وقعنا اتفاقيات مع متاحف عالمية .. وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في القطاع السياحي من ضمن مبادراتنا

وقعنا اتفاقيات مع متاحف عالمية .. وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في القطاع السياحي من ضمن مبادراتنا

سعادة رئيس تحرير جريدة ''الاقتصادية'' المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اطلعنا على مقال الكاتب طلعت زكي حافظ. في العدد رقم 5764 وتاريخ 1/8/1430هـ بعنوان: ''تعامل هيئة السياحة مع القضايا الأساسية.. ليس بالكلام العابر''.
ونود في البداية أن نعبر عن تقديرنا للكاتب الكريم ونثمن له اهتمامه المتواصل بالسياحة الداخلية وتناولها في مقالاته الصحافية وبرامجه التلفزيونية، والهيئة العامة للسياحة والآثار تتطلع بالفعل إلى الاستفادة مما يكتبه الاقتصاديون المتخصصون أمثال الكاتب القدير عن السياحة الداخلية.
وإشارة إلى ما ذكره الكاتب من أن هناك عددا من القضايا الأساسية التي لا تزال تحتاج إلى تركيز الهيئة خلال المرحلة المقبلة، فإننا نود التأكيد على أن ما تناوله المقال من قضايا مهمة وجوهرية لم تغب عن اهتمام وتركيز الهيئة ضمن عدد من البرامج والمشاريع التي تعمل عليها والتي تضمنتها في الأساس استراتيجية تنمية السياحة الوطنية التي أقرتها الدولة عام 1425 هـ، والهيئة تعمل بالاعتماد على التنسيق والتكامل مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص في سبيل تطوير السياحة والفرص معا بما في ذلك ما يتعلق بالاقتراحات التي تناولها الكاتب نشير في ذلك إلى ما تقوم به الهيئة في مجال تحقيق هذه الاقتراحات، ومن ذلك ما يلي:
(1) ذكر الكاتب أهمية غرس وتعزيز مفاهيم السياحة المحلية لدى أفراد المجتمع، ونشير في هذا الصدد إلى برنامجين رئيسيين تنفذهما الهيئة وحققا نتائج جيدة، أحدهما برنامج التربية السياحية المدرسية (ابتسم) الذي تنفذه حاليا الهيئة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ويسعى إلى إعداد جيل يحمل مفاهيم إيجابية عن السياحة، وتعميق المفاهيم الصحيحة للثقافة السياحية في المجتمع التعليمي، ومن المتوقع أن يستكمل البرنامج بنهاية هذا العام تدريب 263 ألف طالب وطالبة في مختلف مناطق المملكة.
والثاني برنامج (السياحة تثري) لتهيئة المجتمعات المحلية الذي تنفذه الهيئة والذي حقق نجاحا ملموسا في ترسيخ المفاهيم الإيجابية نحو السياحة المحلية وأثرها ومدى الحاجة إليها كصناعة بين فئات عدة من المجتمع، حيث نفذ البرنامج خلال العام الماضي وهذا العام 66 ورشة عمل في عدد من مناطق المملكة بمشاركة 2340 فرداً من قيادات المجتمع المحلي، ويمكن الاستزادة عنهما من خلال www. scta. gov. sa.
(2) فيما يتعلق بمطالبة الكاتب بالتشجيع على إيجاد جمعيات مجتمع مدني، تكون من ضمن مهامها رعاية مصالح القطاع السياحي، واقتراح الوسائل الكفيلة بتطويره، فإننا نشير في هذا الشأن إلى إقرار مجلس الشورى لمشروع نظام بهذا الخصوص ونتطلع إلى إقراره من مجلس الوزراء، وبعد إقرار ذلك المشروع من مجلس الوزراء سيكفل للجمعيات المهنية السياحية في قطاعات الإيواء، ووكالات السفر ومنظمي الرحلات، والإرشاد السياحي، القيام بدورها في تطوير هذا القطاع المهم الذي يعد القناة الرئيسة للتدفقات السياحية ويعول عليه كثيراً في تشجيع السياحة المحلية.
(3) تناول الكاتب تبني فكرة العروض المتحفية، ونود هنا الإشارة إلى أن الهيئة عملت على إقامة معارض كبرى في المملكة بالتعاون مع المتاحف العالمية مثل متحف اللوفر، ومعارض خارج المملكة للآثار، ويتم العمل حاليا على تنفيذ خطة لتطوير المتاحف والعروض المتحفية، تشمل تطوير المتحف الوطني بالتعاون مع اللجنة الاستشارية للمتحف، وتطوير ستة متاحف إقليمية قائمة، وإنشاء خمسة متاحف جديدة، وتطوير 14 مبنى أثريا وتاريخيا كمتاحف للمحافظات، وتوقيع اتفاقيات بين المتحف الوطني وعدد من المتاحف العالمية، وإنشاء مجموعة من المتاحف المتخصصة كدار القرآن الكريم في المدينة المنورة، ومتحف قصر حزام في جدة، وهذه المتاحف المختلفة سيكون لها دور كبير بعد الانتهاء منها في تطوير العروض المتحفية والنشاط المتحفي، كما أن الهيئة من خلال برنامج''ابتسم'' تعمل على توعية النشء بالثقافة المتحفية من خلال زيارتهم للمتاحف الموجودة في مناطقهم.
(4) أشار الكاتب إلى ضرورة ''تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في القطاع السياحي، من خلال توفير المناطق والأراضي السياحية بأسعار رمزية وبالذات في الواجهات السياحية، وكذلك توفير قنوات التمويل اللازم، بالدعوة إلى إنشاء صندوق أو بنك لتمويل المشاريع السياحية، على غرار صندوق التنمية الصناعي، وبنك التسليف الزراعي وخلاف ذلك'' وفي هذا الشأن نشير إلى أن الهيئة رفعت للدولة عددا من المبادرات تضمنت حزمة من الإجراءات المتعلقة بتشجيع ودعم الاستثمار في القطاع السياحي، ونشير في هذا الاتجاه إلى قرار مجلس الوزراء الأخير المتعلق بتنمية سبل الموارد المالية لتنمية السياحة في المملكة والذي تضمن إقرار تأسيس شركات للتنمية السياحية الداخلية تشارك الدولة في رأسمالها، وتكون من مهامها الأساسية تطوير الوجهات السياحية، وخاصة في المناطق السياحية الجديدة في المملكة، وإيجاد صيغ ملائمة لمشاركة صناديق الإقراض الحكومية في تمويل المشاريع السياحية الداخلية، وقيام الجهات الحكومية المالكة للأماكن السياحية بالعمل على استثمارها وتأجيرها لمدد طويلة من أجل تطوير وتشجيع الاستثمار فيها، وهذه من ضمن المبادرات التي رفعتها الهيئة للدولة في مجال تشجيع الاستثمار السياحي.
ختاما.. نقدر للكاتب ولجريدة ''الاقتصادية'' الاهتمام بالكتابة عن الشأن السياحي في المملكة، آملين نشر الإيضاح في الجريدة.
وتقبلوا تحياتنا، ، ،
ماجد بن علي الشدي
مدير عام إدارة الإعلام والعلاقات العامة

الأكثر قراءة