خصوصية رمضان .. بلا ترفيه

خصوصية رمضان .. بلا ترفيه

بدأت الأجواء الرمضانية تفرض متغيراتها على الحياة في العاصمة، وأصبحت الجدولة الزمنية تتغير بحسب متغيرات شهر رمضان المبارك، فالأماكن الترفيهية التي كانت تستقبل العائلات والشباب قبل بداية شهر الصوم انخفضت نسبة الزيارة فيها إلى أكثر من النصف بحسب ما أكده عدد من العاملين في تلك المتنزهات.
وأوضح عبد الله بادي المشرف المناوب على أحد المتنزهات الترفيهية أن موسم الصيف قد انحصر في المتنزهات في شهرين فقط، وذلك لدخول شهر رمضان المبارك ضمن الإجازة الصيفية، حيث أن معدلات البيع وتأجيرات الشاليهات خلال الأعوام الماضية سجلت انخفاضا في شهر رمضان بعد دخوله ضمن أجندة الإجازة الصيفية، حيث إن غالبية الأهالي يجتمعون في منازلهم خلال الشهر الفضيل، والبعض منهم يحبذ السفر إلى خارج مدينة الرياض للزيارات العائلية.
وقال بادي «رغم وجود برامج رمضانية تم إدراجها في هذا الشهر على مستوى محدود مثل الخيمة الرمضانية ومهرجان الإفطار، إلا أن هذه البرامج لا تلقى إقبالا واسعا من قبل الزوار مثلما البرامج الأخرى التي تكون في غير شهر رمضان.
في المقابل يقول المواطن صالح العصيمي «في هذا الشهر والذي نرغب أن يكون اجتماع العائلة إما في المنزل وإما في تأجير استراحة خاصة بعيدا عن المتنزهات والتجمعات، حيث عادة ما يحمل ذلك الاجتماع طابع الخصوصية، أما هذه المتنزهات فإن وقتها يكون خلال أيام الأعياد وعطلة نهاية الأسبوع في غير شهر رمضان، ويضيف العصيمي «غالبية الناس تتجه للأسواق لأخذ مستلزماتها لشهر رمضان، وقبل نهاية الشهر تكون الكثافة في الأسواق أكثر لقرب عيد الفطر المبارك، فلا يكون هناك مجال للترفيه والخروج لمثل هذه المتنزهات، حيث إنه في هذا الشهر تتغير جميع البرامج المتاحة في باقي الشهور».
وفيما يخص الشباب أوضح نواف القحطاني أن البرامج الترفيهية بالنسبة للشباب تكاد تكون محدودة مقارنة بتلك المتاحة للعائلات، ولكن غالبية الشباب يكون تجمعهم إما في الإستراحات الخاصة أو في الشقق المفروشة بعيدا عن زحام السيارات التي تصاحب أيام هذا الشهر الفضيل، إلى جانب المشاركة في المنافسات الرياضية المختلفة وخاصة كرة القدم والكرة الطائرة، فليس هناك قنوات ترفيه متاحة في غير شهر رمضان سوى هذه المنافسات او الاستراحات خلال الإجازة الصيفية كاملة، فكيف للشباب أن يطالبوا بها في شهر رمضان؟.
وأضاف «يجب أن تكون هناك برامج تثقيفية وتوعوية داخل الأحياء يتبنى تنظيمها أهالي الحي كي لا يذهب الشهر دون أدنى فائدة.
وعلقت أمل المحمد الإخصائية الاجتماعية على الأمر بقولها «أن روحانية شهر رمضان تفرض على الناس برامج مستجدة في حياتهم ، إلا أن هذه الروحانية افتقدت مع ظهور وسائل الاتصال المتقدمة والتي أتاحت للجميع التواصل دون عناء طرق المنازل، كما افتقدت السفرة الرمضانية التي تجمع العائلات كل أسبوع، وانحصرت التجمعات في الأعياد من خلال التواصل عبر الرسائل النصية القصيرة أو من خلال الهاتف الجوال. وتضيف المحمد «مثل هذه الأجواء يجب على المتجتمع أن يتبناها كي لا تندثر العادات الرمضانية وتفتقد أواصر المحبة بين الناس، فمثل هذه العادات تساعد على تقوية الترابط الأسري، وتنمي روح الانتماء لدى الصغار».

الأكثر قراءة