبدون أدنى شك - على انحرافها عن النهج القويم والصراط المستقيم، مشددا في الوقت نفسه على المواقف الثابتة لدول المجلس التي تنبذ الإرهاب بمختلف أشكاله وصوره وأيا كان مصدره،.. ولفت إلى أن التعاون البناء والمثمر والمتواصل بين الأجهزة الأمنية في دول مجلس التعاون الخليجي قد أسهم في الحد من تحركات العناصر الإرهابية بل وإحباط مخططاتها الإجرامية خدمة لأمن واستقرار دول المجلس وشعوبها.