الماء!
قد يذكرنا العنوان بما كنا نعانيه في المدرسة من الكراهية لمادة التعبير بموضوعاتها المبتذلة، لكن بالنسبة إلي يعني أشياء وأشياء! فكل ما يذكرني به هو انقطاع المياه المتكرر في مدينة جدة حتى أصبح وجودها داعيا للغرابة والقلق!
ويذكرني بما يحمله الصيف من مفاجآت انقطاع المياه التي قد تصل إلى أسابيع لا أيام وهي حقا مشكلة شائكة تناولتها الصحف عدة مرات دون فائدة تذكر. أما بالنسبة إلي فقد ناقشتها مع نفسي عدة مرات ولم أجد لها أسبابا مقنعة.
فبحكم عملي عشت في مدينة الرياض أربع سنوات ولم أعان انقطاع المياه إلا ساعات معدودة ولأسباب تقنية متعلقة بمنزلي ورغم التحضر ووجود وسائل عديدة لتكرير المياه، إضافة إلى مياه البحر تظل جدة المدينة الأكثر شهرة في المملكة بانقطاع المياه، وحتى مع بروزها كإحدى أهم مدن المملكة تحضرا وجمالا ظلت الجميلة دون مياه كافية لإنعاش سكانها، وعلى الرغم من جهود وزارة المياه في فرض العقوبات على أولئك المخالفين والمستخدمين لـ «موتورات» الشفط، تظل المشكلة قائمة ويبقى على السكان السعي وراء «الوايتات» إضافة إلى دفع فاتورة المياه ويبقى علي أن أحسن علاقاتي مع أولئك الذين يملكون «ماطور» الشفط حتى أنعم بالاستحمام اليومي!
وهكذا تجد أن انقطاع المياه له فوائد فهو يجعل الإنسان اجتماعيا لأنه لم يعد يطيق الجلوس في بيت عمته القديمة وربما هذا أحد الأسباب التي جعلت أهل جدة معروفين بالابتسامة وحب الناس!
أتمنى أن يصبح انقطاع المياه في جدة واحدا من رابع المستحيلات أو أن يصبح أسطورة التغير التي سأحكيها يوما لأحفادي تماما كقصة الكهرباء وحقا تمنى أن يكون مجرد عنوان من عناوين الماضي لا المستقبل.
عدد القراءات: 532