تجار الأغنام يهنئون الزبائن بقدوم رمضان بزيادة 25 %
تفاعل سوق الأغنام سلبا مع قرب حلول شهر رمضان حيث ارتفعت الأسعار إلى أكثر من 25 في المائة بدون أسباب مقنعة سوى استغلال الإقبال المتزايد على الأغنام بمناسبة قرب حلول الشهر الكريم الذي يشهد حرصا على طهي أنواع مختلفة من الأطعمة، دون أي مراقبة أو مساءلة توقف ذلك الاستغلال.
“الاقتصادية” التقت عددا من المستهلكين الذين أبدوا تذمرهم من المزاجية التي يتعامل بها تجار الأغنام من ناحية الأسعار التي تفرض دون حسيب أو رقيب.
يقول عبد الرحمن الدريهم الذي وجدناه يهم بشراء خروف من أجل موائد رمضان، إن الأسعار في السوق بعيدة كل البعد عن الواقعية، فقبل شهرين فقط ابتاع خروفا “نعيمي” بـ 700 ريال إلا أنه فوجئ الآن بالأسعار حيث وجد السعر قد قفز إلى ألف ريال دون وجود قابلية للتفاوض بسبب الازدحام والطلب الكبير على الأغنام، مضيفا أنه عندما حاول مناقشتهم حول سبب الارتفاع أكدوا له أن الأسعار محددة ولا تحتمل المجادلة، وقال “أحدهم قال لي بالحرف الواحد، هذه أسعارنا، وإذا لم تنل إعجابك فعليك التوجه إلى سوق الدجاج بدلا من سوق الأغنام”.
من جهته أكد محمد الدوسري الذي التقته “الاقتصادية” بعد ساعتين من بحثه عن سعر مناسب بحسب قوله، أن ارتفاع الأسعار يبدو متقاربا لدى جميع الباعة، وأساليب الإقناع لديهم أيضا متشابهة جدا، فالضبابية وعدم اقتناع المواطنين بالأسعار المفروضة منتشران إلى حد كبير بين الزبائن، الذين فوجئوا بهذا الارتفاع بسبب قرب رمضان، متسائلا “من يستطيع أن يحمي المواطنين من هذا الارتفاع في الأسعار؟”، مبينا أن أقل رأس من الأغنام يمكن الحصول عليه في السوق يتجاوز 850 ريالا، فيما يصل البعض منها إلى 1200 ريال وهو سعر مبالغ فيه، مؤكدا أن أكثر ما يضايقه في السوق هو العشوائية التي تسود فرض الأسعار.
في هذا الصدد لفت مساعد العنزي إلى أنه قبل شهر واحد اشترى عشرة ذبائح مقابل 800 ريال للرأس الواحد، إلا أن قرب رمضان أجبره إلى النزول للسوق من جديد لشراء عدد من الأغنام، ليفاجأ بحجم الارتفاع في الأسعار الذي كان بمثابة الصدمة له، بعد أن برر له التجار والباعة حصول زيادة قدرها 250 ريالا خلال شهر واحد بسبب قرب حلول شهر رمضان، وهو السبب الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال مقنعا أو مبررا.
وطالب العنزي الجهات المسؤولة بفرض تسعيرة معينة حتى يعود السوق إلى حالته الطبيعية، ويتلاشى جشع تجار الأغنام الذين يعلمون أن المواطن يحتاج إلى لحوم الأغنام خاصة في شهر رمضان، فيستغلون ذلك بحسب أهوائهم دون مراعاة لظروفه وأوضاعه المادية. من جهته، وصف محمد البلوشي أحد تجار الأغنام الأسعار بأنها طبيعية إذا ما قورنت بقدوم شهر رمضان الذي يعد من المواسم المهمة لديهم، حيث أكد أن بيع الأغنام كغيرها من التجارات تحكمها المواسم سواء بالارتفاع أو الانخفاض، مبينا أن الارتفاع لم يتجاوز 20 في المائة كضريبة موسم، وأن عمليات البيع تتم بشكل كبير، ما يؤكد أن الارتفاع طبيعي، وإلا لما أقدم الناس على الشراء بأعداد كبيرة.
وحول الرقابة على الأسعار أكد البلوشي أنه يبيع في السوق منذ ثمانية أعوام ولم تتم مساءلته ولو مرة واحدة عن سبب فرضه سعرا معينا، فالزبون يعبر عن رفضه وقبوله للأسعار بالشراء من عدمه، كاشفا بان أسعار الأغنام يحكمها صاحبها، حيث إنه الوحيد الذي يقرر كم يكسب في الرأس الواحد.