سكان العاصمة يعتمدون قاعدة «من كل سوق سلعة» بحثا عن التوفير
مع قرب شهر رمضان المبارك، لم يعد سكان العاصمة من المواطنين والمقيمين يشترون جميع السلع الغذائية وغير الغذائية التي يحتاجون إليها من سوق واحدة، بل إنهم يتنقلون من سوق إلى أخرى، ومن مركز تجاري كبير تتوافر فيه كل متطلباتهم إلى مركز مماثل، وهو الأمر الذي عللوه بتفاوت الأسعار في بعض المواد الغذائية بين تلك المراكز.
«الاقتصادية» جابت مختلف الأسواق وطرحت السؤال على سكان العاصمة ومقيميها لمعرفة سبب تلك الطريقة الجديدة رغم تشابه الأسواق والمراكز التجارية وتوفيرها جميع المتطلبات، وكانت المحصلة أن الجميع يبحثون عن السلعة الأرخص نظرا لفارق السعر بين المراكز والأسواق التجارية. وأبدى المواطن بندر الحاتم في بداية الجولة استنكاره لما يحدث في مختلف الأسواق والمراكز التجارية المنتشرة في شتى أرجاء العاصمة بقوله «ما يحدث في مختلف المراكز والأسواق التجارية أمر عجيب وغريب، فالسلعة التي تجدها في هذا المركز بـ 20 ريالا ربما تجدها في مركز آخر بسعر أقل بكثير من هذا السعر» مشيرا إلى أنه اكتشف هذا الأمر عن طريق الصدفة حيث كانت لديه منشورات عن العروض التي يقدمها كل سوق، موضحا أنه وجد فارقا كبيرا في الأسعار التي يقدمها هذا المركز أو ذاك ليس فقط في مختلف السلع بل في السلعة الواحدة، مضيفا «سعر الأرز أو الحليب أو أي سلعة غذائية لن تجدها بنفس السعر رغم أنها سلعة محددة، فأنا وجدت بمحض الصدفة أن الأرز الذي اشتريته بـ 65 ريالا من أحد المراكز اشتراه أحد الجيران بـ59 ريالا فقط»، مؤكدا أن هذا الأمر يسري على جميع السلع، مطالبا الجهات المختصة أن تضع حدا لهذا التلاعب. ويؤيده في ذلك المقيم وجدي إبراهيم، الذي أوضح أن تباين الأسعار في السلعة الواحدة بين مختلف الأسواق والمراكز التجارية في العاصمة يعني أن هناك تلاعبا من قبل تلك المراكز، وقال «لا يعقل أن التاجر سيمنح لهذا المركز السلعة بسعر ويمنحه لمركز آخر بسعر مختلف، فهذا أمر سيبعد عنه المصداقية، وفي اعتقادي أن أصحاب المراكز والأسواق التجارية هم الذين يحددون الربح لكل سلعة وهو ما يقود إلى الاختلاف في سعر السلع بين تلك المراكز والأسواق»، مشيرا إلى أن غالبية المقيمين وحتى المواطنين من ذوي الدخل المحدود يفضلون زيارة مختلف الأسواق لمعرفة الأسعار وشراء السلع الرخيصة الثمن لأنها توفر عليهم الكثير من المال خاصة حين يكون الشراء بكميات كبيرة بهدف التوفير من جهة، وتوفير السلع الغذائية التي يكثر الطلب عليها خلال شهر رمضان المبارك من جهة أخرى. وطالب المواطن أسعد المبارك الجهات المختصة بوضع حد لما وصفه بالمهزلة، مؤكدا أن العقاب الصارم لمن يتلاعبون بالأسعار وفي أقوات الناس هو من سيضع حدا لمثل تلك الأمور، وربما يسهم بشكل فاعل في وقف التلاعب بالأسعار، وأضاف «الميسورون من المواطنين وأصحاب الدخول العالية من المقيمين مثل الأطباء والمهندسين والمستثمرين لا يأبهون لهذا الأمر، فهم يملأون عرباتهم بالسلع ويدفعون الثمن غير آبهين بالسعر، فمبلغ 100 أو 200 ريال لا يعني لهم شيئا، لكن بالنسبة لأصحاب الدخول المتدنية, خاصة من ذوي الدخل المحدود، فإنهم يعتبرون أن التنقل بين مختلف الأسواق والمراكز التجارية هو جهد مستحق لتوفير مبلغ 100 ريال أو حتى أقل من ذلك، نظرا لأنه يشكل فارقا كبيرا بالنسبة لهم « وهو ما دفع بكثير من سكان العاصمة من مواطنين ومقيمين للتنقل بسياراتهم مع عائلاتهم بين مختلف الأسواق والمراكز التجارية بحثا عن السلعة الأرخص، منوها بأنه حتى الريالات الخمسة تشكل فارقا كبيرا لكثير من المستهلكين.
ودعا المبارك، أصحاب المراكز والأسواق التجارية إلى أن يسهموا في خفض الأسعار على الأقل خلال شهر رمضان المبارك الذي ستعقبه فرحة العيد وهو ما يعني الحاجة الماسة لتوفير كل ريال حتى يتمكن أرباب الأسر من الإنفاق على متطلبات العيد التي يعدها البعض قاصمة للظهر.