الحر والصوم يحولان أعمال البناء والترميم إلى المساء
الحر والصوم يحولان أعمال البناء والترميم إلى المساء
أجبر ارتفاع درجات الحرارة والصيام العمل الميداني لدى العمالة في العاصمة الرياض على العمل نهارا بدل العمل ليلا لتجنب تلك الأجواء الحارة وما يتبعها من تعب وإرهاق خصوصا هذه الأيام مع دخول شهر رمضان المبارك.
ويأتي تحول تلك العمالة التي تعمل في مجال العقار والبناء فترة عملها إلى الفترة المسائية لعدم قدرتهم على العمل خلال النهار بسبب صيامهم وامتناعهم عن الأكل والشرب، في حين يتطلب عملهم تزويد الجسم بالطاقة والسوائل باستمرار وهو ما يتعذر عليهم خلال نهار رمضان بسبب الصيام، كما أن العمل خلال النهار قد يعرض تلك العمالة إلى الإفطار، وهو ما أجبرهم على تحويل فترة عملهم إلى المساء ليتمكنوا من الحفاظ على صيامهم والقيام بأعمالهم على أكمل وجه.
واستفاد اصحاب المحال الكهربائية من ذلك التحويل بسبب لجوء الكثير من العمالة إليهم للتزود بمستلزمات الإنارة الليلية من أجهزة كهربائية وموصلات وتمديدات تساعدهم على أداء أعمالهم ليلا في إنارة كافية.
«الاقتصادية» التقت عددا من العمالة الذين بدأوا في أداء أعمالهم ليلا في أول أيام رمضان المبارك، ليؤكدوا أن العمل نهارا في شهر رمضان من الصعوبة بمكان، خصوصا أن درجة الحرارة في هذه الايام سجلت أرقاما مرتفعة تشكل لهم عائقا في غير أيام رمضان، فكيف سيكون الأمر خلال الصيام، مؤكدين أنهم قاموا بتجنب تلك المعوقات من خلال أداء عملهم في فترة المساء.
وأشار عدد من العمالة إلى أن الكثير من العمالة التي تعمل في المجال نفسه دأبت أخيرا على العمل في فترة المساء في شهر رمضان لتجنب الإرهاق، مشيرين إلى أن العمل في الليل أمتع وأفضل بحكم برودة الجو وقدرة الجسم على العمل في الليل وقت الإفطار.
من جانبه، قال الدكتور محمد نصيف إن العالم يشهد حاليا موجة حارة غير عادية ما أسفر عن تدهور في صحة البعض، مبينا أن التعرض للجو الحار يقود إلى مشكلات صحية خطيرة للعاملين ما لم يكن هؤلاء العاملون من المتأقلمين على العمل في الجو الحار، وما لم تتخذ الاحتياطات التي تمنع حدوث مثل هذه المشكلات الصحية، مشيرا إلى أن الجسم يحتاج يوميا إلى نحو 15 لترا من الماء وهذا يصعب فعله في فترة النهار، خصوصا للعمالة المسلمة، مشددا على أهمية عدم العمل في فترة النهار واستبدال العمل في فترة المساء ليتمكن العامل المسلم من أداء فريضة الصوم دون عناء أو إرهاق.
وأكد الدكتور نصيف أن المصاب يتطلب العلاج من خلال نقله لجو بارد، كما ينصح المصاب بأخذ حمام بالماء البارد، مع التجفيف التام للجلد، ودهنه بغسول الكالامينا لتخفيف المعاناة، وحتى مع العلاج فإن الحكة واحمرار الجلد قد يستمران لعدة أيام، و قد تطول المدة لأسابيع.