أرصفة أسواق العاصمة تتحول إلى بسطات مفتوحة!

أرصفة أسواق العاصمة  تتحول إلى بسطات مفتوحة!

تحولت أرصفة أسواق العاصمة في الآونة الأخيرة إلى موقع استراتيجي للباحثين عن قوت يومهم من الباعة البسطاء، ولا تعدو تلك المواقع كونها مربعا صغيرا بأرضية بسيطة من الفرش والكرتون وطاولة الخشب تقف خلفها امرأة، تبيع البضائع المقلدة أو المشغولة باليد التي تستهوي المرأة السعودية الكبيرة بالسن غالبا. وأسواق العاصمة تحولت أرصفتها إلى معارض أو « بسطات « مفتوحة لجميع المنتجات، من ملابس وأحذية وخياطه، وقد يتطور الأمر لعيادات شعبيه ووصفات طبية، ومواعيد على الجوال. «الاقتصادية» قامت بزيارة ميدانية لعدة أسواق في العاصمة، التقت خلالها عددا من البائعات والزبائن، بداية ذكرت أم فهد صاحبة بسطه أنها تزاول هذه المهنة منذ أكثر من 17 سنة، مضيفة: «أن البيع اليوم اختلف عن السابق، فلم يعد هناك دخل يتناسب مع ما نجده من معاناة، فكون المكان رديئا، فنحن نعاني من جلوسنا على الأرصفة، إلا أن الحاجة أجبرتنا»، ثم توضح أن عدم استئجار مكان في المباسط الداخلية للنساء هو لارتفاع أثمان الإيجارات التي لا تتناسب مع الدخل، وعن السعر قالت: إن أسعارنا مثل أسعار المحال فنحن نستورد من المكان نفسه، ونشتري جميعاً بضاعتنا من البطحاء، ثم إن الزبون يبحث عن السعر المتدني سواء في بسطه أو محل، إلى ذلك تذكر أن البائعات في البسطات متعاونات فيما بينهن ولا يوجد شيء من المنافسة أو الأنانية فالكل يبحث عن الرزق .
أما البائعة أم سعود الحربي فقالت بدأت العمل من 16 سنه تقريباً، وأوضحت أن الدخل المادي للبسطة يختلف على حسب المواسم، فالدخل متذبذب حيث يصل مرات إلى 30 ريالا وقد يرتفع إلى 200 ريال في اليوم، ثم تكشف معاناتها من البلدية، وسوء التصرف من قبلها، موضحة أن المراكز التجارية لم تؤثر في دخلها، كونها تتابع الجديد من البضائع وتحاول جلبه ، وقالت: «كما أننا بحكم خبرتنا في البيع والشراء لدينا القدرة على التفريق بين المقلد والأصلي، إلا أن ما نعانيه من المرأة مفاصلتها بالأسعار، حيث تطلب أقلها، بينما تأخذ البضاعة نفسها من المحال بسعر مرتفع، وعن نوعية البضاعة قالت : العطور والملابس والأحذية والمنتجات الجلدية كالمحافظ والميداليات.
أما الزبونة نورة عبد العزيز فقد ذكرت أن أغلب حاجياتها تتوافر في الأسواق الشعبية، فهي من مرتادي المراكز الكبرى إلا أنها ما زالت تتردد على البسطات النسائية، ثم توضح بقولها إن أسعارها متدنية أسوة بالمحال التجارية، و تختم حديثها بأنهن نساء محتاجات فلا عيب من مساعدتهن بطريقة لبقة. وأشارت سارة محمد إلى أن غلاء الأسعار يبعدها عن المراكز، على الرغم من أن البضاعة نفسها وليس هناك فرق من ناحية الجودة، لذا تشتري بضاعتها من المباسط بأقل الأسعار، ولا تنوي تغييرها، وعلى حد قولها إنها تذهب إلى المراكز الكبرى فقط لتشاهد الموديلات والموضة من ناحية ومن ناحية أخرى للتسلية كونها تضم مطاعم وملاعب. وبزيارة بسيطة للمكان المخصص للمباسط النسائية، وجدنا أن ما اعتبرته بائعات الأرصفة مرتفع الإيجار لا يعدو كونه مكانا ذا ممرات ضيقة يفصل بين كل قطعة وأخرى قماش، يجمع ما يقارب 500 محل يشترك بعض النساء بعدة محال تتفاوت البضائع فيها، إلا أن الغالب عليها تقديم الاستشارات الطبية الشعبية، فمن المعالجة بالأعشاب، إلى المرأة التي تقوم بالكي على حسب المرض، إلى وجود مبسط كصيدلية تصطف فيه مئات القوارير ذات الفاعلية على حد قول البائعات.

الأكثر قراءة