«المطبق».. وجبة محدودي الدخل على مدار العام

«المطبق».. وجبة محدودي الدخل على مدار العام

تعد وجبة المطبق من الوجبات المطلوبة والمحببة لدى عامة المجتمع السعودي، والتي تجد إقبالا كبيرا طوال العام، ساعد على ذلك انخفاض سعرها مقارنة بقيمتها الغذائية، بحسب ما أكده عدد من العاملين فيها، والذين أوضحوا أن سوق المطبق تعد من الأسواق المفتوحة نظرا لعدم ارتباطها بأي موسم، حيث تتساوى مبيعاتها في فصل الصيف مع مبيعاتها في فصل الشتاء.
في هذا الصدد يؤكد محمد أبو علي مشرف على أحد محال الفول والمطبق، زيادة الطلب على وجبة المطبق في كل الأوقات، ويعود ذلك إلى أن انخفاض سعرها مقارنة بالوجبات الأخرى، مضيفا «برغم تعدد أنواع المطبق ما بين المالح والحالي إلا أن أسعاره تتراوح بين ريالين وخمسة ريالات، لافتا إلى أن أكثر الطلبات تأتيهم على النوع المالح على اعتبار أنها تشكل وجبة غنية تفي بالقضاء على الجوع واكتساب الجسم فوائد جمة من المكونات الغذائية التي يحتوي عليها هذا النوع».
وأوضح أبوعلي أن مكونات المطبق المالح تنحصر في اللحم المفروم والبصل الأخضر أو الكراث, وكذلك البيض، إضافة إلى الطماطم وعجينة تشبه عجينة السمبوسة، فيما يتكون المطبق «الحالي» من البيض والموز، لافتاً إلى وجود أنواع أخرى مثل مطبق بالقشطة ومطبق بالجبنة, وكذلك مطبق بالتونة وجميع الأنواع الأخيرة ظهرت أخيرا بناء على رغبة المستهلك، والتي تعتمد على رغباتهم في تناول وجبة متنوعة المذاق بسعر جيد.
من جهته, كشف هادي المحروس الذي يشرف على محل آخر عن أسعار المطبق بأنواعه، حيث وصل سعر المطبق المالح والحالي إلى ريالين، ووصل سعر المطبق بالقشطة والجبنة إلى ثلاثة ريالات، ووصل سعر مطبق التونة إلى خمسة ريالات، مبررا ارتفاع سعر النوع الأخير إلى ارتفاع أسعار علبة التونة التي وصلت إلى ستة ريالات، مشيرا إلى أن مبيعات المطبق في المساء تكون أكثر من مبيعاته في الصباح، على الرغم من تساوي مبيعاته في فصلي الشتاء والصيف.
وفي السياق نفسه, أكد المواطن فيصل المسعود أنه من هواة تناول وجبة المطبق, ويعود ذلك إلى خفة الوجبة وبساطتها وقيمتها الغذائية التي تنعكس على جسم الإنسان، بعكس الوجبات الأخرى، وأضاف «أكثر ما يقلقني أثناء تناولها هو كثرة سكب الزيت في الإناء ما يجعلها أكثر عرضة للتشبع بالزيت، لافتا إلى اختلاف المطاعم في إعدادها، حيث إنه اضطر في أحد المرات إلى عدم تناولها بسبب عدم ضبط مكوناتها بالكميات والطريقة التي تجذبه».
وطالب المسعود بمراقبة المطاعم التي تعتمد على زيت القلي بشكل كبير، حيث إن بعضها لا يقوم بتغييره إلا بعد أن يتحول لونه إلى اللون الداكن، وفي ذلك خطر كبير على المواطنين والمقيمين، في حين دافع العامل ربيع أنس عن ذلك بقوله «إن وجبة المطبق تعتمد على سكب الزيت من مرة واحدة وبكمية قليلة إلى أن تتشبع العجينة به وهو ما يعطي طعمها مذاقا رائعا، كما أن الزيت المستخدم في تلك الوجبة لا يمكن استرجعاه واستخدامه مرة أخرى، باعتبار أن عجينة المطبق تحتاج إلى كميات الزيت القليلة التي تضاف عليها حين تجهيزها، وبالتالي, فإن الكمية تتشبع داخل العجينة نفسها».
يذكر أن وجبة المطبق قد انتشرت بشكل واضح خلال الـ 20 عاما التي مضت، ويعود تاريخها إلى جمهورية اليمن، حيث تعد من الوجبات اليمنية المعروفة، وبدأت في الانتشار في الحجاز أولا، ثم داخل مناطق المملكة، كما أنه لا يكاد يخلو أي مطعم للفول من هذه الوجبة بسبب الطلب المتزايد عليها في كل الأوقات.

الأكثر قراءة