الروائيون العالميون معظمهم مرضى نفسيون والكتابة مرحلة في اللاوعي!

الروائيون العالميون معظمهم مرضى نفسيون والكتابة مرحلة في اللاوعي!
الروائيون العالميون معظمهم مرضى نفسيون والكتابة مرحلة في اللاوعي!
الروائيون العالميون معظمهم مرضى نفسيون والكتابة مرحلة في اللاوعي!

هل علينا أن نصبح مرضى نفسيين حتى نصبح مبدعين؟ هذا السؤال كان الانطباع الأول عند جميع من حضر اليوم الأول الدورة التي أقامها النادي الأدبي في الرياض تحت عنوان ''جماليات الرواية العالمية'', التي استمرت ثلاثة أيام. الدورة أعدها وقدمها الروائي الدكتور إبراهيم الخضير وتناول في محاضرته الأولى عددا من الكتاب العالميين أمثال (سارتر, فرويد , ألبيرتو مورافيا, وديستوفسكي) وغيرهم؛ محللا نفسيتهم معتمدا على كتاباتهم والأمراض النفسية التي عاناها هؤلاء الكتاب. والعجيب أن جميع الكتاب العالميين الذين تطرق لهم الدكتور الخضير شخص لهم أمراضا نفسية ما خلق تساؤلا مقرونا بالدهشة في ذهن الحضور عن دور المرض النفسي في العملية الإبداعية, خاصة أن الدكتور الخضير أوضح أن كتاباتهم كانت تأتي في مرحلة من اللاوعي. وعند استفسار إحدى المداخلات حول حقيقة اللاوعي الذي تأتي به كتابات هي أقرب وأشد وعيا للواقع المعاش, أوضح الدكتور أنواعا مختلفة من اللاوعي الذي تحدث عنه. والحقيقة أن المحاضرة الأولى أتت ثرية جدا لكن فيما لا يتوقعه الجمهور, حيث انصبت كلها على التحليل النفسي بينما كان عنوان الدورة المعلن ''جماليات الرواية العالمية'' وهو ما يجعل المشتركين يتوقعون طرحا فنيا من نوع آخر؛ ومن هنا أتى استفسار عنيف آخر في الأمسية الأولى وجه للدكتور الخضير ''هل ستنصب بقية المحاضرات على المنوال نفسه من التحليل النفسي؟''.

#2#

#3#

وفي رد الدكتور الخضير على هذا السؤال وعلى ارتباط مضمون المحاضرة بالعنوان المطروح للدورة أجاب أنه يتكلم عن الرواية من منطلقه وعلمه في الطب النفسي أما العنوان فالنادي هو من وضعه وليس هو ولم يعلم به ولم يختره. وحول الشكاوى المتكررة عن رداءة الإعدادات الصوتية التي بدا أن الدكتور الخضير متفاجئ منها رغم أنه من أعضاء النادي قال (أنتم بالنادي أدرى)!. ورغم كل ما جرى في اليوم الأول من اختلاف المضمون الثري المطروح مع العنوان المعلن إلى أن عدد الحضور في اليومين الثاني والثالث لم ينقص كثيرا, لكن الدكتور الخضير تحول فيها من محاضر إلى مدير للحوار, حيث بدا واضحا جدا أنه لا توجد أي مادة معدة للإلقاء. وكل ما كان هناك هو طرح بعض النقاط التي تتم مناقشة الحاجة إليها لبناء رواية عالمية. وهكذا تحول اليومان الثاني والثالث إلى حوارات بلا نتائج محددة ودون السير على أي نظرية لهذه الحوارات. النقاط التي تناقش الحضور حولها اشتملت على بعض الأمور منها الحاجة إلى الموهبة التي اختلفت القاصة هيفاء الفريح فيها مع معدة البرامج نجاة الوحيشي, حيث ترى الفريح أن الموهبة متطلب قبل الاطلاع بينما ترى الوحيشي أن الاطلاع يأتي قبل الموهبة في كتابة الرواية . واستمر الجدل الثقافي حول ما تتطلبه الرواية العالمية في حوارات الجمهور. فمن المعلومات العامة وحتى التحضير وتحديد الأهداف والعلاقات الشخصية ومحاكاة بعض الروايات العالمية إلى آخره من العناصر التي استمرت بشأنها مداخلات الجمهور. اللافت أنه ككل مرة يتطرق فيها إلى الرواية السعودية والرواية العالمية طفت على السطح مجددا رواية رجاء الصانع (بنات الرياض) وطرح التساؤل عن تحولها بعد عدد الطبعات وعدد الترجمات التي حظيت بها الرواية إلى رواية عالمية أم لا, وهل اشتهر العمل بقيمته أم بما كتبه الدكتور غازي القصيبي عنها؟ وهنا أضافت الوحيشي (رغم احترامي الشديد لغازي القصيبي إلا أنني لن أصدق كلمة إطراء قالها عن رواية رجاء الصانع) ومن هنا تجدد النقاش حول فائدة العلاقات الشخصية مع النقاد أو مع كبار الكتاب في دعم الروائي وهل يصل الأمر إلى أن يكون تدخلهم عاملا مهما في تحويل الرواية إلى رواية عالمية؟ نقطة أخرى أثارت جدلا حواريا حول ما إذا كانت الروايات السعودية قد وصلت إلى العالمية أم لا؟ وهذا قاد الحوار إلى تعريف العالمية من حيث المضمون أم الترجمة أم عدد الطبعات؟ ضرب أحد الحضور مثلا بروايات عبده خال من حيث أنها تعد في قيمتها روايات عالمية بينما ضرب البعض الآخر مثلا بأعمال الروائية رجاء عالم ويوسف المحيميد واختلف الجمهور فيمن يمكن اعتبار أنه وصل إلى العالمية من الكتاب المحليين. وأجاب بعض الحضور أن الغذامي كناقد مشهور لا يعترف بأي عمل من أعمال عبده خال. بينما قالت بوشناق ''وأنا لا أعترف بالغذامي أصلا'' . وعلى هذه الوتيرة تواصلت حوارات اليومين الأخيرين من الدورة المجانية التي انتهت بتأجيل تسليم شهادات الحضور – كحد أدنى – إلى أجل غير مسمى!

الأكثر قراءة