ما لم يذكر حول تصنيف الجامعات السعودية عالمياً

ما لم يذكر حول تصنيف الجامعات السعودية عالمياً

بقدر ما فرحت بحصول جامعتي جامعة الملك سعود على الترتيب 197 عالمياً، حسب تصنيف ويبومتركس الإسباني، بقدر ما تعجبت من الفارق بينها وبين جامعة الملك فهد والذي قارب 105 مراتب.
إن جامعة الملك فهد المعروفة بأنها تشكل طريقا مضمونا للحصول على وظيفة ووظيفة جيدة في السوق السعودية لا تمتلك موقعاً إلكترونياً يليق بجودة مخرجاتها أو الإقبال الكبير على خريجيها. بينما استطاعت جامعة الملك سعود بجهود مديرها ومن حوله أن تقفز بالجامعة في فترة وجيزة، والمقارنة النظرية بين موقعي الجامعتين تغني عن المزيد من الإيضاحات.
وعموماً تظل المحصلة النهائية وجود جامعة سعودية واحدة ضمن قائمة أفضل 200 جامعة عالمياً، وجامعتين سعوديتين ضمن قائمة أفضل 400 جامعة على مستوى العالم.
وهذه النتائج جعلت المملكة في المرتبة الـ 30 عالمياً من حيث جودة نظام التعليم العالي، وهو ما لم يتم التركيز عليه من قبل الإعلام أو حتى مجرد التطرق إليه حسب اطلاعي، حيث، على سبيل المثال، لا توجد سوى جامعة فرنسية واحدة ضمن أفضل 200 جامعة بينما لا تزال الجامعات أمريكية تحتل ما يقارب الـ 50 في المائة من هذه الـ 200 جامعة. وبريطانيا بتاريخها ليس لديها سوى عشر جامعات.
لكننا ما زلنا في بداية الطريق، وهذا ليس منتهى الطموح، بل إن الطموح ليس له منتهى.
وجامعة كجامعة الملك سعود تحتاج إلى ربط ترقيات منسوبيها بجودة المخرجات البحثية حتى ولو كانوا في مناصب إدارية. وجامعة كجامعة الملك سعود تحتاج إلى تغيير لغة الدراسة لتخصصات كثيرة لتكون باللغة الإنجليزية لغة الأعمال اليوم، فالطلاب لن يخسروا لغتهم الأم بتعلم لغة جديدة والدراسة بها.
أما جامعة الملك فهد فتحتاج إلى العمل من أجل المستقبل، وألا تركن إلى السمعة التي حصلت عليها في سنين مضت. وجامعة الملك فهد تحتاج إلى التذكير بأن ميزة الدراسة باللغة الإنجليزية التي لدى طلابها قد تذهب مع تحول الجامعات السعودية الأخرى إلى التدريس بها للتخصصات المستدعية، كما أن معايير التقييم الدولية للجامعات لا تنظر إلى لغة الدراسة، وإلا لما أتت ألمانيا في المركز الثاني عالمياً بعد الولايات المتحدة من حيث جودة نظام التعليم العالي لديها، ومن حيث عدد جامعاتها ذات التصنيفات المتقدمة.
وعموماً فالحاجة إلى التطور لن تنتهي وقائمة الحاجيات لا تنتهي أيضاً، وجامعاتنا الأخرى ننتظر منها المزيد. وشكراً لكل من يسهم في رفع اسم الوطن وجودة نظامنا التعليمي عالياً.. شكراً من الأعماق.

عدد القراءات: 194

الأكثر قراءة