شراء السلع المنزلية.. سياسات مختلفة بحسب أعداد الأسرة

شراء السلع المنزلية.. سياسات مختلفة بحسب أعداد الأسرة

تختلف عادات المستهلكين في طريقة شرائهم السلع والاحتياجات الضرورية، التي تحتاج إلى التزود الدوري بها، حيث يتبع كل مستهلك الطريقة التي تتناسب ظروفه المعيشية والمالية، كما يعتمد ذلك على عدد أفراد الأسرة، فنجد كبار السن يلجأون إلى الشراء بالجملة، معتمدين في ذلك على نظرية التوفير، خاصة إن كانوا يعولون عددا كبيرا من أفراد أسرتهم، كما أن الشراء بالجملة قد يريحهم من تكبد مشقة التسوق المستمر وهو ما لم يعد لهم طاقة به بسبب تقدمهم في العمر، فيما يفضل غالبية الشباب وخاصة حديثي الزواج الشراء بالقطعة حيث يتخذون ذلك سبيلا لتقسيط احتياجاتهم وفق طاقاتهم المالية، كما أنهم قد يعتبرون التسوق أحد الأمور التي يجب وجود الزوجة فيها من حين لآخر لتأخذ ما تريده بحسب خبرتها في الطبخ مثلا أو تفاصيل مستلزمات المنزل، أضف إلى ذلك، أن منازل حديثي الزواج عادة ما تكون شققا صغيرة، وهو ما يكشل عائقا أمامهم في تخزين الكميات الكبيرة من المواد المختلفة.
وأكد عاملون في سوق المواد الغذائية أنه برغم ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية إلا أن ذلك لم يمنع المستهلكين من الشراء بالجملة لرغبتهم في الحصول على فارق السعر بين القطعة والجملة، كما أن البعض الآخر يفضل ذلك لرغبته في عدم الذهاب للتسوق مرة أخرى، وهو ما يؤكده جمال عبد الرحمن مشرف أحد محال المواد الغذائية، الذي أشار إلى أن صفة الشراء بالجملة لم تتأثر بالظروف الاقتصادية المتمثلة في غلاء الأسعار، مضيفا «بعض الزبائن يفضل شراء احتياجاته المنزلية مرة واحدة عن طريق شرائها بالجملة لعدم رغبته في التسوق مرة أخرى»، كما أن بعض الزبائن يفضل الشراء بهذه الطريقة لرغبته في الحصول على فارق السعر بين شراء السلعة بالقطعة وشرائها بالجملة، لافتا إلى أن أكثر من يقوم بذلك هم من كبار السن ممن تعودوا على الشراء بالجملة، أما حديثو الزواج فيفضلون الشراء بالقطعة حتى لا يقعون ضحية ازدحام المواد الغذائية داخل مساكنهم الصغيرة مقارنة بمساكن كبار السن.
وفي السياق ذاته أبان عبد الكريم فؤاد مشرف محل آخر أن فارق السعر لأنواع السلع بين شرائها بالجملة وشرائها بالقطعة يختلف بحسب نوع السلعة وجودتها، مشيرا إلى أن فارق السعر قد يكون ريالين فقط، وقد يصل إلى أكثر من عشرة ريالات، حيث أشار إلى أنهم يعمدون إلى عرض كرتون الجملة لأحد مساحيق غسيل الملابس بسعر 88 ريالا ويحتوي الكرتون على 48 علبة، ونظراً لأن سعر العلبة الواحدة ريالان فإن فارق السعر بين شرائها بالقطعة وشرائها بالجملة هو ثمانية ريالات، مستطردا «وصل سعر كرتون الجملة لأحد أنواع المناديل الورقية إلى 62 ريالا، محتويا على ست ربطات، وكل ربطة تحتوي على ست علب، في حين تبلغ تكلفة العلبة في القطعة ريالين، وهو ما يعني أن شرائها بالجملة يوفر نحو أربعة ريالات، مشيرا إلى وصول فارق السعر بين القطعة والجملة لأحد أنواع الحليب السائل إلى 12 ريالا.
من جهته أكد عبد الله بن فهاد الذي كان قد أنهى تسوقه في أحد المحال بالجملة، أنه من هواة شراء السلع الغذائية بالجملة لرغبته في توفير جميع احتياجات منزله من فترة تسوق واحدة، كما أن الإغراء المتمثل بين سعر السلعة بالقطعة وسعرها بالجملة ساعده على اتباع هذه الطريقة، لافتاً إلى وصول فارق السعر بين القطعة والجملة لأحد الزيوت النباتية المعروفة إلى عشرة ريالات، ووصول فارق السعر بين الجملة والقطعة لأحد أنواع الجبنة السائلة إلى عشرة ريالات كذلك.
وفي السياق نفسه يرى الشاب محمد الحربي أن طريقة الشراء بالجملة تناسب الأسر التي يتجاوز أعدادها الخمسة أشخاص، الذين يمكن لهم اتباع سياسة التخزين لتقليل عدد مرات التسوق، أما الأسر التي تتكون من الزوج والزوجة فلا أعتقد أن الشراء بالجملة يناسبهم، مشيرا إلى أنه يقوم بشراء احتياجات منزله من البقالة القريبة من منزله على حسب الحاجة الضرورية للسلعة.
يذكر أنه بحسب بيانات مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات في وزارة الاقتصاد والتخطيط فقد تراجع معدل التضخم السنوي في المملكة من 5.5 في المائة في أيار (مايو) الماضي، إلى 5.2 في المائة في حزيران (يونيو) الماضي، حيث تراجعت نسبة الزيادة في مؤشر المواد الغذائية والمشروبات إلى 1.7 في المائة من 2.7 في المائة في أيار (مايو).

الأكثر قراءة