فروقات الأسعار «الطفيفة»..عين المستهلك تتجاوز حقيقة الأرقام!

فروقات الأسعار «الطفيفة»..عين المستهلك تتجاوز حقيقة الأرقام!

يعمد عارضو السلع إلى وضع أسعار رباعية في معظمها تلامس سقف السعر المرتفع وإنما باستخدام “الإيحاء” بأنها سلع “رخيصة”، وهنا تبدو صعوبة الموقف الذي يواجهه المشتري في تحديد غايته، نتيجة الحيرة التي يجدها من فروقات الأسعار “المغرية” شكلا و”المحبطة” مضمونا. ويظل هاجس السعر عند التوجه لشراء سلعة معينة عاملا تسويقيا مهما يستخدمه الباعة في جذب المشترين، وإن اختلفت الأسعار وتباينت مستويات جودة المنتجات المعروضة، فإن العلاقة بين البائع والمشتري تأخذ شكل العلاقة الطردية، من حيث العرض ونوع المعروض والطلب ومستوى المطلوب. ويبدو الأمر في مجمله أشبه ما يكون باللعبة ذات الأطراف المتعددة، إذ يعمد عارضو السلع على اختلاف استخداماتها إلى إضفاء صفة “الجودة العالية” و”السعر المناسب”، ويذهبون بعيدا في طرق الفكرة وتسهيل انسيابها في عقلية المستهلك، بدء بإعلانات الشوارع وانتهاء بصالات العرض، ليرى الفرق واضحا بين الظرفين المكانيين. أحد المواطنين التقيناه في مجمع لبيع الأجهزة الكهربائية، وعرض معاناته مع اختيار السلع والوقت الطويل الذي يقضيه في سبيل الحصول على مبتغاه، وهنا تحدث المواطن عن فروقات الأسعار “الطفيفة” وتأثيرها المباشر في توجيه الرغبة الشرائية فقال :”أحضر إلى هذا المجمع منذ ما يقارب الأسبوع وفي نيتي الشراء، إلا أنني أصطدم دائما بعاملي “السعر” و”الجودة”، وكل ما أخشاه عند الشراء هو فقدان الاثنين معا، إضافة إلى الوقت المهدر سابقا، والجهد المضني في البحث والسؤال والوقوف لأوقات طويلة، أما ملاحظته على الأسعار فتحدث عنها بلهجة “المخدوع” أو “المستغل” قائلا: “أشعر بالضيق عند السؤال عن السعر، ألاحظ التمايز الفردي “الطفيف” الذي تتحدد بموجبه المميزات فمثلا تجد السعر 2895 ريالا ولسلعة أخرى تجده ثلاثة آلاف ريال بمواصفات أعلى نسبيا، وأعيش حالات المقارنات بين سلعة وأخرى، فأقع في حيرة الاختيار أيهما الأجدر بالاقتناء”، رابطا الأمر برمته بقدرته الشرائية أو بما سيوفره. متسوق آخر رأى الأمر من منظور آخر فقال:”المسألة طبيعية لأن المعيار في تحديد السعر هو نوعية السلعة وجودتها، بالنسبة لي، أهتم بالعلامة التجارية أو الشركة المصنعة، بناء على اسمها وكثرة الطلب على منتجها، بل أجدها ضرورية، أما السعر فليس بالعائق أمام رغبتي في اقتناء السلعة التي أرغبها، إضافة إلى توفر المميزات التي أحتاج إليها”، فيما اختلفت آراء متسوقين آخرين حول فروقات الأسعار، إلا أن الغالبية أجمعوا على أنه من الأفضل زيارة أكثر من مكان والسؤال عن نفس السلعة المطلوبة ومميزاتها، وصولا إلى اختيار موفق يجمع ما بين السعر والجودة، وبالتالي الاطمئنان لقرار الشراء.
إنشرها

أضف تعليق