«سيارات تالفة» في الرياض .. البثور تشوه وجه «المدينة الجميلة»

«سيارات تالفة»  في الرياض .. البثور تشوه وجه «المدينة الجميلة»
«سيارات تالفة»  في الرياض .. البثور تشوه وجه «المدينة الجميلة»

تثير أشكالها كثيرا من علامات الاستفهام، وتدعو للعديد من التساؤلات، من المسؤول؟ وعلى من يقع اللوم؟ خاصة أن هناك سيارات بلا هوية تنتشر في كثير من أحياء الرياض، لا يعرف أصحابها، سيارات أصبحت جزءا من المكان وعلامة مميزة له، سيارات يعلوها الغبار، تتناقص كل يوم فتصبح قطعة حديد لا تصلح إلا للكبس فقط، تجبر السكان للابتعاد عنها، فيتركون مسافة كافية بينهم وبينها.
يذكر يوسف الغامدي الذي عايش رحلة إحدى السيارات وهي تنتقل من مكان إلى آخر في الشارع نفسه دون سائق يقودها، أو إطارات تحملها، ففي كل يوم يرى جزءا منها قد تغير، فلم يسلم جسمها من ضرب بالأقدام وكأنه انتقام منها، واستغرب الغامدي وجودها بهذا الشكل وهذا المنظر لمدة تزيد على أكثر من عام دون أن تزال من ذلك المكان، ويتساءل الغامدي: أين صاحبها، وأين الجهات الرقابية التي تتولى مسؤولية نظافة المكان، ومتابعة ما يحصل في الشوارع؟

#2#

ليست تلك هي السيارة الوحيدة بل قد لا يخلو حي من أحياء الرياض من وجود مثل هذه النوعية من السيارات، بعضها يحمل ملصق البلدية الفرعية الذي كتب عليه'' تتمنى لكم أطيب الأوقات، وتأمل تعاونكم بالقيام بالإزالة في مدة عشرة أيام، وفي حالة انتهاء المدة دون التعاون في الإزالة فإن البلدية ستقوم بالإزالة دون أدنى مسؤولية تجاه ما يحصل جراء ذلك'' وإلى جانب ذلك الملصق تكثر ملصقات أخرى تحمل عبارات منها ''أخي صاحب السيارة نتمنى لك السلامة إذا رغبت في بيع السيارة تشليحا أو غيره'' وبجانبها أرقام الجوالات، في المقابل يوجد الكثير من السيارات التي لم تصل لها يد المسؤول، ولم تحمل إلا ملصقات التجار الراغبين في الشراء.
يزداد الأمر سوءا وتتراكم السيارات المشوهة للمنظر العام، الذي يتنافى مع الرياض المدينة النظيفة عندما تقترب من ورش السيارات التابعة لمحطات الوقود، يعلل صالح علي أحد العاملين في ورشة للسيارات سبب تكدسها إلى إهمال أصحابها، ويشير صالح إلى إحدى السيارات الواقفة على بعد 50 مترا بأن صاحبها أحضرها قبل عشرة أشهر ولم يأت لأن إصلاحها مكلف بالنسبة له.
ويضيف صالح ''هناك الكثير من المشاكل التي تنشأ أحيانا بين بعض الزبائن وأصحاب الورش عندما توضع خارج الورشة''.
من جانب آخر وحول هذا الموضوع ذكر المهندس أحمد البسام مدير عام النظافة آلية التعامل مع السيارات التالفة أنها تنقسم إلى قسمين: سيارات مهملة وهي تكون صالحة للاستخدام وتكون متروكة في الشوارع أو المواقف العامة وتحدث عائقا مروريا أو محذورا أمنيا وهذه تتعامل معها وزارة الداخلية، في حين يكون النوع الثاني وهو من اختصاص الأمانة وهي السيارات غير الصالحة للاستخدام وتشوه المظهر العام.
وأكد البسام أن البلديات الفرعية تتولى متابعة مثل هذه السيارات من خلال معرفتهم بالسيارات التي في الأحياء، وتقوم البلديات بالتأشير عليها وتنبيه أصحابها إلى أنها ستزال.
وأشار البسام إلى أن الأمانة رفعت خلال الأشهر السبعة الماضية أكثر من 1800 سيارة.
المواطنون طالبوا من خلال ''الاقتصادية'' أثناء جولتها وتصويرها للسيارات التالفة، بأن تتولى إحدى الشركات الوطنية مسؤولية رفع السيارات التالفة من الشوارع والأراضي الخالية، والاحتفاظ بها حتى يأتي أصحابها، وأشار خالد العتيبي أحد المواطنين إلى أن بقاء السيارات في الشوارع إضافة إلى تشويه المكان، فإنها خطر أمني حيث يمكن أن تستغل في الجرائم من خلال استخدام اللوحات، وأضاف العتيبي ''في ظل التقنيات الحديثة ألا يمكن أن تتواصل الجهات المعنية مع أصحاب المركبات وإشعارهم برسائل قصيرة عبر أجهزة الهاتف المتحرك بدلا من الآلية القديمة، وبذلك تضمن وصول الرسالة واختصار المدة''.

الأكثر قراءة